الأقباط متحدون | افتقدناك يا فارس الدراما (2)
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢١:٢٧ | السبت ١٨ يوليو ٢٠١٥ | ١١أبيب ١٧٣١ ش | العدد ٣٦٢٥السنة التاسعه
الأرشيف
شريط الأخبار

افتقدناك يا فارس الدراما (2)

السبت ١٨ يوليو ٢٠١٥ - ٥٥: ٠٤ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 
أسامة أنور عكاشة
أسامة أنور عكاشة

مدحت بشاي
في مثل هذه الأيام من عام 1941 كان ميلاد الكاتب والروائي والسيناريست المبدع أسامة أنور عكاشة ، وكنت قد ذكرت في الجزء الأول من المقال ، مايشير إلى أننا بالتأكيد نتذكر أعماله الرائعة ونحن نعيش زخم دراما رمضان التليفزيونية خلال الأعوام الأخيرة ، والتي اتسمت في معظم أحوالها ومكوناتها

ــ للأسف ــ بتفهم غريب يبتعد تماماَ عن أبجديات وأصول الكتابة الدرامية وحرفية نقل الواقع وفق رؤى فنية لا تزيف صورته  أو تنقله " بعبله" كما نقول بعاميتنا المتعارف عليها ..

إما دراما كوميدية مفتعلة ساذجة لا تقدم سوى اسكتشات غير مرتبطه وتتسم بثقل ظل فاق كل توقعات كل من تابعها ، ودراما بوليسية سوقية لاستعراض عروض إشهار المطاوي والسيوف ورماة "المولوتوف" ....

والكلام لا ينتهى عن معاناة المشاهد مع دراما " الرداءة والتخلف " ..
 
وكنت ، قد التقيته قبل الرحيل بشهور قليلة ، وأجد المقال فرصة للاقتراب من فكر عميد الدراما العربية وتم نشر المقال بمجلة " المصور" ... في الجزء الأول من المقال عرضت بعضها وإليك عزيزي قارئ موقعنا الرائع " أقباط متحدون ، وأعرض هنا جوانب أخرى علها تفيد أهل المهنة ونقادنا وهم يتابعون دراما زمن الفهلوة والفبركة وثقل الظل .

 
يقول عكاشة " حتى نخطو إلى المستقبل لابد من التخلص من كل معوقات التقدم ومظاهر التخلف، ولابد من تنحيه فكر الخرافة والدعاوى الكلامية التى تود عودة الناس ونحن فى القرن 21 إلى القرن السادس  الميلادى.. هناك خطوات جبارة خطتها الإنسانية لصناعة حضارات.. فلنبدأ من حيث انتهى المتقدمون، ولا نتراجع إلى نقط البدايات ، كما يجب أن نسيد منطق الدولة المدنية وضرورة السعى لبناء دولة مدنية والفصل بين الدين والدولة ونضع كل الأشياء فى حجمها ومكانها.. لابد من إصلاح النظام التعليمى.. نحن نعيش أزمة كبرى فى مجال التعليم، وهى أزمة قد تقضى على كل أحلامنا فى تحقيق مستقبل واعد نأمله.. إن دولة بلا نظام تْعليمة متقدم ومتوازن هى دولة لا مستقبل لها.. "
 
وحول شروط ومواصفات القراءة المجدية الصحيحة لنصوص الماضى وفكره فى إطار ظروف العصر الذى كُتب فيه ، استهل عكاشة الإجابة بسؤال " كيف نقرأ الماضى؟.. إنه سؤال هام، وهنا لابد أن نسأل بأى ذهنية نقرأ.. هل هى ذهنية الدروشة أم الاتباع الأعمى.. فى كل الأحوال لابد أن تكون القراءة نقدية  فى مجال إعادة فتح ملفات التاريخ ولنضرب المثل بقراءة الدكتور طه حسين للشعر العربى عبر كتابه العظيم (( الشعر الجاهلى))، الذى وضع الأساس لمنهج نقدى وهو المنهج الذى ينبغى أن نقرأ به تاريخنا الاقتصادى والاجتماعى.. لايجب أن نقرأ للترنح والتخبط، بل القراءة لكى نناقش وهذا هو المنطق المطلوب، وعند قدرتنا على هذا سيمكننا تجاوز وعبور كل مناطق التخلف.." 
 
و بتلك الرؤية  كان رأيه فى مسلسل الملك فاروق..." للأسف الشديد فإن السيدة لميس جابر كاتبة العمل قرأت وتعبت كثيراً فى إعداد العمل ولكنها

قرأت بعين واحدة، لقد استهوتها حكاية أجواء الحنين لشكل الملكية والحالة الارستقراطية ونظرة النخبة للملكية، وكأنها تريد أن تنتمى إلى ذلك العصر.. فأغفلت الجانب الآخر وهو ما استقر عليه جماع الرأى المصرى من أن هذا الملك لا يصلح ،

وأنه ملك فاسد فساداً شخصياً قبل أن يكون فساداً سياسياً."
كيف يمكن الدفاع عن ملك هوايته سرقة كل من حوله ، ولعب القمار فى الأوبرج ونادى السيارات ، ويعرف أن من حوله يُهزمون له من أجل الحصول  على مراكز أو رتب أو أى مكاسب.

نعم كان من الثابت أنه لا يحتسى الخمر ولم يكن زير نساء أو متعدد العلاقات النسائية لكن فساده وفساد القصر هو الذى أنشأ حالة إجماع من كل القوى الوطنية والسياسية حتى قبل قيام ثوار يوليو بثورتهم للتأكيد على أن هذا الرجل فاسد ولا يصلح أن يكون حاكماً لمصر.. لابد أن ننظر إلى التاريخ بعينين، ولا يمكن أيضاً أن نحمل فاروق كل الذنوب.. لقد كان ملكاً ضعيفاً ولا يستحق أن يكون محل جدل أو موضوع دراما تليفزيونية..

إن إنتاج مسلسل عن فاروق يثير الضيق والاستغرابن أما كان الأولى إنتاج مسلسلات عن زعماء يقامة مصطفى النحاس وسعد زغلول وجمال عبد الناصر.."
افتقدناك أسامة أنور عكاشة " ، وافتقدنا دراما التنوير والرؤية النقدية المهنية والإبداعية .. 
 
medhatbeshay9@gmail.com




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :