الأقباط متحدون | المسيحى يزدرى ولا يُزدرى منه
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٨:٠٥ | الجمعة ٢٩ مايو ٢٠١٥ | ٢١بشنس ١٧٣١ ش | العدد ٣٥٧٥ السنة التاسعه
الأرشيف
شريط الأخبار

المسيحى يزدرى ولا يُزدرى منه

الجمعة ٢٩ مايو ٢٠١٥ - ٠٩: ٠٩ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

زكريا رمزى زكى
المشهد الاول : ليلى داخلى ، مجموعة من السلفيين يجلسون فى جلسة للحكم على احد المسيحيين المتهم باذدراء الدين الاسلامى ، بين المتواجدين قسيس لزر الرماد من العيون ولأملاء قرارات المجمع المتطرف عليه فى النهاية ، يتخلل الجلسة  مجموعة من الخطب العصماء التى تؤكد الوحدة الوطنية وأن الاقباط يعيشون أزهى عصورهم فى ظل حكم السلفيين للصعيد والاقاليم .

المشهد الثانى : يصدر الحكم بعد المداولة بتهجير الشخص المتهم باذدراء الدين الاسلامى من قريته التى ولد فيها هو واجداده ويتم بيع ممتلكاته فى مزاد علنى
المشهد الثالث : جلسة اخرى بعد يومين للمطالبة بتهجير كل اقارب هذا المسيحى خارج البلدة تأكيدا لمبدأ الأقباط يعيشون أزهى عصور الحرية والديمقراطية وتأكيدا لأن السلفييون مازالوا مسيطرين ولهم اليد العليا .

وتفقل الستارة ولا تنتهى المسرحية المعيبة التى تحدث فى القرن الواحد وعشرين ولكن وقعها يعود الى عشرة قرون للخلف .

قانون إزدراء الأديان حارب السلفيون والمتطرفون من اجل وضعه حتى يكون أداه فى ايديهم لترهيب كل من يعارض خطهم وينتقدهم ، ومن أجل إرهاب الأقباط وجعلهم تحت ضغط دائم وتهديد بسيف هذا القانون المشبوه .

عشرات الحالات من شباب الأقباط طبق عليهم هذا القانون وكان الحكم شعبى وبطريقة مهينة ’ بمعنى أن المتطرفين لم يلجأوا الى القضاء حتى لتطبيق القانون ولكن طبقوه بأنفسهم عن طريق الحشد الشعبى ودغدغة مشاعر البسطاء بحجة الدفاع عن الدين الاسلامى .

كم من الاسر القبطية تركت موطنها وشردت بسيف هذا القانون ومنهم من يقضى عقوبة قاسية خلف اسوار السجون ،

والغريب أن قانون إزدراء الأديان لا يطبق إلا على الأقباط فقط فهم الذين يقومون بالإذدراء دائما فى عرف المتطرفيين . وعلى الجانب الاخر لا يرى هذا القانون أكابر السلفييون الذين يزدرون الدين المسيحى ليل نهار فى تصريحاتهم وبرامجهم وخطبهم ، يتهمون الاقباط بانهم كفار وبان الانجيل محرف وهلموا جرا من الإهانات التى ترتقى الى إزدراء للدين المسيحى ، وهنا يقف القانون عاجز عن محاسبة مثل هؤلاء .

اصبح القانون المشبوه سيفا مسلط على رقاب الأقباط ، فلو أن مسلما إغتاظ من جاره المسيحى فالحل فى منتهى السهولة للتخلص منه الى الأبد وهو أن يتهمه بإذدراء الدين الاسلامى ويبلغ مجموعة من السلفيين بذلك ، حينها سيتخلص من جاره فى  لحظات وقد تؤل ممتلكات هذا الجار اليه بأبخس الاسعار .

من هنا نتسآل لماذا يصمت ممثلوا حقوق الانسان على هذا الاختراق لحقوق الانسان عن طريق قانون لا يمكن أن يكون هو بمثابة حامى حمى الاديان ، فالأديان يحميها واضعها وهى التى تدافع عن الانسان عن طريق ضبط سلوكة كى يكون مواطن صالح يبنى المجتمع الذى يعيش فيه .

سيدافع السلفيون والمتطرفون عن هذا القانون دفاعا مميت وسيعتبرونه من الخطوط الحمراء كالمادة الثانية من الدستور ، ولن يستطيع احد من الاقتراب منه بالالغاء أو التعديل لأنه الأداه التى تجعلهم يحكمون الشارع ويفرضون قانونهم على الجميع من خلال نصوص هذا القانون .

ما زالت المسرحية العبثية  تتواثب فصولها إلى المسرح الواقعى فتغتال كثير من فصول المواطنة التى لم تكتمل بعد ،

وتستمر فى تغلغلها لتغتال الوطن فانتبهوا قبل أن يصبح كل من يعارض المتطرفين فى غياهب السجون بقانون وضع من أجل سلامة المجتمع فاستخدم لهدم المجتمع .




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :