الأقباط متحدون | مصر ليست رخيصة!!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢٢:٥١ | الأحد ٢٥ يوليو ٢٠١٠ | ١٨ أبيب ١٧٢٦ ش | العدد ٢٠٩٤ السنة الخامسة
الأرشيف
شريط الأخبار

مصر ليست رخيصة!!

الأحد ٢٥ يوليو ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم: وجدي شحات
 لا شك أن الإعلانات التي تُذاع على شاشات التلفاز تؤثر بالشكل القوي والعميق في مجتمعنا.. ولا شك أن هناك من تلك الإعلانات الإيجابي ومها أيضـًا السلبي.

 وأما عن السلبي فحدث ولا حرج.. فنحن نعاني من التحرش الجنسي بالشارع حتى أننا في بعض الأحيان نطلق عليه: "السعار الجنسي"، ورغم ذلك نترك القنوات تعرض -وبكل إسفاف- بعضـًا من تلك الإعلانات التي تؤدي إلى زيادة هذا المرض المسمى بـ "التحرش".

 فالآن عندما تشاهد أحدهم يعاكس "أنثى" بالطريق؛ تجده يصرخ "أيوة كده يا وديع.. أخيرًا فهمت يا وديع"، وبالطبع هو يشير إلى ذلك الإعلان المستفز اللزج المتفسخ الذي يُذاع على إحدى القنوات الفضائية المصرية.

 فليس من اللائق والمعقول أن تقارن فليمًا عربيًا قديمًا ندعوه وقت إنتاجه أحد "أفلام العلب" بأفلام أجنبية عالمية.. وأنت تستخف بعقول المشاهدين حينما تقول "..... أمّ الأجنبي"!!
 أليس هذا إسفافًا لغويًا غير مقبول؟ ناهيك عن الحضور المترهل لأبطال الإعلان! أليس هذا أيضًا إسفافًا أخلاقيًا لا يُسمح به؟ مَن يعاقب هؤلاء؟؟

 فما الفرق بين تحرشنا بالشارع المصري وتحرش هؤلاء بنا على شاشات التلفاز؟! نعم يجب أن يُعاقب المتحرش في الشارع، ولكن مَن يعاقب هؤلاء الذين يتحرشون بنا بتلك الإعلانات؟؟

ومن بين هذه الإعلانات إعلان يساهم في صنع "الرجال" بمصر.. متى شربت المنتج الخاص بهم أصبحت "رجلاً"، وغير ذلك فأنت إما "عيل" وإما "أنثى"!!
 ألهذه الدرجة وصل الاستخفاف بعقولنا نحن المصريين؟! "استرجل واشرب ....."، تلك هي صيغه الإعلان.. وفي نظرهم أن كل رجال مصر ليسوا برجال ما لم يشربوا منتجهم!! حقـًا هم يصنعون بنا التفاهات.. ونحن نصدق عليها.

 أما آخر الإعلانات العجيبة والغريبة وغير المقبولة على الإطلاق فهو أن "مصر اختارت طعمها"!! عشت طيلة حياتي وعاش معي جميع المصريين وهم لا يعرفون لمصر سوى طعم مميز؛ بحضارتها الفرعونية وتاريخها الأصيل ونيلها البديع، أما الآن فقد أتى بي الزمن و"عشت وشوفت" طعم آخرلمصر، طعم الهشاشة والسفاهة والاستخفاف بالعقول... "مصر بطعم الجمبري"!!

 بالله عليكم ما هذا يا سادة؟ أيزج باسم مصر في إعلان بكل سهولة ويُستخدم دون ضوابط.. يُستخدم بكل استخفاف وبلا مبالاة؟؟
ليس من الطبيعي ’ن يُزج باسم "مصر" في أحد الإعلانات فيقال "مصر اختارت طعمها"... أي طعم هذا يا سادة مصر؟
مصر التي دائمًا كان طعمها أبيًا.. شامخًا.. منذ عصور الفراعنة الذين سحروا العالم بتحفهم الآثرية.. مصر التي مرت عليها أعتى عصور الاستعمار وظلت كما هي، "مصر" ذات الطعم المصري الأصيل.. مرت بعصر البطالمه والرومان ثم العرب، وأتى عليها المماليك والعثمانيون والفرنسيين والإنجليز واليهود وغيرهم.. وظلت مصر كما هي مصر

 الآن.. وعلى شاشات التلفاز بكل سهولة يستخفون بعقولنا ويطالبونا بأن نرسل لهم لنختار طعمًا لمصر.. ثم نُفاجأ بأن مصر طعمها الجمبري؟! أي استخفاف هذا يحدث لاسمك يا مصر؟؟
  الآن لو سألتك أنت مصري تقوللي ايه؟؟
 مصرى بالجمبرى ؟؟  انها حقا اعلانات زفره !!!

فى الختام يجب وضع معايير للاعلانات .. فمثلما هناك دور للرقابه على الافلام والمسلسلات يجب ان يكون ايضا هناك دور رقابى على تلك الاعلانات ... نحن لسنا ضد حريه التعبير كما اننا ايضا لسنا مع الاستخفاف بعقول ابناء هذا الوطن او التحرش بهم عبر تلك القنوات المفتوحه .




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :