الأقباط متحدون | انحدار مجتمعي وعلاجه
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٠:٠١ | السبت ١٣ يونيو ٢٠١٥ | ٦بؤونه ١٧٣١ ش | العدد ٣٥٩٠ السنة التاسعه
الأرشيف
شريط الأخبار

انحدار مجتمعي وعلاجه

السبت ١٣ يونيو ٢٠١٥ - ٥٣: ٠٥ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 
صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

بقلم: القس / الفريد فائق صموئيل
ماذا يحدث في مجتمعنا؟

كيف يتعامل الناس مع بعضهم البعض؟

هل وصلنا إلي الدرجة التي فيها يأكل الناس لحم الحمير على أسياخ الكفتة والكباب؟ نعم وللآسف.

هل وصلنا للدرجة التي فيها يصدمون السيارات المنتظرة في أماكنها ويهربون؟ نعم وللآسف.

هل وصلنا للدرجة التي فيها يقف الناس متفرجون على التحرش بالبنات والسيدات دون أن تظهر نخوتهم؟ نعم وللآسف.

نجد انحدارا مجتمعيا في الاخلاق والقيم؛ ونلمس تناقضا بين الأقوال والأفعال. فأنت تسير في الشوارع وتسمع مظاهر الدين بصوت مرتفع بل وبصراخ يصل إليك في بيتك وأنت مستريح؛ وفي نفس الوقت نشاهد ونسمع ونقرأ عن العديد من الجرائم المخزية. ما هذا التناقض؟

ويمكننا أن نستمر في سر الانحدارات في هذه القائمة السوداء. وكما يقول عماد الدين أديب في جريدة الوطن 11/6/2015م. في مقاله (كفته وكباب الحمير!):
"الناس فى بلادنا تأكل لحم حمير، وتشرب مياهاً معدنية مغشوشة، وتسرق الكهرباء من أعمدة نور الحكومة، وتغش فى ميزان رغيف الخبز، وتبيع لبن الأطفال منتهى الصلاحية، وتغش أدوية بلا فاعلية!

أين الضمير؟ وأين مخافة الله؟ وأين تربية المدارس وتعاليم الأسرة وتوجيهات الإعلام ووعظ الدعاة فى المساجد والكنائس؟

نحن أمام مشكلة انحطاط فى قيم مجتمع يجرف الأراضى الزراعية ويبنى طوابق على عمارات متهالكة ويجرى عمليات جراحية بمخدر منتهى الصلاحية.
نحن أمام مشكلة ثقافة مجتمع أكبر ما تكون مشكلة حكم أو حكومة..

إن حالة الازدواجية فى المعايير والتعارض الحاد والعنيف بين القول والفعل. فى الوقت الذى يزداد فيه عدد الذين يذهبون لأداء مناسك العمرة، والإقبال المذهل سنوياً على أداء فريضة الحج وامتلاء المساجد والكنائس بمن يؤدون الفرائض، يصبح السؤال كيف يمكن الجمع بين أداء «فرائض الدين»، ومخالفة أبسط قواعد الإيمان، وهى الصدق فى القول والفعل.

نحن بحاجة إلى حالة من التطهر من كل الزيف والتناقض التى نحياها.

لا يمكن لمجتمع أن ينهض دون أن يكون هناك إحساس لدى الناس بأننا «مجتمع أزمة» يسعى بكل قوة للخروج من تحديات الفقر والتخلف الإدارى والفساد العام، الذى أصبح أسلوب حياة يتعايش معه المجتمع ويقبله بمنتهى القبول والتسليم"! (انتهى الاقتباس).

بماذا تفسر اشتراك البعض من ضعاف النفوس في الحرق (حرق البويت والكنائس والمدارس وأقسام الشرطة) والسرقة والبلطجة وطلب الفدية؟ هو بالتأكيد كما آراه أنحدار في القيم والاخلاق وتدهور في ترتيب الأولويات. أو يمكنك أن تراه من زاوية أخرى كما تريد.

نحتاج لتنشئة جيل جديد بالتربية الحقة والتعليم المخلص ــ على أن يساهم في ذلك جميع قطاعات ومؤسسات الدولة بقيادة وزارة التربية والتعليم. يشاركها بالطبع البيت والمدرسة ودور العبادة وكل قطاعات المجتمع المدني. ويُستخدم في ذلك كل وسائل الاعلام والميديا والنت إلي جوار الاحتكاك اليومي بالناس؛ مسخرين كل الامكانيات المتاحة لتنشئة هذا الجيل الجديد. على أن تستمر الدولة في بسط هيبتها بتطبيق وتفعيل القانون على الجميع بلا استثناء.

هل لنا أن نجد منهجا متدرجا لتدريس وممارسة الأخلاق الحميدة والقيم السمحة والمباديء الراقية؟.

هل لنا أن نرى ونلمس بادرة أمل في كل القطاعات الحكومية والمجتمعية؛ ليختفى الفساد وتظهر الشفافية؟

لكِ الله (سبحانه) يا مصر؛ ليرفعك من هذا الانحدار الذي وصلنا إليه.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :