- "ولسن" يتقدَّم باقتراحات لــ"المجلس الأعلى للقوات المسلحة" بشأن التعديلات الدستورية
- في استطلاع أجرته "الأهرام": 44 % لا يؤيدون بقاء مادة الشريعة الإسلامية في الدستور
- الشيخ: عظمة ثورة 25 يناير أنها أطاحت بالدستور والرئيس والقوانين المقيدة للحريات
- رسالة مفتوحة للمجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية من أجل مصر
- "عرب بلا حدود" ينتقد اختيار "البشري" وعضو إخواني سابق بلجنة صياغة الدستور الجديد
"إبراهيم فهمي هلال".. مؤسس جماعة الأمة القبطية
بقلم : جرجس بشرى
"جماعة الأمة القبطية " تعد واحدة من أبرز وأهم الجماعات التي أُثير حولها كثير من الشُبهات، خاصة من بعض الأصوات والأبواق الإسلامية المتطرفة، لدرجة أن كثيرًا من هذه الأصوات المتطرفة أكدت بدون سند ولا دليل، أن تاريخ هذه الجماعة ملوث بالإجرام، والقتل والتعذيب، منذ نشأتها إلى الآن !!!
والأغرب من هذا أن أحد المنتديات الإسلامية وهو " منتدى غرفة أهل السُنة والجماعة ، حوار المسلمين والنصارى"، كان قد نشر تقريرًا صحفيًا عن كتاب " جماعة الأمة القبطية"، وقد أشار الكتاب إلى أن الجماعة تأسست عام 1919 م ، على يد راهب يدعى "أنطونيوس"، لمحاربة الإرساليات التبشيرية "الكاثوليكية والبروتستانتية"، وإعتبار أن اليهود، والكاثوليك، والبروتستانت، والمسلمين، يمثلون خطرًا كبيرًا على الكنيسة الأرثوذكسية المصرية.
وأشار التقرير المُشار إليه، إلى أن الكنيسة القبطية اعتبرت أفكار هذه الجماعة خروجًا صريحًا على تعاليم المسيحية فلفظتهم، كما أن الجماعة لجأت للعنف المسلح، وأن البابا كيرلس السادس، والبابا شنودة الثالث هما من تلامذة أو معتنقي فكر هذه الجماعة.
ومن المُفجع أن الكتاب أشار إلى أن مجزرة "أبي قرقاص" بصعيد مصر، التي راح ضحيتها أكثر من ثلاثة عشر قبطياً أثناء تأديتهم للصلاة، بإحدى كنائس أبو قرقاص بـ،"المنيا"، تمت بعلم الكنيسة وتخطيطها، وتم إلصاقها بالجماعات الإسلامية !( هل رأيتم أكثر من ذلك تضليلاً ؟ ) !.
وكانت المُفاجأة الكبرى وغير المتوقعة، بل وغير المنتظرة، أن خرج علينا المؤسس الحقيقي لــ " جماعة الأمة القبطية وهو "إبراهيم فهمي هلال"، القانوني البارز وأستاذ القانون المصري القديم بـ "جامعة فرنسا "، ليرد على كل الشبهات والإفتراءات التي التصقت بهذه الجماعة، ويهدم الإدعاءات الكاذبة المُثارة حولها منذ نشأتها حتى الآن، حيث أكد "إبراهيم فهمي هلال"، مؤسس جماعة الأمة القبطية في حواره لصحيفة "المصري اليوم" المُستقلة ، يوم 6 مايو 2010 م، أن جماعة الأمة القبطية ُأنشئت في 11 سبتمبر عام 1952 م، وهو التاريخ الموافق لرأس السنة القبطية، وأنه تم حل الجماعة في 24 إبريل 1954م، وأنه تم حل جماعة الأمة القبطية قبل الإخوان، وقبل إلغاء الأحزاب.
وذكر "إبراهيم فهمي هلال" أن سبب حل الجماعة، هو مذكرة الدستور التي كتبت بمناسبة مرور عام على تأسيس الجماعة، في 11 سبتمبر 1953 م ، والتي وزع منها نصف مليون نسخة على الشعب، لدرجة أن الرئيس "عبد الناصر" قال أن هذه الجماعة تريد أن تعمل دولة، وأنه بسبب النشاط الضخم الذي كانت تقوم به الجماعة، تم حلها بحجة أنها تثير الفتنة بين المسلمين والمسيحيين.
وقال "هلال" في الحوار المُشار إليه أن الدولة قد حصلت على خطاب من "الأنبا يوساب" بحل جماعة الأمة القبطية، وتم تحديد إقامتنا في بيوتنا لمدة إسبوعين، إلا أن "هلال" أكد في حواره أنه قد حصل على نسخة من خطاب حل الجماعة من مكتب "زكريا محيي الدين"، وذهب بها إلى البابا "يوساب"، وقال له : هل هذا الخطاب صادر منك يا سيدنا ؟ "
فأجابه البابا : " لا .. مِلك هو الذي أصدره".
وكان ملك هو الخادم الخاص للبابا، وتمتع بسطوة كبيرة جدًا في إدارة شئون الكنيسة، وكان يحمل ختم البابا!
وأشار "هلال" إلى أن جبروت ملك في التصرف والإنفراد بشئون الكنيسة، وصل إلى حد أنه كان يأخذ نقودًا مقابل رسم المطارنة ورجال الدين"، وذلك بحسب كلام هلال للصحيفة"!
وأكد "هلال" أن العلاقة بين البابا وجماعة الأمة القبطية، وصلت إلى طريق مسدود، كما أكد في حواره مع الصحيفة أن جماعة الأمة القبطية لم تكن حركة ثورية ضد البابا أو الكنيسة، وأن الحركة أعلنت في برنامجها أنها لا تعمل بالسياسة، وأنها كانت تسعى لأهداف ثلاثة هي : * رفاهية الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
* تطبيق حُكم الإنجيل على أهل الإنجيل.
* تكلُم الأمة القبطية باللغة القبطية.
وأن الجماعة حددت لتحقيق هذه الأهداف سبع وسائل من أهمها العمل على احترام الكرسي البابوي وتكريمه، بل الأهم من ذلك أن الأنبا "يوساب" نفسه تبرع بمبلغ (200 ) جنيه لطبع مذكرة الدستور، وكتب خطاب إلى جميع الكنائس يطالبها بالعمل مع الجماعة.
وعن أسباب التخطيط لعزل البابا "يوساب" قال "هلال" في الحوار المُشار إليه : لأن الكنيسة كانت تمر بظروف صعبة جدًا في ظل سيطرة حاشية البابا وخادمه "ملك" عليها، وأن الأباء المطارنة كانوا في حالة غضب من الحالة المتردية في الكنيسة، وبدأوا يخاطبون أعضاء الجماعة لعزل البابا، وتحجيم دوره، وتعيين قائمقام يباشر أعمال الكنيسة بدلاً منه، لأن عملية العزل لا تتم إلا في حالة كفر البابا أو هرطقته، مما أعطى الضوء الأخضر للجماعة، خاصة وأن الأباء المطارنة أختاروا بالقرعة الأنبا "ساويرس" أقدم المطارنة ليقوم بأعمال البابا.
وتم وضع خطة بأن يقوم الأباء المطارنة بعزل البابا، ونتحمل نحن المسئولية أمام الدولة، لإبعادهم عن بطشها، وفي تمام الساعة الحادية عشرة مساء يوم 24 يوليو ، قام الثلاثة مطارنة بالدخول إلى البابا وقبّلوا يده، وطلبوا منه التنازل، فوافق على الفور، وطلبوا من البابا أن يذهب إلى دير مار جرجس في "مصر القديمة"، وأخذ المطارنة منه وثيقة التنازل ليقدموها للمجمع المقدس، واستغرقت عملية عزل البابا ( 9 ) دقائق.
وقال "هلال" أن المجمع المقدس عزل البابا رسميًا، ولكن الدولة أعادته في اليوم الرابع، فلم يعترف به المجمع المقدس، ورضخت الدولة بعد ذلك للمجمع المقدس، وعزلت البابا في ديسمبر، وذهب إلى دير المحرق في "أسيوط"، ولكنها كانت تريد أن تساوم الكنيسة بإعادته!
وأكد "هلال" أن المطارنة الثلاثة عندما ذهبوا للبابا "يوساب" ليتنازل للأنبا "ساويرس"، وافق على طلبهم، ووقع وثيقة التنازل بثلاث لغات هي القبطية، والعربية، والفرنسية، وأنه بعد أن تمت عملية العزل أذاع بياناً باللغة الفرنسية يعلن عن أن جماعة الأمة القبطية، قامت بنقل البطريرك إلى مصر القديمة، وتعيين الأنبا "ساويرس" بناء على القرعة الهيكلية.
هذا وقد أكد "هلال" في حواره على أن الجماعة لم تلجأ إلى العنف والتخريب، وثقافة الفرق بين المسلمين والمسيحيين لم تكن موجودة. وعن أسباب حبسه للمرة الثانية عام 1955 م قال "هلال" أن الدولة كانت تدرس تطبيق قانون جديد للأحوال الشخصية، وكان من المنتظر أن تبدأ في تطبيقه في يناير 1956 م، وكانت تنوي إلغاء المحاكم الشرعية والملية، وتريد تطبيق الشريعة الإسلامية، فلما عرفت بإعتراض الجماعة "جماعة الأمة القبطية"- حيث قاموا بمظاهرة كبيرة بدأت من البطرخانة بـ"كلوت بك" إلى مجلس الوزراء- أصدر الرئيس "عبد الناصر" قرارًا في 3 نوفمبر 1955 بالقبض عليه للمرة الثانية ومعه مطران الكاثوليك "إلياس زغبي"، ولكن الدولة أفرجت عنه بعد أربعة أيام، بسبب ثورة الفاتيكان على "مصر".
وأكد "هلال" أنه أمضى فترة العقوبة المقررة بالسجن في "طرة"، وشاهد ألوان التعذيب التي قامت بها الدولة ضد السياسيين.
وعن أهداف جماعة الأمة القبطية قال "هلال" أن من أهداف إنشاء الجماعة، أن تكون للأقباط جماعة رعوية، وإجتماعية، بجانب مجموعة أخرى من الأسباب منها التوجه الغريب للدولة تجاه القومية العربية والإسلامية، وبالتالي بدا في الأفق تضاؤل دور الأقباط، بالإضافة إلى تردي أوضاع الكنيسة، والفساد الذي انتشر بها، وحلمنا بالمشاركة في بناء مجتمع جديد مع الدولة الجديدة، حتى نحافظ على مكتسبات الأقباط، ونستطيع خدمة وطننا.
وأضاف"هلال" أن "مصر" في تلك الفترة، من عام 1953 إلى عام 1954 م، كانت تحتمل جميع الأفكار، ولكن الفكر الديكتاتوري الذي فرضه الرئيس "عبد الناصر" هو الذي سيطر، وتم إغلاق الأحزاب والجمعيات والتيارات.
وأكد مؤسس جماعة الأمة القبطية في الحوار المشار إليه، أن ضميره مستريح لإنشائه هذه الجماعة وقال أن عدد جماعة الأمة القبطية كان (92 ) ألف عضو، عندما صدر قرار الحل، ولكن هذا العدد قفز إلى مليون عندما دخلوا السجن، لأن الناس آمنت أن المجموعة التي أسست الجماعة، لم تكن تتكلم عبثًا، وأن البابا "يوساب" نفسه قال أن الشعب يعقد على جماعة الأمة القبطية أمالاً عظيمة، كما قال البابا "كيرلس" أننا هنا بفضل جماعة الأمة القبطية.
وكشف "هلال" في الحوار المشار إليه، أن الرئيس السادات قد خاطبه بشأن إعادة جماعة الأمة القبطية، وقال له (عايزينك معانا بس أهدأ شوية !)، وأن الدكتور "السنهوري"، وهو علامة في القانون، قال عن مذكرته التي كتبها بشأن الدستور أنها (أعظم ما كتب في الفقه الدستوري).
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :