- الكنيسة أرست لثقافة جديدة في قرونها الأولى بلقائها بحضارات الشرق الأوسط القديمة
- صباح الخير: المحاكم العرفية للإخوان المسلمين قضاء مواز يهدد هيبة الدولة وأمنها
- شباب الثورة: الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية لم تتغير بعد الثورة
- فى كتاب جديد : العلمانية والمواطنة والديموقراطية ركائز الدولة المدنية الحديثة
- ساقية الصاوي تقدم دعوة عامة لاتقان الإسعافات الطبية
- التربية المدنية..التعليم والمواطنة وحقوق الإنسان
- دورة تدريبية للمرأة الريفية برعاية "الجمعية المصرية للتنمية الشاملة" بـ"القليوبية"
- منازل ابني بيتك ببني سويف.. بيوت للأشباح
- أصوات أقباط الخارج.. أفراد في مواجهة دول وكيانات عملاقة
- "علاء الأسواني": الأفكار الوهابية تفرض طاعة الحاكم المسلم حتى ولو كان فاسقـًا!!
التربية المدنية..التعليم والمواطنة وحقوق الإنسان
عرض: ميرفت عياد
يقع التعليم على رأس أجندة العمل السياسى والوطنى فى بلدان العالم جميعها، من دول الشمال إلى دول الجنوب، ولهذا فإن الحكومات تولى التعليم، وسياسته، وفلسفته كل الإهتمام اللازم؛ لجعله قاطرة للتقدم والتنمية، وخلق المجتمع المتعلم القادر على الدخول فى المنافسة على كافة الأصعدة الإقتصادية، والسياسية، والثقافية، حيث يجب أن يكون جيدًا، وراقيًا، ومتاحًا للجميع دون تميز طبقى، أو جنسي، أو ديني، أو عرقي، الامر الذى بدونه لن تستطيع الأمم والشعوب أن تحقق أحلامها وطموحاتها فى النهضة والتقدم.
هذا ما يؤكده الدكتور "شبل بدران"- أستاذ أصول التربية، وعميد كلية التربية جامعة الإسكندرية- فى كتابه "التربية المدنية..التعليم والمواطنة وحقوق الإنسان"، والصادر عن الهيئة العامة للكتاب ضمن سلسلة مكتبة الأسرة لعام 2009.
ويهدف هذا الكتاب إلى تعميم النفع والفائدة على العاملين فى الحقل التربوى، والخبراء، والأساتذة، والطلاب فى هذا الوطن.
التربية المدنية نقيضًا للتربية العسكرية
ويقع هذا الكتاب فى (230) صفحة، وينقسم إلى ستة فصول، حيث يناقش الفصل الأول التربية المدنية بوصفها نقيضًا للتربية العسكرية والرسمية، تلك التربية التلقائية التى تعتمد ذاتها بين أفراد المجتمع دون قيود أو قواعد.
أما الفصل الثانى، فيتحدث عن الحق فى التعليم، ومكانة التعليم من قضية حقوق الإنسان، والتى حُسمت فى الإعلان العالمى لحقوق الاإسان عام 1948.
ويستعرض الفصل الثالث قضية المواطنة، بوصفها أحد أهم مقومات المجتمع الديمقراطى المعرفى، وحقوق الإنسان، وأن المواطنة دليل على تمتع المجتمع بحقوق الإنسان من المساواة والتكافؤ.
أما الفصل الرابع، فينصب على مكانة حقوق الطفل فى التعليم، وذلك انطلاقًا من الإهتمام بالطفل كأحد فروع الإهتمام بحقوق الإنسان.
بينما ينشغل الفصل الخامس بثقافة الديمقراطية فى المدرسة المصرية، ويبحث عن مدى وجودها من عدمه..
وأخيرًا يناقش الفصل السادس إصلاح التعليم الثانوى فى "مصر".
الإسنقلالية..العدل..احترام الآخر
وأكد الكاتب على أن التربية المدنية هى تلك التربية التى تدعم قيم الذات مثل: الإيجابية، والثقة بالنفس. وقيم العلاقات مثل: الحيادية، والإسنقلالية، واحترام الآخر، واحترام التنوع والاختلاف. وقيم المجتمع مثل: تقدير الحقيقة، والعدل، وحقوق الإنسان، وسيادة القانون. وقيم البيئة مثل: تقدير البيئة الطبيعية والإنسانية بإعتبارها أساس الحياة.
كما أوضح الكتاب أن التربية المدنية تربية مرتبطة بالقانون، باعتبارها معنية بالمواطنة فى مجتمع ديمقراطى دستورى، من أجل تعليم الطلاب كيف يكونون مواطنين مشاركين ومسئولين، وهذا لن يحدث من خلال مقرر دراسى يتم فرضه على الطلاب دون أن يكون له صدى حقيقي فى الواقع المعاش، الأمر الذى يتطلب اعداد وتكوين وتدريب القائمين على العملية التربوية، وتحويل المفاهيم النظرية إلى أساليب للسلوك والممارسة والمعتقدات، داخل أذهان ونفوس الطلاب، والمعلمين، والمجتمع ككل.
الإنتماء للأرض..المشاركة..المساواة
وأوضح الكتاب أن وعى الإنسان فى إنه مواطن أصيل فى بلاده، وليس مجرد مقيم يخضع لنظام معين، دون أن يشارك فى صنع القرارات داخل هذا النظام- يعتبر نقطة البداية الأساسية فى تشكيل نظرته إلى نفسه، وإلى بلاده.
وهنا أشار الدكتور "شبل بدران" إلى أنه وعلى أساس هذه المشاركة يكون الإنتماء إلى الوطن، فمن خلال المشاركة تأتى المساواة، فلكل مواطن نفس الحقوق وعليه نفس الواجبات، فإن لصفة المواطنة ثلاثة أركان: الإنتماء للأرض، والمشاركة، والمساواة، والحقيقة أن المواطنة فى المناهج الدراسية لها اتجاهان الأول هو وجود مقرر دراسى، وهو ما يُطلق عليه "التربية الوطنية"، ولكن لا يلقى الإهتمام الكافى؛ نظرًا لإستبعاده من المجموع. أما الإتجاه الثانى فنرى أهميته فى ظل الظروف الحالية، وهو أن تؤسس المناهج الدراسية على مفاهيم التربية الوطنية والمواطنة حيث يتشبع المنهج الدراسي بهذه القيم التى تتحول إلى سلوك وممارسة.
النظام التعليمى..يدمر مبدأ المواطنة
ويعيب الكتاب على أن النظام التعليمى يحجر على الأبداع، والإبتكار، تربية روح النقد، والتفكير العلمى، كما إنه يغيب عن هذا النظام المعلم المُدرّب على تدريس ثقافة حقوق الإنسان، هذا إلى جانب خلو الكتاب المدرسى من الإشارة إلى سائر الديانات الأخرى، وعدم توضيح قيم الحق والخير والأخلاق المشتركة فى الأديان، بل للأسف تُستخدم كتب التربية الدينية لتوضيح الفروق القائمة بين الأديان، ويزداد الأمر خطورةً فى حالة التأكيد على احتكار هذا الدين لصيغة الحق عن غيره من الديانات الأخرى.
التمييز بين الطلبة على أساس الدين
كما انتقد الكتاب تقسيم الفصول فى حصة التربية الدينية بحيث ينصرف الطلاب المسيحيين- وهم قلة- إلى مكان آخر، الأمر الذى يشكّل جانبًا سلبيًا فى وجدان الطلاب، كما أوضح أن إقامة دور عبادة داخل المدرسة لأصحاب ديانة دون الأخرى يُسقط دور المدرسة، وأكد أن جميع تلك الممارسات التى تتم داخل المدرسة تُدمّر مبدأ المواطنة من أساسه.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :