لقب العذاب!
بقلم: عـادل عطيـة
كان يتمنى لو أنه يعيش في ذلك الزمن المليء بالألقاب التشريفية؛ فيحصل على أعلاها واسماها، أو حتى أدناها ـ مع أن الألقاب لا تزال ممسكة بأحفاد من قاموا بإلغائها ـ!
ألا يغنيك ما تحمله من ألقاب رائعة، هكذا بادرته بالقول، واكملت:
ألا يغنيك لقب: أخ، وعم، وخال، وزوج، وأب، وهاهوذا لقب: "جد"، ينتظرك على المدى القريب؟!..
لم أكن أنتظر أي إجابة من شخص يعشق الألقاب؛ حتى أنه لا يدرك أنه يحمل أحد هذه الألقاب التي يصبو إليها بالفعل؛ فلقب: "بك"، يعني سيد (وكلنا سيد في ظل الجمهورية)، وأن هذا اللفظ استخدم أصلاً بمعنى الأخ الأكبر، أو بمعنى الزوج!
ذات يوم، لمحه أحد الكاظمين الغيظ من تعاظماته، وتشدقاته، وهو يدلف من مبنى عليه هذه اللافتة: "كنيسة الإخوة"، وقد علم أن أعضاء هذه الكنيسة، يخاطبون بعضهم بعضاً، بالقول: "الأخ فلان"، و"الأخت فلانة"!
لم يُكذّب الرجل أذنيه، وركض بالخبر؛ ليذيع ويشيع وينشر، في كل الحي، أن الأستاذ عبد المسيح، طلع: "إخواني"!
من الصعب أن أصف لكم ما حدث لعبد المسيح، وهو يهم صاعداً الدرج إلى شقته، فقد أمسكت به الايادي، كما تُمسك الضحية في يوم النحر، وأقام له الجيران: "إحتفال مهانة" من العيار الوازن؛ لأنه أخفى عنهم ـ بظنهم ـ سره اللعين، بحصوله على لقب إخواني!
لم يكن لعبد المسيح في أي يوم من الأيام أي علاقة بمأكولات: "حلواني اخوان"، فكيف يصبح من اخوان حلواني؟!...
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :