الأقباط متحدون | مصر القديمة.. وبراعة المصري في مجالات الطب
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٣:١٠ | السبت ١ مايو ٢٠١٠ | ٢٣ برمودة ١٧٢٦ ش | العدد ٢٠٠٩ السنة الخامسة
الأرشيف
شريط الأخبار

مصر القديمة.. وبراعة المصري في مجالات الطب

السبت ١ مايو ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

كتبت: ميرفت عياد - خاص الأقباط متحدون
إن التقدم الذي وصل إليه الطب في مصر القديمة ما كان يمكن أن يحدث دون الكثير من العوامل المساعدة، وعلى رأسها اهتمام الدولة بصحة مواطنيها، ونظافة البيئة التي يعيش فيها الإنسان المصري، الأمر الذي حدثتنا عنه بعض النصوص المصرية القديمة، وذلك ما ساعد على أن يكون المجتمع صحيحًا معافى. كما أن إنجازات الحضارة المصرية ليست مقصورة على العمارة والفنون، ولكنها إنجازات في مجال العلوم بوجه عام، وفي الطب بوجه خاص، ما يجعلنا نفتخر به بين الحضارات القديمة الأخرى. هذا إلى جانب أن إبداعات الحضارة المصرية في كافة مجالات الحياة تتطلب دون شك أجسادًا سليمة معافاة، إلى جانب عقول متقدة تستطيع أن تنهض بعبء هذه الإبداعات، فالمجتمع الذي يتسم بسلامة أفراده عقليًا وجسديًا سوف يتسم بإنجازات عظيمة، كما أن الطب وجِد لتأمين حياة الإنسان من أخطار الأمراض، ومن ثم فقد أصبح يمثل قطاعًا مهمًا في حياة البشر. ومن خلال الوثائق الطبية التي تركها لنا المصري القديم يمكن أن نتبين أنه أبدى اهتمامًا شديدًا بمعرفة أسباب المرض وتشخيصه وعلاجه، ومنذ بداية ظهور الإنسان على سطح الأرض بدت حاجته واضحة للتعامل مع الأمراض التي تصيبه، والتي تتطلب علاجًا يشفي منها.

المؤسسات التعليمية الطبية
 لم تكن هناك مؤسسات محددة لتعليم الطب، ولكن هذا الأمر كان يجري في المعابد في المكان الذي يعرف باسم "بيت الحياة"، حيث تعتبر مؤسسة تعليمية بحثية تتعامل مع جوانب علمية متعددة من بينها الطب، كما كانت بمثابة مكتبة تضم أهم المعارف آنذاك. وكان الكاهن يحمل لقب "رئيس الأطباء " وقد وجدت مدارس الطب في المعابد الكبرى والمدن الكبرى مثل تل بسطة (الزقازيق)، وصا الحجر (الغربية)، وأبيدوس (سوهاج)، وعين شمس (القاهرة). هذا بالإضافة إلى أن الالتحاق بمدارس الطب كان له شروط تستوجب أن تتحقق في الطالب الذي يريد أن يدرس الطب ومن أهمها: التفوق في مراحل التعليم السابقة،و أن يكون من عائلة ميسورة لكي يتمكن الطالب من الإنفاق على دراسته، وأن تكون لديه معلومات جيدة في الدين والسحر والمعارف العامة لكي يتمكن من استيعاب دروس الطب والصيدلة.

مهارة الأطباء المصريين
ويُعَّد "حسي رع" من الأسرة الثالثة أقدم مثال لطبيب في مصر القديمة حيث كان طبيب أسنان، وعثر على مقبرته في شمال سقارة، وإلى جانب أطباء المعابد كان هناك أطباء القصر المكلفون برعاية الملك والأسرة المالكة، وكانوا يتمتعون بمميزات اجتماعية واقتصادية غير عادية، حيث كانوا يعيشون في رغد من العيش كما نرى في مقابرهم التي صوروا فيها وهم يتلقون الهدايا والهبات من الملوك، بالإضافة إلى تقلدهم أوسمة، واشتهر الأطباء المصريون فى الخارج بخبراتهم ومهارتهم في التعامل مع بعض الحالات المرضية الصعبة، ونذكر على سبيل المثال أن الملك رمسيس الثاني تلقى رسالة من ملك الحثيين تتعلق بأخته التي لا تستطيع أن تنجب.. وقد رد عليه الملك رمسيس الثاني بأن أخته قد بلغت من العمر 60 عامًا، ولهذا لا تستطيع أن تنجب، ورغم ذلك فسوف يبعث بأحد أمهر أطبائه وأفضل الأدوية.

مصادر الطب المصري القديم
كان من المتوقع أن نعثر على مئات البرديات التي تتعلق بالطب، لكن ورق البردي لا يحتمل كثيرًا عوامل الزمن وعبث الإنسان، ولهذا فإن ما احتفظ لنا به القدر من برديات طبية لا يزيد كثيرًا عن عدد أصابع اليدين، ولعل أهمها: (بردية اللاهون -بردية هرست - بردية إيبرس - بردية برلين - بردية إدوين سميث - بردية لندن -بردية ليدن - بردية كارلسبرج - بردية شستر بيتي) وهي برديات تتضمن معلومات عن أمراض مختلفة، ووصفات طبية، وأعشاب طبية، وتعاويذ سحرية، وتمائم ضد الأرواح الشريرة. هذا إلى جانب المومياوات بكل مستويات أصحابها الاجتماعية والاقتصادية والتي أظهر الكشف عنها التعرف على بعض الأمراض وفحص كل أعضاء الجسد، مما أدى إلى توفر الكثير من المعلومات عن التشريح والجراحات والعلاج ، هذا بالإضافة إلى النقوش والمناظر المسجلة على جدران بعض المعابد والمقابر، مثل منظر ختان الذكور في مقبرة "عنخ ماحور" بسقارة. وأخيرًا العثور على عشرات الأدوات الطبية، التي عثر عليها والتي يحتفظ بها في المتاحف المختلفة

التحنيط والطب
ليس هناك من دليل على تقدم الطب في مصر القديمة أكثر من تحنيط الآدميين والحيوانات والطيور والزواحف والحشرات، الأمر الذي يعني فهمًا واضحا لعلم التشريح، لقد ظل التحنيط يتطور عبر التاريخ المصري القديم، حيث كانت البداية محاولات للحفاظ على الأجساد، وبمرور الوقت وبالمزيد من الدراسات والتجارب تم التوصل إلى التحنيط الذي يعد من أبرز العلامات على طريق الحضارة المصرية القديمة. وكان فريق التحنيط يتكون من أطباء وأخصائيين في التشريح، وفي كيفية التعامل مع أجزاء الجسد المختلفة للحفاظ عليها.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :