متى يتوقف نزيف الأسفلت ببني سويف؟
تحقيق : جرجس وهيب – خاص الأقباط متحدون
المار على طول الطرق الثلاثة الموجودة بمحافظة بني سويف، الطريق الزارعي والطريق الصحرواي الغربي والطريق الصحراوي الشرقي، يشاهد مناظر مروعة لحطام السيارات الناتجة عن حوادث الطرق البشعة، والتي لا يكاد يمر يوم إلا وتحدث، مما جعل طرق بني سويف هي الأعلى على مستوى مصر، بل لن نكون مبالغين إذا قلنا إنها الأعلى على مستوى العالم، مما جعل السير على هذه الطرق ينطوي على مخاطرة كبيرة، فما هي أسباب ارتفاع الحوداث بهذا الشكل الكبير؟ هل يرجع ذلك إلى سوء حالة الطرق، أم إلى العنصر البشري أم إلى ضعف الرقابة المرورية؟
"الاقباط متحدون" طرحت هذا التساؤل على عدد من المواطنين والسائقين:
- فقال أحمد يوسف، رئيس لجنة الوفد ببني سويف، وعضو محلي محافظة بني سويف:
- جزء كبير من الحوداث ناتج عن عدم التزام السائقين بالقانون، لأن المسئولين عن تطبيق القانون هم أول من يخالف القانون، ففي كثير من الأحيان تسير سيارات الشرطة عكس الاتجاه، ولا يستخدم رجال المرور والشرطة حزام الأمان، وزجاج كبار المسئولين وأعضاء مجلس الشعب ملون على الرغم من مخالفة ذلك لقانون المرور، فكيف نطلب من السائقين الالتزام؟! فعلى سبيل المثال؛ محكمة بني سويف قامت باقتطاع رصيف المشاة أمام المحكمة وتحويله لموقف لسيارات القضاة!!
- ويقول علي نصر، عضو مجلس شعب:
- لا ينكر أحد أن الحوداث قلت بعد ازدواج الطريق الزراعي من العياط حتى مدينة بني سويف، ويجرى العمل الآن بازدواج الطريق من بني سويف حتى حدود المحافظة مع المنيا، وتشغيل الطريق الصحرواي الشرقي، وازداوج الطريق الصحراوي الغربي، ولكن تبقى عوامل أخرى لزيادة نسبة الحوداث، وهي السرعات الكبيرة التي تسير بها السيارات، وخاصة سيارات النصف نقل والميكروياص، كما أن عددًا كبيرًا من السائقين غير مؤهلين للقيادة، بجانب عدم احترام بعض السائقين للقواعد المرورية.
- فيما قال هشام الحميلي، رئيس المجلس الشعبي لمركز ناصر:
- ترجع الحوداث إلى الارتفاع المهول في عدد السيارات، والتي ضاقت بها الطرق، على الرغم من التوسع في إنشاء الطرق..
ويقترح الحميلي لتقليل عدد الحوداث أن يختص كل طريق من الطرق الثلاثة بنوعية من السيارات، فالطريق الصحرواي الغربي للسيارات الميكروباص، والطريق الصحرواي الشرقي للسيارات النصف النقل والنقل الثقيل، والطريق الزراعي للسيارات الملاكي والربع نقل، وبذلك تقل كثافة السيارات على الطرق، وأضاف أنه حتى لو وقعت إحدى الحوداث، فإنها ستكون بين نوعية واحدة من السيارات، مما يُقلل الخسائر بدلاً من أن تكون مثلاً الحادثة بين سيارة نقل ثقيل، وسيارة ملاكي، فلنتخيل عدد الضحايا والطريق مملوء بالمئات من هذه الحوداث!!
- ويقول عادل أحمد (موظف):
- إن السبب الأساسي في عدد الحوداث يرجع إلى أن كثيرًا من حاملي رخص القيادة لا يجيدون القيادة تمامًا، فليس هناك تدقيق في اختبارات القيادة، وبعض رخص القيادة يتم استخراجها عن طريق "الوسايط والمحسوبيات" والعلاقات الشخصية.
- ويرى خالد أنور (تاجر):
- أن عددًا كبيرًا من السائقين، وخاصة سائقي النقل الثقيل، يتعاطون المخدرات والحبوب المنبهة لزيادة القدرة على العمل، لأن عددًا كبيرًا من السيارات الأجرة يتم شراؤها بالتقسط، ويكون السائق مرتبطًا بقسط شهري كبير، ونسبة من الحوداث تحدث نتيجة لنوم السائقين أثناء القيادة، فلابد من تواجد طبيب بصفة دائمة مع اللجان المرورية لأخذ عينات من دماء السائقين لتحليلها ومن يثبت تعاطيه المخدرات أو الاقراص المنبهة، يتم عقابه عقابًا رداعًا بالسجن وإلغاء الرخصة تمامًا.
- وتضيف علياء مبروك (مُدرسة):
- إن ارتفاع نسبة الحوداث يرجع إلى انعدام الضمير لدى بعض السائقين وبعض رجال المررور الذين يتقاضون رشاوٍ للتغاضي عن مخالفات السائقين، ويحدث ذلك في وضح النهار، وتحت مرأى ومسمع جميع المسئولين، بالإضافة لسلبية المواطنين في الدفاع عن حقوقهم وإيقاف أي تجاوز من أحد السائقين، كما أن تخطي السيارات لبعضها يُعتبر من الأسباب التي تتسبب في العديد من الحوداث، وأيضًا تغاضي رجال المرور عن بعض الاشتراطات المرورية، مثل وجود غطاء على سيارات الرمال لمنع تطاير كميات من الرمال أثناء سير السيارات، كما أن سير سيارات الفلاحين والجرارات والعربات "الكارو" على الطرق السريعة أيضًا يُعتبر من الأسباب التي تؤدي إلى العديد من الحوداث.
- ويقول عماد رضا، حاصل على بكالوريوس تجارة:
- نظرًا لارتفاع عدد الحوداث وخاصة أمام مداخل القرى الواقعة على الطريق الزراعي، لجأ عدد كبير من مواطني القرى الواقعة على الطريق الزراعي إلى إنشاء مطبات صناعية على طول الطريق بطريق عشواية وغير سليمة، وتؤدي هذه المطبات إلى الكثير من الحوداث وخاصة بين السيارات التي لا تمر على الطريق الزراعي بصورة دائمة، إذ يُفاجىء السائقون بالمطبات مما يؤدي إلى خفض السرعة بصورة مفاجئة، فيصطدم به القادم من الخلف لعدم وجود أي علامات إرشادية تشير إلى هذه المطبات.
- ويقول هاني جرجس (سائق):
- إن الاتهامات دائمًا ما توجه للسائقين بأنهم السبب الرئيسي للحوداث، ولكن هناك عوامل أخرى تؤدي إلى وقوع مثل هذه الحوداث، منها ضيق الطرق بشكل كبير وزيادة عدد السيارت وتحديث السيارات بشكل لا يتناسب مع الطرق المصرية، وعدم إضاءة بعض الطرق، وعدم وجود علامات إرشادية تشير إلى مناطق المنحنيات، ووجود مطبات صناعية، وعدم وجود أي خدمات على الطرق الصحراوية من نقاط للمرور والإسعاف.
- ويشير ربيع رمضان "سائق" (وحاصل على بكالوريوس خدمة اجتماعية: )
- إلى أن توقف الدولة عن تعيين الخريجين، وارتفاع معدل البطالة بين كافة الخريجيين، دفع عددًا كبيرًا من الخريجين إلى العمل بمختلف المهن دون أن يكونوا ملمين بها إلمامًا كاملاً، ومنها قيادة السيارات، مما أنتج جيلاً جديدًا من السائقين غير المؤهلين للقيادة مع الإمكانيات العالية للسيارات الجديدة، مما أدى إلى ارتفاع نسبة الحوداث.
- ويؤكد صموئيل فتحي (سائق):
- أنه بالفعل هناك عدد كبير من السائقين يتناولون المخدرات والحبوب المنبهة ويتسبب هولاء في العديد من الحوداث، كما أن عددًا آخر من السائقين ليسوا على درجة كافية من الكفاءة المطلوبة، كما أن وقوع الطرق على مداخل القرى يؤدي إلى الكثير من الحوداث،وكذا سير العربات "الكارو" والجرارات على الطرق يؤدي إلى الكثير من الحوداث، بالإضافة إلى عوامل خارجة عن إرداة السائقين مثل انفجار الإطارات والأعطال المفاجئة بالسيارات.
ويشير حسين فرج (سائق):
- إلى أن "الشغلانة" أي (قيادة السيارات)، "لمت البلطجية"، على حد وصفه، فعدد كبير منهم ليس لديه رخصة قيادة ولا دراية جيدة بمكيانيكة السيارات، كما أن عددًا كبيرًا منهم يتعاطى البانجو وخاصة صغار السن.
- ويقول محمد حسن (سائق):
- ليست جميع الحوداث سببها السائقون، فأنا من أسرة سائقين أبًا عن جد، مع ذلك تعرضت سيارتي الميكروباص لحادث انقلاب، و"ربنا سلم الحمد لله"، وكانت معظمها إصابات بسيطة لعدد من الركاب بسبب انفجار إطار السيارة الأمامي، كما أن السائقين أصبحت عليهم ضغوط كبيرة ورهيبة، فتكاليف تراخيص السيارة تتخطى الـ 3 آلاف جنيه في العام، وقد تصل قيمة المخالفات إلى 10 آلاف جنيه في السنة، غير المضايقات التي يتعرض إليها السائقون يوميًا من عساكر المرور وكاراتات المحافظات والطرق السريعة، و"بهدلة المواقف"، فعلى سبيل المثال؛ لا يوجد موقف لسيارات بني سويف في المنيب، ونطارد من أمناء الشرطة طوال الوقت، بالإضافة إلى الارتفاع الجنوني في مستلزمات ومصاريف الصيانة.
- ويضيف (رئيس لجنة المواصلات بإحدى المجالس الشعبية.. طلب عدم ذكر اسمه ):
- إن هناك حالة من الفوضى المرورية تشهدها محافظة بني سويف منذ عدة سنوات، وازدات في الأونة الأخيرة، فشوارع المدن والقرى في حالة فوضى كبيرة، وانتشرت المواقف العشوائية بشكل مفزع دون أن يكون هناك رادع أو تحرك حيوي لإيقاف الحوداث.. والحوداث انخفضت بشكل كبير بعد ازدواج الطريق الزراعي حتى مدينة بني سويف وافتتاح الطريق الشرقي، وازدواج الطريق الغربي، وإن كانت هناك حوداث بشعة، والسبب الرئيسي لهذه الحوداث يرجع لانتشار الرشوة بشكل كبير بين صغار رجال المرور والذن يتقاضون رشاوٍ بصفة يومية تحت سمع وبصر كبار مسئولي المرور من السيارات للتغاضي عن تجاوزات السائقين والتي تتسبب في مثل هذه الحوداث، والمطلب الأول لخفض نسبة الحوداث بعد افتتاحات ثلاثة طرق هو الرقابة المرورية الصارمة.
حوادث الطرق قضية شائكة من قضايا مجتمعنا المسكوت عنها والتي تحتاج كغيرها من القضايا لوقفات صارمة.. فمن المسئول.. وأين المسؤلون؟!!
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :