الأقباط متحدون | مجتمعنا بين الهوس الجنسى و الأعتقادى
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٨:٣٧ | الأحد ١١ يناير ٢٠١٥ | ٣طوبة ١٧٣١ ش | العدد ٣٤٤٣ السنة التاسعه
الأرشيف
شريط الأخبار

مجتمعنا بين الهوس الجنسى و الأعتقادى

الأحد ١١ يناير ٢٠١٥ - ٤٤: ٠٥ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

سامح سليمان
أنا أرى أن مجتمعنا يعانى من هوس الأستعراض و المغالاه سواء لدى المتدينيين أو الملحدين .

المغالاة عند المتدينين تحدث بسبب الرغبه فى خداع الأخرين و السيطره عليهم و أستغلالهم لأسباب سياسيه و أحياناً جنسيه ، كما ان المغالاه فى أظهار التدين هى دليل على عدم الاحساس بالقيمة الذاتية و الرغبة فى الانتماء لشئ له قيمه و مكانه لدى البيئه المحيطه به ، خاصةً اذا ما كان هذا التقدير يصل إلى الهوس و الخبل ، و هذا هو السائد فى مجتمعاتنا نتيجة الفشل الذريع فى كافة المجالات من علم و فكر و حضارة ، و أيضاً نتيجة أن الأغلبية الساحقة فى مجتمعاتنا الناطقة بالعربية لم يختار أحدهم ديانته ، بل أنتقلت إليه بالوراثة و ليس بعد بحث و دراسة ثم أختيار ناتج عن قناعه .

أما المغالاه الشديده فى الألحاد فتنشأ فى الغالب نتيجة مراهقة فكرية و رغبه فى الشهره ، و أعلان كراهيه و رفض لموظفي المؤسسات الدينية المسترزقين من وراء التحدث فى الدين ،

و رغبه فى التمرد على القيود الخانقة للفكر الدينى القمعي الرجعي السائد فى مجتمعاتنا ، أو فى بعض الأحيان بسبب أنبهار ساذج بالنموذج الغربى الذى يسبِّح بحمده الكثير من مثقفينا ، بخلاف شئ هام متفشي فى مجتمعاتنا المتطرفه فى معظم توجهاتها ، و هو إذا رفضت شيء و أقتنعت بخطأه لا بد أن تنتقل الى الإيمان بنقيضه ، و لذلك نرى أن الكثير من المنتمين _ بالطبع ليس الجميع _ للتيارات التى لا تعتمد على الصبغة الدينية فى ترويج أفكارها رداً على التيارات المعتمدة على الصبغة الدينية فى كسب الأتباع لتحقيق مصالحهم الشخصيه، تحصر قضية المرأه و تقزمها ، و تنادي ليل نهار أن المرأة لن تتحرر و تحصل على حقوقها ،إلا إذا تحررت من ملابسها أولاً ، و مارست الجنس كما تشاء . !!!

بعض المثقفين المنبهرين أنبهاراً أعمى عن عدم درايه عميقه بالنموذج الغربي يعتقدون أن المرأه عندما تمتلك الملابس تفقد العقل و عندما تفقد الملابس تمتلك العقل !!

هذه هى قضية المرأه فى نظر أغلب مثقفينا ، و يا لها من مأساه !!

و كأن كافة قضايا مجتمعاتنا المأزومه من جهل وفقر ومرض قد انتهت ولم يبقى ألا الجنس فقط

المرأه ليست جسد فقط ، قضية المرأه أهم و أعمق من ذلك بكثير، و تحريرها هو تحرير للرجل.

و أيضاً للأسف البعض من رواد التيار النسوى و أتباعهم لا يروا فى تحرير المرأه إلا التشبه بالذكور فى الملبس و المظهر الخارجى بل و حتى طريقة التحدث و أرتكاب نفس الأخطاء و المبيقات و تحقير الرجل ونعته ليل نهار بأبشع الصفات و أسوء الخصال ، و أيضاً بعض المؤسسات النسويه _ البعض و ليس الجميع _ تركز فقط على تحرير المرأه لأسباب بعضها عنصرى و بعضها أقتصادى للحصول على المزيد من الدعم و التبرعات ، فهى لا تريد حدوث تحرير حقيقى للمجتمع فهذا يعنى نقص الدعم المالى و الشهره والشعبيه ، فى مجتمعاتنا كلما كنت مزايداً متشدداً متعصباً عنصرياً بذئ اللسان داعياً للكراهيه كلما كنت أكثر شعبيه وقدره على أجتذاب الأتباع فى مجتمع تسوده ثقافة و قيم القبيله و العصبه .

و بخلاف أن المغالاه أساسها بنسبة كبيرة نفسي ، هى دليل على قناعة الطرف المغالي بأمتلاك اليقين ، و من أعتقد بامتلاكه لليقين حكم على عقله بالموت بخلاف حكمه على الطرف الأخر بعدم الحق فى الوجود ،

و أزدرائه وتحقيره و هذا ما نراه لدى الكثير من المتدينين و الملحدين .

أى مشروع فكرى أو رؤيه أو معتقد يحتوى على جانب سلبى و جانب أيجابى لذا أنا مع حرية

الأختلاف و أحترام كل ألأديان و المعتقدات و التوجهات الفكريه من أقصى اليمين لأقصى اليسار _ ما عدا التيارات التى تنادى بأقصاء الأخر و أيذائه _ و أنادى بالسماح بالحريه الدينيه و الفكريه و النقد الموضوعى و التعبير عن مختلف الأراء و التوجهات بكافة الوسائل السلميه .

أن القس كوستى بندلى فى كتابه أله الألحاد المعاصر لم يخطئ حينما شكر الملحدين حتى المتطرفين منهم لما قدموه من خدمه للفكر الدينى ، لأن أنتقاداتهم قد ساعدت على أن يصبح المجتمع و الفكر الدينى فى الغرب أكثر أنفتاحاً و ليبراليه و قبول للأخر ، لأن التنافس يحفز على بذل الجهد و الأهتمام بالجوده و أن يقدم كل طرف أفضل ما لديه و الأبتعاد عن الركود و الثيوقراطيه و البيروقراطيه ، فالسوفييت عندما أمتلكوا زمام الحكم فى روسيا أضطهدوا المتدينين و حطموا المؤسسات الدينيه و منعوا الأفكار الدينيه من التداول و حولوا الشيوعيه الى دوجما مقدسه غير قابله للنقد ، فكان سقوطهم سريعاً و أنهار الأتحاد السوفيتى أنهياراً مروعاً ، لكن المجتمعات الليبراليه سمحت لكل الأفكار بالتداول سواء افكار دينيه أو لا دينيه أو ألحاديه و أستفادوا من كافة العقول و التوجهات ، فلا نستطيع أن ننكر أن الأغلبيه العظمى من العلماء و الفلاسفه و المخترعين لم يكونوا متدينين بالمفهوم الشعبى السائد، بل و أيضاً منهم الملحد و اللادينى .

و للأسف يجب أيضاً أن نذكر أن مثقفينا مهووسين بتقديس التراث الثقافى و تأليه بعض أعلامه ، فلا يستطيع أى مفكر شاب أنتقاد طه حسين أو العقاد أو جمال حمدان أو نجيب محفوظ ،

والتصريح بأنه أفضل منه ربما بالكثير ، ألا و رجمه المثقفين و أكلوه حياً إن أستطاعوا ،

خصوصاً أذا كان من خارج دائرة الأقارب و المحاسيب و أهل الثقه ، فالوسط الثقافى و الأعلامى بأنواعه محكوم بالشلليه و تبادل المنافع و الأعتماد على أهل الثقه من المصفقين و لاعقى الأحذيه و ليس أهل الكفاءه .

بل و حتى فى المجال الفنى بأنواعه ، يجب على كل فنان الأمتناع عن المساس بالذات الكلثوميه ( أم كلثوم )

أو الحافظيه ( عبد الحليم حافظ ) بل يجب على كل فنان شاب أن يسرد الأناشيد فى مدحهم و أن لا يتحدث عنهم ألا بالتبجيل و التعظيم و الأعتراف ليل نهار بأستحاله وصوله هو أو غيره الى مكانتهم !!

أن الوشوش فى مختلف المجالات لا تتغير و إن تغيرت الوشوش لا يتغير المنهج و الفكر .

حقاً كم بمثقفينا و نخبتنا و ثقافتنا الفكريه و السلوكيه من مضحكات و لكنه ضحك كالبكاء .

إن اليقين المطلق جهاله و الفطره هى التساؤل و البحث المتواصل رساله ، و أحترام الأخر قانون ، و تحقيق أقصى جوده للحياة هو الهدف و الغايه .




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :