الأقباط متحدون | مهزلة انتخابات مجلس الشورى
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٦:٢٧ | الاربعاء ٩ يونيو ٢٠١٠ | ٢ بؤونة ١٧٢٦ ش | العدد ٢٠٤٨ السنة الخامسة
الأرشيف
شريط الأخبار

مهزلة انتخابات مجلس الشورى

الاربعاء ٩ يونيو ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: مجدي جورج
سالنى صديقي العزيز هل أنت سعيد بنتائج مجلس الشورى التي أجريت الأسبوع الماضي ؟
فرددت عليه بالنفي وقلت له انتخابات مجلس الشورى التي جرت ماهى إلا مهزلة كبيرة.

فعاد متسائلا ومتعجبا كيف لا تسعد بهذه النتيجة وقد أسفرت عن الاستبعاد التام لمرشحي المحظورة فلم ينجح منهم احد  ؟

فرددت عليه شارحا الأمر وقائلا له :

لا اخفيك سرا إن قلت لك إن هذا الأمر كان سيسعدني اكبر سعادة  لو كان هذا الأمر نابع فعلا من إرادة الجماهير ولكن ما حدث راجع إلى إرادة الأمن وإرادة الحزب الوطني الذى لا يريد لاى احد ان يشاركه فى اللعبة السياسية .

فعاد صديقي للتساؤل ثانية : ولكنك تعرف جيدا إن الشارع المصرى غير واعي للعبة الدين وخلطه بالسياسة والاخوان المسلمون أفضل من يستخدم الدين لتحقيق إغراضهم لذا لو تمت هذه الانتخابات بطريقة ديمقراطية فربما اكتسحها الاخوان ؟

فقلت  له: معك حق فالشارع المصري معبئ طائفيا والاخوان يستخدمون الدين مطية  لتحقيق أغراضهم  ولو ترك لهم الأمر فى استخدام الدين لحققوا نتائج تفوق قدرتهم وعددهم لانهم ينجحون بسهولة فى تجييش الناس ورائهم بهذه الدعايات البراقة .

فعاد يقول: حيرتني فأنت غير سعيد بالنتيجة التي حققت لك ما تصبو إليه وفى نفس الوقت تخاف من انتخابات حرة قد تتيح للإخوان الاستحواذ على السلطة فى مصر اذا ما الحل من وجهة نظرك؟ .

فقلت له : الحل من وجهة نظري يبدأ مع تنقية كل المناهج الدراسية والإعلام من الطائفية المستشرية الآن بالإضافة إلى منع استخدام الدعاية الدينية منعا باتا فى الحياة الحساسية ؟

فقال لى :  يظهر انك غير متابع جيدا لما يجرى فهناك قانون قد تم إصداره حديثا يمنع استخدام الدعاية الدينية منعا باتا وكذلك يمنع استخدام دور العبادة فى الترويج لأفكار المرشحين .

فقلت له : اعلم ذلك ولكن من التزم بذاك ؟

هل قرأت ياصديقى كيف استخدم معظم المرشحين وأولهم مرشحى الحزب الوطنى للدين فى الدعاية وكيف قام عيد لبيب المرشح القبطي عن الحزب الوطني بملوي باستخدام الكنيسة للدعاية له وكيف قام العديد من مرشحي الاخوان بافتراش الأرض وإقامة صلاة الظهر أمام اللجان الانتخابية وكيف اغلق العديد من رؤساء اللجان لجنتهم من اجل اقامة الصلاة ؟!!! .

القانون الذي أصدروه ياصديقى  حبر على ورق ولكن ما اقصده كحل لا يقتصر على تفعيل القانون السابق فقط بمنع الدعاية الدينية فى الانتخابات  فقط بل انا اطالب ايضا بمنع استخدام الدين فى الحياة السياسية حتى داخل مجلس الشعب  وبذلك فان اى مرشح يستطيع باستخدام التقية ان يخفى توجهاته وميوله  عن الناس وعن اى لجنة مكلفة بمراقبة الانتخابات املا فى الافلات والعبور الى مجلس الشعب فانه لابد من وجود الية معينة لاسقاط عضويته من المجلس لانه خلط بين الدين بالسياسة فى عمله كنائب عن الشعب  .

وبذلك فانه لا الاخوان ولا غيرهم سينجحون فى خداعنا وخداع الشعب مرة اخرى عن طريق اللعب على وتر الدين .

فعاد صديقي للتساؤل  ثانية : فهمت لماذا أنت غير سعيد بالنسبة للإخوان ولكن ماذا عن الأقباط هل لا يسعدك نجاح اثنين من الأقباط لأول مرة فى انتخابات مجلس الشورى ؟

فقلت له : أصدقك القول ان اى نجاح لاى قبطي كان سيسعدني ولكن بشرط إن يأتى  بإرادة الجماهير أيضا.

فعاد قائلا : انت بتحلم أكيد كيف لقبطي مهما اوتى من جماهيرية ان ينجح فى هذا المناخ الطائفي ؟

فقلت له: معك حق ولكنني كشخص أدعو للشفافية والحرية لا يمكن ان اسعد باى نجاح ياتى بالتزوير حتى وان كان فى صالح الأقباط .

فعاد قائلا : حيرتني أنت تعيب على الحزب الوطني عدم الدفع بالأقباط كمرشحين وفى نفس الوقت تنتقده عندما يدفع يبعضهم بل ويساهم فى  إنجاح اثنين منهم فما الحل اذا  ؟

قلت له الحل بسيط وقد سبق وطالبنا به وهو ان توجد وسيلة مناسبة لتمثيل الاقباط بعيد عن الطائفية المستشرية وبعيد عن الصفقات المشبوه وعن التزوير .وهذا الحل كنت قد كتبت عنه عدة مقالات سابقة ويمكن ان الخصه لك فى الاتى :

إذا كانت الدولة فعلا تريد الحل فانه لابد من خطوة جرئيه تتيح تمثيل حقيقي للأقباط وهذه الخطوة تتمثل فى الاتى: اعطاء الاقباط كوتة بنسبتهم العددية  ولو افترضنا أن عدد الاقباط يتراوح بين 10 % كما تقول الدولة وبين 20% كما يقول الأقباط ولو أخذنا رقم تقريبي بين الاثنين اى 15 فى المائة إذاًُ يجب على الدولة أن تقوم بإغلاق 15 % من الدوائر الانتخابية اى ما مجموعه 33 دائرة في أماكن التجمعات القبطية على امتداد أنحاء الجمهورية كي يتنافس بها مرشحي الأقباط فقط ويقوم الناخبون أقباطا ومسلمين في هذه الدوائر باختيار الأصلح منهم وهذا سيؤدى إلى نجاح 66 نائب قبطي منتخب انتخاب حر. وقلت ان هذا مطبق فى الاردن وباكستان  بل وطبق مثل هذا النظام  فى مصر عندما قررت ثورة يوليو اعطاء 50% من مقاعد المجالس النيابية للعمال والفلاحين لانها وجدت ان هذه الفئات قد تم تهميشها فيما سبق.

فعاد صديقي قائلا : أزعجتك باسئلتى ولكن لدى سؤال هام أخر وهو لماذا أنت غير سعيد بهذه الانتخابات وقد أسفرت عن فوز أربعة من مرشحي أحزاب المعارضة ووصولهم إلى مجلس الشورى وهذا لم  يحدث من قبل فقد كان كل من يصل الى هذا المجلس من المعارضين سابقا هم من المعينون ؟

فقلت له : هذه هي القشة التى قصمت ظهر البعير فالحزب الوطني ولأنه يريد ان يكمل الشكل الديكوري لهذه المهزلة فانه قد سمح لأربعة من أعضاء أحزاب المعارضة المستأنسة ان تصل الى هذا المجلس وربما يلعب احدهم دور الكومبارس فى الانتخابات الرئاسية المقبلة  حتى يتمكن البطل الرئيسي من الوصول لهدفه وفق السيناريو المرسوم بشكل ديمقراطي تنافسي .

فعاد صاحبي يلح على قائلا : الا ترى ان استخدام كلمة مهزلة لوصف العملية الانتخابية التى جرت هو نقد جارح وشديد ويجب عليك ان تنظر للأمور ببعض الأمل خصوصا ان الحزب الوطنى هو افضل الموجودين حاليا على الساحة فى مصر   ؟

فقلت له : أليس كل ما ذكرته لك سابقا  دليل على انها مهزلة ولكن إذا أردت المزيد فدعني أضيف لك اننى اعتبرها مهزلة واعتبر ان الحزب الوطنى  من أسوأ الموجودين للأسباب الآتية :

1 لم اسمع ابدا عن حزب يضع شرط كالذى وضعه الحزب الوطنى على اعضائه قبل ترشحهم للمجمع الانتخابى فقد اشترط على كل عضو ان يقدم توكيل باسم الأمين العام للحزب فى محافظته يقول فيه ان من حق أمين الحزب هذا ان يسحب طلب ترشحه من هذه الانتخابات وذلك كى لا يستطيع اى عضو ان يخرج عن الالتزام الحزبي ويستطيع امين الحزب ان يسحب اى طلب تقدم به اى عضو للترشح فى هذه الانتخابات كمستقل .

ياسيدى انا لم ارى فى حياتي حزب بهذا الشكل فالالتزام الحزبي لابد ان يكون نابع من داخل العضو ولا يجب فرضه عليه واذا تم فرض الالتزام الحزبى بهذا الشكل فإننا نكون قد فقدنا مفهوم الحزب(فمفهوم الحزب هو تجمع لمجموعة منظمة من الأفراد يمتلكون أهداف وآراء سياسية متشابهة بشكل عام، ويهدفون إلى التأثير على السياسات العامة من خلال العمل على تحقيق الفوز لمرشحيهم بالمناصب التمثيلية)  واصبحنا نتعامل كما تتعامل العصابات الكبرى التى تحرم على اعضائها الخروج منها ومن يخرج يواجه خطر الموت وانا كنت فيما سبق اعتبر ان الحزب الوطنى ماهو الا مجموعة من المنتفعين والمتاجرين بالآم  الشعب ولكنني بصراحة لم أظن ابدا انه يمكن ان يصل الى التعامل مع اعضائه بمنطق العصابات الكبرى .

2 لم اسمع ابدا عن حزب يقدم على تزوير الانتخابات لصالح معارضيه فقد فاز كل من  حسن عطية، أمين تنظيم الحزب الناصرى عن دائرة الأزبكية بالقاهرة، وصلاح مصباح «التجمع» عن دمياط، وموسى مصطفى موسى، رئيس حزب الغد فى دائرة جنوب الجيزة، وأحمد العجوز «حزب الجيل» عن دائرة الدرب الأحمر. ولكن مرشحى الحزب الوطنى الذين ضحى بهم الحزب هم من كشفوا هذا التزوير كما جاء فى المصرى اليوم 3 يونيو الحالى وقالوا (( قال عبدالإله عبدالحميد، عضو مجلس الشورى السابق، مرشح «الوطنى» عن دائرة الأزبكية، إن الحزب استخدمه فى الدعاية والإشادة بالتجربة الديمقراطية، وأن النية كانت مبيتة لاسقاطه، مشدداً على أنه لن يترك النتيجة تمر بسهولة.

وأضاف أحمد سالم، عضو مجلس الشعب السابق، مرشح الوطنى عن دائرة الدرب الأحمر، أن المرشح المعارض الذى فاز بمساندة الوطنى حصل فى انتخابات مجلس الشعب السابقة على ٤٥ صوتاً فقط، وسقط ٣ مرات فى انتخابات المحليات.. وأضاف سالم: «سأحرق كارنيه الحزب الوطنى فى ميدان عام بعد هذه الفضيحة».. وقال: «الدولة والحكومة والحزب مفسدون ومزورون ولن نتركهم.

ووصف حسن حبشى، مرشح الحزب الوطنى فى دمياط، رسوبه أمام مرشح التجمع بأنه «خيانة» من الحزب الوطنى، وقال:

 «الحزب يأكل أبناءه» وأشار إلى أنه كان يشعر بأنه «إخوانى» وليس «وطنى» مما شاهده من ممارسات أمنية داخل اللجان لصالح مرشح التجمع.
وقال أحمد سميح، عضو مجلس الشعب السابق، مرشح الوطنى فى دائرة جنوب الجيزة، إن الحزب الوطنى باع أبناءه وعقد صفقة مع حزب الغد، مشيراً إلى أنه انسحب من الانتخابات مبكراً بعد تغيير البطاقات لصالح منافسه)).

3 لم اسمع ابدا عن حزب يلغى الإشراف القضائي على الانتخابات متقهقرا للوراء ومكلفا لجنة عليا للإشراف على الانتخابات لا تملك هى واعضائها ورئيسها من أمرهم شيئا لان الامر الناهى فى كل صغيرة وكبيرة فى هذه الانتخابات كان الأمن والامن وحده هو المسئول عن من يدخل الى اللجان فحتى لو كنت تملك تصريح والأمن لايريدك ان تدخل فلن تستطيع فعل شئ . ناهيك عن قدرة الناخبين فى الوصول للصناديق والتصويت بحرية واذا استطعت الوصول والتصويت فالأمن قادر على تغيير كل شئ فى نهاية اليوم الانتخابى فهو الوحيد الذى يملك دفاتر جديدة جاهزة باعداد اخرى غير المصوتين الحقيقين وهو الوحيد الذى يستطيع القيام بعملية تسويد بطاقات لناخبين لم يحضروا هذه العملية من الاساس وهو الوحيد الذى يستطيع ان يقلب الفاشلين الى ناجحين والعكس صحيح وسلم لى على الديمقراطية والشفافية.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :