الأقباط متحدون | قانون الطفو
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢٣:٤٥ | الأحد ١٦ مايو ٢٠١٠ | ٨ بشنس ١٧٢٦ ش | العدد ٢٠٢٤ السنة الخامسة
الأرشيف
شريط الأخبار

قانون الطفو

الأحد ١٦ مايو ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: مينا ملاك عازر
نام "أرشميدس" في حمام مملوء بالماء، فدلدق الماء خارجه، وأخذ يفكر "أرشميدس" ويتأمل –ويتأمل هنا من التأمل أي التفكير وليس اللعب في الشعر- حتى توصل لقانون الطفو ولسنا هنا بصدد شرحه ولا توضيحه ولكننا علينا أن نرصد قانون الطفو بشكل جديد فهناك شيئين يطفوان بشكل عام في حياتنا الجيف والحق.

الجيف -وهم كثر في حياتنا- تطفو على سطح الماء وتجد الأضواء مسلطة عليهم، ويظهرون لا لشيء إلا لأنهم فارغين وليس بهم ما يثقلهم ويملأهم ليجعلهم يغوصون، وتجد هؤلاء يمشون مع التيار مالهمش رأي ولا فكر ولا وجهة نظر في الحياة، القوي والكبير يقول يمين يقولوا يمين ولو يقول شمال يقولوا شمال، وغالبًا هؤلاء يرضون جدًا المديرين والرؤساء لأنهم ما بيناقشوش ويرون أن كل قراراتهم تأييد من ربنا، ووحي بأفكار لا تناقش فتجدهم يصعدون لفوق ويكبرون بسرعة الصاروخ، آسف بسرعة التيار اللي ماشيين معاه.

أما الحق فهو أيضًا يطفو على الوجه رغم أنوف الكارهين فمهما أظلمت الدنيا تجد نور الحق يطفو كالزيت على وجه الماء، فينير لكل فاقد أمل يكافحه ضعاف النفوس لكنه يبقى طافيًا، ويسألني سائل إذا كان الجيف والحق يطفوان على وجه الماء فقد يتحير الناس في التفرقة بينهما، فكيف لنا أن نفرق بين الحق والجيف.

والإجابة بسيطة، أنظر لحركة كلاً منهما، من وجدته ماشي دومًا مع التيار تعرف أنه جيف لأنه لا يقاوم وليس له رأي، أم الحق فتجده يتحرك تارة مع التيار وتارة ضده لأن الحق حي وفيه الحياة، والجيف تجد الكثير من الطيور الجارحة حوله لتستغله، أما الحق ترى الوحوش تقاتله لتقهره وتطحنه ويمكنك أن تتأكد أنه الحق حينما تراه منتصر انتصار كامل أو شبه كامل على المحاولين إخفاءه.

ونحن في بلادنا نعاني دائمًا من أولئك الجيف الفارغين مدعي العلم والمعرفة، يفهموننا أننا بدونهم ما كنّا لنفعل ونصل، وهم يرون أنه من الواجب علينا أن نظل نُسبح بحمدهم وذكر فضلهم، ونذكر عبقريتهم الفذة، في حين أننا كلنا نرى عبقريتهم الفاسدة، ومسألة تقدير من حولهم تفرق معاهم.

وللأسف يتأثر الإنسان عندما يرى هؤلاء يزدادون ارتفاعًا كالبالون، ولكن عزاؤنا أنهم فعلاً بالون مجرد دبوس بسيط يفرقعهم لأنهم فاضييين مليانين هواء.
ويقول لي صديقي الذي لا أعرفه، أنه يعرف واحد من مدعي العلم والفهم في كل شيء فسألته بتعرفهم أزاي قال لي إجابة لذيذة موووت وهي: أنه كلما قال شيء لشخص منهم يجده يقول ما أنا عارف ولو اقترحت شيء يقول ما أنا كنت هقول كده أو نفس اللي بفكر فيه!؟
المختصر المفيد "إن عجبت لشيء فعجبي لرجال تنمو أجسامهم وتصغر عقولهم".




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :