ديمقراطية فاتورة المياه
بقلم: ماجد سمير
يبدو أننا بالفعل نعيش في أزهى عصور الديمقوراطية والحرية والمساواة والعدل، ولا يوجد أدنى فرق بين الكبير والصغير والوزير والغفير، فالكل سواسية أمام "كوبانية المياه" التي لا ترحم. ويتمتع رجالها بقوة شكيمة تؤثر على أكبر عدادات المياه قوة، لأن المصلحة القائمة على شئون حنفيات ومحابس مصر؛ فهي لا تفرق بين نوع الحنفية... فالذهبية تتساوى تمامًا مع الحنفية الصدئة خالية الجلدة المربوطة بقطعة قماش منعًا لكل أنواع التسريب أو المحبس الإليكتورني ونظيره اليدوي القديم. الكل يجمعه فاتورة قاسية. والدليل على مساواة الحكومة لكل مستخدمي المياه، هي قيمة الفاتورة المستحقة على محافظ 6 أكتوبر د. فتحي سعد التي وصلت إلى ما يقرب من 1000 جنيه... وحسبما ما صرح لوسائل الإعلام أنه ليس الشهر الأول الذي يدفع فيها نفس المبلغ عن استهلاك المياه، وإنه اضطر لترك شقة مغلقة يملكها لصاحب المنزل بسبب قيمة فواتير المياه.
واستمرارًا للمساواة، قد تقوم الحكومة بقطع المياه عن المحافظ وتركيب "طبة" بدلاً من المحبس وتترك شقته بدون محبس في حالة اصراره على عدم دفع المبلغ المستحق عليه! وأيضًا ستقوم الكوبانية برقع العدة وتترك شقة المحافظ بدون عدة، تمامًا كما يحدث مع الشعب المسكين. ويضطر سيادته في هذه الحالة إلى الاستعانة ﺑﭽراكن المياه أو الوصول لمرحلة التجفيف الذاتي بدلاً من استخدام المياه. ونُذِّكر المحافظ إنه في إبان فترة حكمه لمحافظة الجيزة شهدت عدة مناطق بالمحافظة المسكينة - دائمًا- انقطاع متواصل تقريبًا للمياه مثل منطقة كفر طهرمس... والغريب أن "الكوبانية" ظلت طوال فترة عدم وجود مياه في حنفيات المنطقة تُحَصِل الفواتير بشكل منتظم وكأن الفعل الخاص باستخدام الحنفية طبقًا لثقافة "الكوبانية" محدد "للتنشيف" فقط.
وحاول أهل المنطقة التفاهم مع مسئولي الكوبانية بلا فائدة. من ووقتها تعامل د.سعد مع الموقف وكأنه لا يعنيه؛ باسلوب ودن من طين وودن من عجين... رغم أن كل من الطين والعجين يحتاجا للمياه! وظل يتحدث في كل وسائل الإعلام عن أنفلوانزا الطيور! متناسيًا أن الطيور في حد ذاتها تحتاج للمياه سواء محليًا لأن "البط يقوم يغطس ويعوم" كما قال الفنان محمد ثروت "صاحب العشة" وعالميًا طبقًا لأوبرا "بحيرة البجع".
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :