دكتور جيكل و مستر هايد
دكتور جيكل و مستر هايد
بقلم: مايكل دانيال
الخير و الشر ، هما كلمتان متضادتان و لكن ، هل يمنع هذا التضاد من ان يجتمعا في مكان واحد .. ؟
الاجابة هي (لا) ، فهذا التضاد لا يمنع ان يتواجد الخير الي جانب الشر في مكان واحد هو اعماق النفس البشرية .
و قد كتب الروائي الاسكتلندي المُبدع روبرت لويس ستيفنسون رائعته الشهيرة بعنوان (دكتور جيكل و مستر هايد) و التي نٌشرت لأول مرة في لندن عام 1886 و التي يحكي فيها عن دكتور جيكل و هو أستاذ جامعي طيب و مشهود له بحسن الخٌلق و الذي أعدّ نوع من الدواء يجعل ممن يتناوله يتحول الي شر خالص و انسان سادي سافك للدماء ، حيث ان ذلك الدواء يجعله يٌخرج طاقة الشر الكامنة في اعماقة ليتحول هذا الدكتور المسالم ذاته بعد تناوله من هذا الدواء الي مستر هايد الشرير ، و بتناول جرعه آخري من الدواء يعود ثانياً الي طبيعته الطيبة المسالمة ...
يتناول هذا العمل الأدبي المتميز حاله لم تعد نادرة في مجتمعنا و هي ما يطلق عليها أطباء علم النفس اسم "الشيزوفرينيا" او "فصام الشخصية" ، و هو أضطراب عقلي ينتج عنه خلل في عملية التفكير او السلوك و يؤثر بشكل أساسي علي الحس و الادراك فينتج عن المريض به تصرفات غير محسوبة لا يتذكر حتي انه ارتكبها حال عودته الي حالته الاصلية !! .
نقطة و من أول السطر :
هل من هم حولنا ، في حاجة الي دواء ليخرجوا اسوأ ما فيهم !
أعتقد ان الاجابة هي (لا) ، فنحن لا نحتاج الي دواء صنعه دكتور جيكل ليتحول اي منا الي مستر هايد الشرير ، حيث ان المصري (المتدين بطبعه) لا يحتاج الي دواء لــ (يتحرش بأنثي) ، و لا يحتاج الي دواء اخر يتناوله لــ (يصلي) بعد عودته من جولة الــ (تحرش) !!
و أعتقد أننا لسنا بحاجة الي دواء لــ (نَسُبّ) من حولنا اثناء القيادة ، ثم نعود الي بيوتنا لنعلًم أولادنا ان (الٌسباب) هو فعل محرّم !!
و غيرها من التصرفات التي تشير الي ان مجتمعنا يعاني من الشيزوفرينيا !
و للأسف ،، فالكثيرون يبحثون خارجهم ليفهموا مدلولات الاشارات الكونية او الظواهر الميتافيزيقية و لكن .. من منهم فكر ان يبحث في داخلة !!
أعتقد ان مكمن الخلل في داخلنا نحن ، فأذا كان دكتور جيكل قد صنع دواء يجعله يتحول الي مستر هايد الشرير و العكس ، فنحن أيضا بحاجة الي دواء لنشفي من الشيزوفرينا و التي اصابت مجتمعنا ، و اعتقد ايضا ان افضل علاج هو (الصلاه) الحقيقية بقلب خاشع ، طالبين من الرب ان يخلصنا من (شر) موجود بداخل كلِ منا ، لنكون مجتمعاً متديناً بحق ، فنعرف الحق ليحررنا من كلِ شر ..
و ساعتها فقط ، ستكون هي البداية الجديدة لمجتمع لا يعاني من الفصام !
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :