رحلة الي اتلانتس
رحلة الي اتلانتس
بقلم - مايكل دانيال
أبحرت بألامس مع القبطان مايكل تادرس و طاقم السفينة المسماه (شمعة و ملاحة) الي القارة المفقودة أتلانتس و كانت محطة الاقلاع هي مسرح الهوسابير بوسط قاهرة المعز ..
أطلق القبطان نفير السفينة و هو يطفيء كامل اضاءة المسرح ، معلناً الأستعداد للأبحار بصرخة أطلقها من جوف فكر عميق مع تساؤل هام هو .. هل (الواحد) موجود !!
ظلت سفينتنا تتهادي فوق سطح الكلمات ، و ما بين مشهد هنا و موسيقي هناك ، كانت صيحات الدهشة تعلوا من كل ركاب السفينة ..
سمعت أحدهم يصرخ (حاذر يا قبطان .. سنصطدم بالواقع) ، ألا ان القبطان كان ذكياً بما يكفي ليصل بنا ببراعة الي بر ألامان دون خسائر .. حيث حول قائد سفينتنا ذلك الجبل الصلد المسمي بالــ (طقوس و الاعراف) الي حروف لينه سهلة الاستيعاب ، فلم يشعر أحد بقسوة الصدام الا بعد ان وطأ بقدمة تلك الاراضي التي تحوي علي (قدسية زائفة) و هنا أعلن القبطان وصولنا الي أتلانتس !!
هناك وجدنا كهنة المعبد في أنتظارنا ، و وجدنا ملك تلك القارة المفقودة و ابنته و حاشيته يرحبون بنا ، و كلِ علي طريقته ...
الاشكالية اننا وصلنا الي اعتاب اتلانتس في وقت عصيب حيث كان هناك مجموعه من الشباب الذين قرروا التمرد و انكار (الواحد) و كان من بينهم ابناء كهنه المعابد أنفسهم !!
و في الوقت الذي صرح فيه كل واحد من هؤلاء الشباب عن سبب انكاره للـ (واحد) ، كان قبطان السفينة يعلن أنه وجد المعني الحقيقي لوجود الــ (واحد) ، الموجود فعلاً بروح قدسة في داخل كلِ منا ..
و كان ان اوضح مثالاً لما يحدث حقيقة في مجتمعنا ، فالصورة حينما تناقلتها الايادي ، و كلِ يحاول الرسم بطريقته ، أصبحت مشوهه و لكن يقيني أننا وحدنا من ســ نملك الاصل متي (صممنا اذاننا و اغلقنا عيوننا و ارواحنا أمام كل من يحاول تسييرنا وفقاً لأهوائه) و تلك هي الصورة المشوهه للــ دين و الذي أبدع العبقري مايكل تادرس في تجسيدها علي المسرح مع فريقه (شمعه و ملاحه) حين ناقش قضية (الالحاد) من ناحية مختلفة تماماً حيث وطأ بقدمة الي داخل المعبد ذاته و كشف الستار عن ممارسات كهنه المعبد و الحكام الذين يتلاعبون بشعوبهم بأسم الدين !
عرض (أتلانتس) هو عبث وجودي فلسفي عميق و بكلمات بسيطة جدا ،، حيث ابحر بنا الي داخل كل مناً ، و كان دعوة صريحة و واقعية جدا ليقف كل منا أمام مرآه نفسة .. و ليري الــ (واحد) بنظرة أخري !
المشكلة انني ابحرت علي متن سفينة (شمعه و ملاحه) الي أتلانتس و تركتني هناك و عدت وحدي ، و مازلت اتطلع بشوق ان التقي بي ثانياً عند اعادة هذا العرض المتميز حقاً ، لاراني ساعتها بصورة مختلفة عن تلك التي اعتدت أن اراني بها !
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :