الكاتب
جديد الموقع
الرهبان جواهر الكنيسة
صورة تعبيرية
عرض/ سامية عياد
الوصية ليست صعبة بل ممكنة لمن يريد أن يعيش حياة القداسة ، ولدينا النموذج الذى تقدمه لنا الكنيسة لنقتدى به متمثل فى الراهب ، الذى خرج من العالم طوعيا ليبدأ رحلته المليئة بالحب والرجاء لله الى الإبدية .
نيافة الأنبا مكاريوس الأسقف العام بالمنيا فى مقاله "ماهية الرهبنة" يؤكد لنا أن خروج الراهب من العالم ليس كرها فيه إنما حبا فى العريس الحقيقى رب المجد ، ليفضله على أى شىء آخر ، لقد اختار الراهب الانفراد الدائم بالله وألا يشاركه كائن آخر ، خرج يطلب وجه الله وجعل عنوان مسيرته "طلبت وجهك ، وجهك يا رب ألتمس" ، كله رجاء وثقة فى الله ، وعندما ترك الراهب العالم ترك له رسالة تقول "خلاص النفس هو القضية العظمى" ، لذلك خرج الى البرية ليحيا وصية الله إذ لم يستطيع أن يحياها وهو بين الناس بسبب هموم العالم.
وفى المقابل يصير الله ضامنا وكفيلا له كقوله "لأنه تعلق بى أنجيه" ، ليس هذا فحسب بل تصل علاقة الراهب بالله الى درجة لا يشعر فيها الراهب بالجوع والعطش ولا يعانى من قسوة الطبيعة ، لا يكف عن الصلاة ، فهو رجل الصلاة الدائمة ، تتسم حياته بالهدوء وكلماته بالعذوبة وملامحه بالوداعة .
"كان كالطيور ، وكأحد الوحوش البرية ، أكمل حياته بلا هم ... كان بكليته حرا من الآلام الجسدانية ، راكبا فوق قوة الإيمان ، صائرا بالرجاء مثل أسير للأمور المنتظرة..." هكذا ورد فى بستان الرهبان عن سيرة الراهب القديس بيصاريون .
لعلنا نقتدى بسيرة الرهبان ، لا بالخروج الى البرية مثلهم إنما بالتحرر من كل شىء فى العالم لكى لا يتسلط علينا بل نطوعه فى كل عمل يرضى الله ...
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :