ابن المحظوظة
بقلم: سحر غريب
كل حين ومين تخرج علينا موضة وتقليعة جديدة داخل منظومة التعليم، مرة كادر وتكدير، ومرة حرب ضارية على الدروس الخصوصية، والآن عادة جديدة من زيارات الوزير للمدارس- ربنا ما يقطعله عادة- أما على حظ ابني- ابن المحظوظة – ومدرسته، فكانت لنا موضة أخرى أكثر دموية من الموضات كلها، فقد أصبح للمدارس حوادث، وأصبح خروج ابني لمدرسته تهورًا أبويًا خطيرًا قد يعاتبني عليه ابني عندما يُصبح شابًا عاطلاً قد الدنيا على قهوة العاطلين.
لقد عاد فلذة قلبي من مدرسته وعلى جبهته جرح غائر من آثار التعليم وسنينه، واضح إن مدرسته طبقت مفهوم التربية والتعليم بمفهومه غير المُعلن - حتى يحلف الطالب بعد ذلك بأنه متعلم والجرح مابيكذبش، علام دا ولا لأ!
وعندما سألت الطفل الوديع الذي أصبح يشبه في وداعته طفل شارع يحترم نفسه عن سبب هذا الجرح، رد بأن إدارة المدرسة تقوم بمجموعة من الإصلاحات والتجديدات وأن الظلط للرُكب والحديد منتشر انتشار النار في الهشيم وهو- كطفل عادي عنده فضول قاتل للقطط- أخذ يلعب بمواد البناء- مساهمة منه في بناء طفل متعلم تتفاخر به الأجيال القادمة- وبهذا وقعت الحديدة على رأسه وعاد ابني إلى البيت فخورًا بعلامته الجديدة، عاقبته طبعًا ولكني كنت أكثر تصميمًا على توجيه لوم شديد اللهجة لإدارة المدرسة التي تسبب إهمالها في تحويل وجه هذا البرعم البريء إلى وجه طفل رد سجون، فكان الرد جاهزًا: قضاء وقدر يامدام، هو أصلاً ممكن يتجرح من أي حاجة في البيت وهو سالم آمن غانم بين والديه، ألجمني إيمان إدارة المدرسة – ربنا يزيدها نور وإيمان- وسكت لساني بالعافية عن البوح بما يدور داخل عقلي وأقنعت نفسي صاغرة بأنها شقاوة عيال.
حتى جاء اليوم الذي كنت فيه داخل المدرسة ووجدت عددًا كبيرًا من الطلبة مُصابًا بجروح تشبه جروح ابني بالظبط – واضح إن القضاء والقدر شادد حيله معانا اليومين دول.
وحتى لا نظلم المدرسة وإدارة المدرسة، فقد يكون سبب التعليم الغليظ على وجوه الطلبة في مدرسة ابني، التي هي للغات بالمناسبة، هو حتى يتعرف الطالب على زميل الكفاح عندما تشتد السواعد وتنبت الشوارب ولن يبقي ساعتها إلا علامة إهمال المدرسة واضحًا.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :