- ألحقوا... مصر عندها سرطان
- "الفتنة أم بتاعة" للرد على أحداث إمبابة
- التلفزيون الرسمي للدولة يلقب المسيحيين بالكافرين والنصارى ويطالبهم بالتسامح تجاه السلفيين!
- إمام مسجد النور بإمبابة: السلفيين لن ينفع معهم الحوار بل الضرب بقوة على أيديهم ورؤوسهم
- ساويروس: فاض بنا الكيل من حرق الكنائس ولابد من سن قانون يكفل للقبطي استخدام سلاح لدرء الاعتداء
في الذكرى التاسعة لرحيل متى المسكين.. نكشف حقيقة الخلاف بين البطرك والراهب
الاب متي المسكين والبابا شنودة الثالث
*مذكرات الأب متى المسكين تكشف حقيقة خلافه مع البابا شنوده.
*الأب متى يقول عن تشكيله لجنة أساقفة أثناء خلاف السادات والبابا شنوده: "وإن كان يحسب هذا اليوم هو اليوم الأسود في حياتي".
كتبت – أماني موسى
ولد يوسف إسكندر "الأب متى المسكين" عام 1919 بمدينة بنها بمحافظة القليوبية، وكانت طفولته قريبة من الكنيسة وإقامة الصلوات والطقوس، وفي عام 1943 تخرج من كلية الصيدلة، وأفتتح صيدليته الخاصة به في دمنهور وكانت ناجحة جدًا إلى أن باعها في عام 1948، كما باع كل ما يمتلكه ووزعه على الفقراء ولم يحتفظ إلا بثمن التذكرة.
وتوجه إلى الرهبنة بدير الأنبا صموئيل بجبل القلمون وكان الدير آنذاك هو الأفقر والأبعد عن العمران، وفي عام 1950 ترك الدير وتوجه إلى وادى الريان للتوحد، وانضم إليه 7 رهبان آخرين في عام 1960، وزاد العدد إلى 12 راهب في عام 1964.
كان للأب متى المسكين نهجًا خاصًا في الرهبنة من حيث النسك والتوحد، فأحيا من جديد روح الآباء النساك الأوائل مما جمع الشباب المسيحي حوله وجعله رائد في الرهبنة الحديثة.
مذكراته:
وصف الأب متى المسكين والدته في مذكراته التي نشرتها الأهرام بـ القدوة والأم المنحنية الساجدة بالصلاة، قائلاً: كانت والدتي متدينة جدًا بصورة لا يصدقها عقل، فكانت وقبل أن تمرض تدخل غرفة خاصة وكنت أتمسك بملابسها بإصرار حتي تسمح لي بالدخول معها, وكانت تظل واقفة لعدة ساعات تصلي وتسجد، ولاتكف عن السجود مئات المرات وكنت أحاول أن أسجد معها تقليدًا، ولكن قواي كانت تخونني فأقف صامتًا أتأملها وهي تقوم وتسجد كالساقية دون أن تكل لعدة ساعات وفي يدها سبحة وصليب.
وتابع، ماتت والدتي سنة 1934 بعد سفري للإسكندرية بعد مرض عضال فالج ـ شلل نصفي ـ دام معها 7 سنوات.
مؤلفاته
له أكثر من 180 كتابًا بخلاف المقالات التي كتبها في في جرائد عدة، هذا وقد ترجمت كتبه إلى لغات عدة الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإيطالية والروسية واليونانية والإسبانية والهولندية والبولندية، وكانت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في عهد مثلث الرحمات البابا شنوده الثالث قد منعت تداول كتبه داخل الكنيسة، ليعود بعضًا منها في معرض الكتاب القبطي الماضي.
مذكرات الأب متى تكشف حقيقة خلافه مع مثلث الرحمات البابا شنوده
أثير حوله جدل كبير خاصة عندما جلس مع الرئيس السادات في سبتمبر 1981 وقت خلافه مع البابا شنودة إلا ان الرجل ظل صامتا لم يدافع عن نفسه ولم يتحدث عن هذه الواقعة أو غيرها، ولكنه ترك لتلاميذه سيرته التي كتبها بقلمه سنة 1978 وطلب عدم نشرها في حياته، وعندما رحل في 8 يونيو 2006 ابتدأ تلاميذه بنشر وطباعة مذكراته.
قال الأب متى في مذكراته: "حدثت الأزمة فجأة باعلان الكنيسة القبطية يوم26 مارس1980 إلغاء الاحتفالات بعيد القيامة الموافق6 أبريل1980 وبرفضها لاول مرة في التاريخ بروتوكول الحكومة الخاص بالمندوبين المرسلين من قبل رئيس الدولة للتعييد على الأقباط داخل الكنائس سواء في القاهرة أو الاسكندرية أو سائر المحافظات وتطبيق ذلك ايضا علي كل الكنائس القبطية في كل بلاد العالم بمنع السفراء والقناصل من دخول الكنائس القبطية لتقديم تحية العيد للأقباط.
كان هذا في نظر بعض السياسيين بمثابة تحد شخصي للرئيس أنور السادات خاصة أن توقيته جاء متزامنًا تمامًا مع استعداده للسفر إلي أمريكا للتفاوض في مشروع الحكم الذاتي للفلسطينيين.
وقد اجبرني بعض اراخنة الأقباط على التدخل لحل الازمة، ولكن بعد فوات الوقت، فقابلت الرئيس السادات مساء السبت5 ابريل1980 قبل سفره بيوم واحد إلي الولايات المتحدة، وذلك بعلم ورأي قداسة البابا شنودة والمجمع الموسع الذي انعقد في دير الانبا بيشوي كمحاولة لحل الازمة في آخر لحظة. فأخبرني الرئيس في هذه المقابلة بانه مستاء من تصرف الكنيسة.
ثم اقنعني بعض الأساقفة بضرورة مقابلة الرئيس بعد عودته لتقديم مذكرة توضيحية من اللجنة البرلمانية المقترحة لمتابعة شئون الاقباط لتكون بمثابة قناة شرعية بين الكنيسة والدولة، وقابلته بالفعل بعد أخذ البابا علما بالمقابلة. وقدمت له المذكرة فقبلها ووعد بدراستها.
ولكن مظاهرات أقباط المهجر ضد الرئيس في أمريكا امام البيت الابيض وامام الفندق الذي سينزل فيه الرئيس بلير هاوس، صاعدت الموقف وأعتبر السادات أن الكنيسة أدخلت نفسها كطرف صراع ضد الدولة.
ثم قابل المسكين الرئيس السادات، وطلب منه الأخير إبداء الرأي فاقترح المسكين إجراء مصالحة مع البابا، لكنه رفض رفضًا باتًا، فاقترح تعيين هيئة علمانية من المسئولين الاقباط للتعامل مع الدولة وبقاء الكنيسة بعيدة، فرفض أيضًا.
ولما علمت بالنية القاطعة لتوقيف البابا البطريرك وابعاده، جاهدت ألا يمس هذا الاجراء الوضع الديني وهو الشق الاول من تنصيبه وهو وضع اليد والصلاة واستدعاء الروح القدس للتقديس، فهذا ليس من اختصاص الدولة.
وفي الحال نشأت الحاجة إلي لجنة اساقفة مؤقتة للقيام بمهام البابوية، وطلب مني الرئيس اقتراح اسمائها لانه كانت قد أعدت اسماء أخري غير لائقة قد اقترحت، فقدمت اسماء آباء أساقفة ـ تحت ضمانتي ـ إذ اكدت حكمتهم واعتدالهم، وإن كان يحسب هذا اليوم هو اليوم الاسود في حياتي.
ولفت الأب متى في مذكراته في ملاحظة قال فيها: طلب مني الرئيس في البداية وبإلحاح شديد أن أكون مسئولاً فرفضت، قائلاً: إذا ألححت عليّ فسوف تفقدني نهائيًا ولن تعثر لي على أثر في أي مكان فيما بعد.
كما طلب الأب متى من السادات ألا يناديه في خطاباته شنودة بل البابا شنودة، كما أنه قال له ليس من حقك عزل البابا، وبالفعل لم يستخدم الرئيس كلمة عزل بل استخدم القرار الجمهوري الذي في سلطته فقط، فألغاه، ثم أعاده الرئيس حسني مبارك بعد ذلك عام 1984.
زيارة البابا شنوده لدير أبو مقار
في مايو 2005 توجه البابا شنوده لدير أبو مقار بعد فترة من القطيعة، وأستقبله جميع رهبان الدير آنذاك بالألحان الكنسية.
وقال الأب متى المسكين آنذاك كلمة رحب فيها بالبابا شنوده وبزيارته للدير وجاء نصها كالتالي:
ومن جانبه توجه البابا بالشكر بشكل شخصي للأب متى المسكين قال فيها:
وفاته
في فجر يوم 8 يونيو 2006 م أنتقل الأب متى المسكين عن هذا العالم عن عمر يناهز الـ 87 بعد مرض قصير الأجل وأوصى أن يدفن في الدير بعيدًا عن أي مظاهر ثرية، في مدفن بسيط جدًا.
المراجع: تم الاستعانة بمذكرات الأب متى المسكين التي نشرت بموقعه وبجريدة الأهرام
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :