نعم المسيحية ديانة فاشلة لأنها ....
الدكتور عمارة
زكريا رمزى
على أى أساس يقيس الدكتور عمارة الفشل وما هى أدواته فى قياسة عندما حكم على الديانة المسيحية انها فاشلة فى كتابه الذى يوزع مجانا مع مجلة الأزهر . دأب الدكتور الأزهرى على الإساءة الى المسيحية عبر كتاباته التى لا تعبر إلا عن الحقد الدفين لها من شخصه ، لكننا لا يعنينا شخص الدكتور الكريم وكل ما يعنينا كيف يوزع هذا الإزدراء من أحد منابر الأزهر الشريف ( مجلة الأزهر ) الذى نكن له نحن المسيحيون كل الاحترام والتقدير .
وعودة الى وصف الدكتور الأزهرى للديانة المسيحية بالفاشلة دعنا لنبحر يادكتور فى التاريخ الذى سجله المؤرخون المسلمون لنرى هل فعلا المسيحية ديانة فاشلة .
تخيل معى يا دكتور عمارة أن شخص واحد منذ ألفى عام أتى إلى مصر لا يملك شىء ولا يحمل شىء معه إلا تعاليم المخلص السماوى " يسوع المسيح " منفذا لوصاياه السامية حين قال لتلاميذه ورسله
"3 وقال لهم لا تحملوا شيئا للطريق لا عصا ولا مزودا ولا خبزا ولا فضة ولا يكون للواحد ثوبان. 4 واي بيت دخلتموه فهناك اقيموا ومن هناك اخرجوا. 5 وكل من لا يقبلكم فاخرجوا من تلك المدينة وانفضوا الغبار ايضا عن ارجلكم شهادة عليهم. 6 فلما خرجوا كانوا يجتازون في كل قرية يبشرون ويشفون في كل موضع) (لوقا 9: 3 – 6(
جاء القديس مرقس الرسول الى مصر وهو لا يحمل شىء واستطاع فى خلال مائة عام أن يحول مصر كلها الى المسيحية فهل هذا فشل يا دكتور عمارة ، لم يقتل أحد ولم يعذب ولم يسفك دم ، واجه الاضطهاد والتعذيب لكنه انتصر هو وتلاميذه فى النهاية .
ثم واجهت المسيحية الامبراطورية الرومانية بكل آلتها الحربية وقسوة أباطرتها ولم تهتز أو تقهر حين عزم هؤلاء الأباطرة على محو أثار المسيحية من مصر ، ولكن المسيحية انتصرت فى النهاية على الامبراطورية الرومانية بكل قوتها بل وتحول مركز حكم الامبراطورية الى الديانة المضطهدة وصار الامبراطور مسيحيا ، وزالت الامبراطورية العظمى وبقيت المسيحية قوية ، فهل ترى فى هذا يا دكتور انه فشل ، اذا كان الفشل كذلك فياليتنا نجاهد من أجل الوصول إلى هذا الفشل السعيد ، أين الامبراطورية الرومانية الأن يادكتور لا توجد ، أين الامبراطورية الفارسية الان لقد هوت فى بحور النسيان ، فهل اختلط عليك الامر وقلبت الموازين لتحكم على النجاح أنه فشل أم أن العين لا ترى الا ما يضمره القلب .
ثم جاء العرب الى مصر ولاقى المسيحيون على ايدى بعض الولاه منهم ما لاقوا من التمييز والاضطهاد فى بعض فترات التاريخ ، ولك ان تقرأ ما كتبه المقريزى عن فترة حكم الحاكم بأمر الله وما حدث للاقباط من تحت يديه ، وهنا نحكم على حكام وليس دين يا دكتور ، ولكن هؤلاء الحكام وضعونا دائما أمام معضلة هو عدم انتقادهم مهما فعلوا على الرغم أنهم بشر يخطأون ويصيبون يعدلون ويظلمون حتى بنى جنسهم ، لأنهم اعتبروا أنفسهم أنهم يمثلوا الدين وانتصارهم انتصار له وهزيمتهم هزيمة له على عكس الواقع وهو ما نفاه كثير من المحللين والمؤرخين المسلمين معتبرين هؤلاء حكام كمثلهم من السابقين واللاحقين منهم من طبق تعاليم الإسلام السمح ومنهم من تغافل عنها وفى كلتا الحالتين نحن أمام تيار جعل الدين ستارا له ولكننا فى كل الأحوال نحترم الدين الاسلامى والمسلمين يا دكتور عمارة ولا يمكننا أن نتحدث عنه بما لا يليق لأننا نفخر بأننا ذوى ثقافة إسلامية وأن الدين لله والوطن للجميع ،
مرت المسيحية عبر عصور من الظلم والاضطهاد لم تقبع أى طائفة لمثله فى كل تاريخ حياة الانسان على الارض والا كان مصيرها الانتهاء والزوال من صفحات التاريخ ، لكننا اليوم مازلنا نجد المسيحية فى مصر يا دكتور عمارة موجودة تنادى بالمواطنة والسلام وتصلى من اجل العالم اجمع ومن أجل الحكام والمظلومين ومن أجل النيل وتقدم أسمى معانى الانسانية فى تعاليمها فهل هذا هو الفشل ايها الدكتور .
نعم المسيحية ديانة فاشلة لأنها تأمر أتباعها بالمحبة للجميع حتى الأعداء ، فالمحبة فى عصورنا هذه أصبحت رمزا للفشل والبغضة والكراهية هى النجاح ، فان كان قصدك كذلك يا دكتور فنعم الديانة المسحية فاشلة .
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :