حملة المطالب الـ7 ترجو نقل الموقعين من العالم الافتراضي إلى العالم الواقعي
صحيفة "الأقباط متحدون" تطرح السؤال الأهم.. وماذا بعد حملة التوقيعات؟
"عياد جرجس": أتمنى أن يصل عدد الموقعين على البيان إلى مليون مواطن حتى تصبح هناك آلية ضغط على الحكومة
"هدير": لابد من تعديل تلك المواد الموجودة في الدستور والمسيئة لدولة كبيرة مثل مصر
"نجاد البرعي": نفترض تم جمع مليون توقيع.. فأين سنذهب بها؟ وماذا سنفعل؟؟
الدكتور "ضياء شوكت": يجب ألا تقتصر الحملة على الانتخابات فقط
الدكتور "جهاد عودة": الجمعية الوطنية انتهت كقوة سياسية بمجرد اختفاء "البرادعي"
تحقيق: محمد بربر- خاص الأقباط متحدون
آثارت حملة مطالب الإصلاح السبعة اهتمامات الصحف العالمية ووكالات الأنباء، وأحدثت تفاعلاً كبيرًا في الشارع المصري، حيث تخطى عدد الموقعين على المطالب أكثر من 350 ألف مواطن خلال 17 يومـًا فقط -وحتي كتابة هذا التقرير- علي موقع "أون لاين"، فيما تخطى عدد الموقعين على موقع الجمعية الوطنية للتغيير 96150 ألفـًا ليتخطى عدد الموقعين أكثر من 500 ألف مصريـًا.
وتنادي المطالب السبعة للتغيير بإلغاء حالة الطوارئ، وتمكين القضاء المصري من الإشراف الكامل على العملية الانتخابية برمتها، وضرورة الرقابة على الانتخابات من قِبل منظمات المجتمع المدني المحلي والدولي، وتوفير فرص متكافئة في وسائل الإعلام لجميع المرشحين؛ وخاصة في الانتخابات الرئاسية.
وتدعو إلى تمكين المصريين في الخارج من ممارسة حقهم في التصويت بالسفارات والقنصليات المصرية، وكفالة حق الترشح في الانتخابات الرئاسية دون قيود تعسفية؛ اتساقـًا مع التزامات مصر طبقـًا للإتفاقية الدولية للحقوق السياسية والمدنية، وقِصر حق الترشح للرئاسة على فترتين، وأن تكون الانتخابات عن طريق بطاقة الرقم القومي، وتحقيق بعض تلك الإجراءات والضمانات بتعديل المواد أرقام 76 و77 و88 من الدستور في أقرب وقت ممكن.
وارتأت صحيفة "الأقباط متحدون" في هذا التحقيق أن تطرح السؤال الأهم: "هل ستؤثر هذه التوقيعات على المسرح السياسي في مصر؟؟ وما هي انطباعات رجل الشارع البسيط عن هذه التوقيعات؟؟ ثم كيف يراها أساتذة السياسة والإعلام وأصحاب الفكر؟؟؟
إلى السطور القادمة... ومستقبل مصر.
في البداية يقول الدكتور "عياد جرجس" (طبيب بشري): أنا مع حملة التوقيعات، وقمت بالفعل بالتوقيع على البيان بعد قراءته قراءة متأنية وفهمه، وأتمنى أن يصل عدد الموقعين على البيان إلى مليون مواطن؛ حتى تصبح هناك آلية ضغط على الحكومة والحزب الوطني الذي احتكر الساحة السياسية منذ ربع قرن.
وتحفظ الدكتور "عياد" على موقف جماعة الإخوان من التغيير والإصلاح، معربـًا عن دهشته من دعوتهم للتغيير وهم يعقدون الصفقات مع الحزب الوطني للفوز بعدد من مقاعد البرلمان.
مضيفـًا أن التغيير لا يأتى من خلال أشخاص يقدسون مصلحتهم الشخصية على المصلحة العامة، وموضحـًا أنه يؤيد الجمعية الوطنية للتغيير.. لكنه لن يكون أبدًا مع الإخوان.
وتعلق "منال الأشهب" (ربة منزل) على حملة التوقيعات قائلة: طلبت مني جارتي التوقيع على بيان التغيير، ولما قرأته اكتشفت أنني لم أكن أعيش من ذي قبل في مصر, ولم أكن أصدق أنه سيأتي اليوم الذي يطالب فيه أحد المواطنين بتعديل الدستور.
وتعترف "منال" بأنها لا تعرف شيئـًا عن الدستور، ولم تقرأ عنه، وأن كل ما يربطها به هو مشاهدتها لفيلم للفنان "هاني رمزي"، وكان يتحدث حول الدستور؛ مشيرة إلى أن هناك العديد من الأشياء التي تهمها على المستوى الشخصي بعيدًا عن السياسة؛ كالمنزل والعناية بأطفالها.
وتؤكد منال: "مش مهم عندي مين يحكم, المهم إننا نعيش معاه في أمان".
عم "لمعي" (سائق ميكروباص بالقاهرة) يقول: "توقيعات ايه اللي هتغير حكومة, وهي يعني الحكومة مش هتعرف ترد".
ويلفت النظر إلى كمّ الغاضبين في مصر من سياسات الحكومة التي تقسم بالله أن تجوع الشعب -حسبما يرى عم "لمعي"- ولكن الناس تفضل الصمت حتى تعيش؛ ويضيف أن التوقيعات تخص فئة المثقفين وأساتذة الجامعات، ولا يسمع عنها رجل الشارع العادي.
"هدير أحمد" (طالبة جامعية) ترى أن حملة التوقيعات طاقة أمل لكل المصريين، خاصة وأن معها يسهل حلم التغيير وإصلاح ما أفسدته الحكومة.
وتشير "هدير" إلى أنها قامت هي وصديقاتها بالتوقيع على البيان في جامعتها، وأكدت أن معظم الشباب يعرف جيدًا أحوال البلد، ولم يعد هناك أمر يخفى على أحد.
وأضافت أنه علينا أن نساعد في جمع المليون توقيع، حتى يصبح هناك مليون مواطن يرفضون سياسات الحكومة في مد قوانين الطوارىء، ولابد من تعديل تلك المواد الموجودة في الدستور، والمسيئة لدولة كبيرة مثل مصر.
وشدد الدكتور "ضياء شوكت" (أستاذ علم الاتصال) علي أهمية المطالب السبعة، لكنه اعتبرها غير كافية لتحقيق التغيير المنشود، مطالبـًا بمزيد من المطالب، وألا تقتصر الحملة على الانتخابات ونزاهتها، بقدر ما تسعي لخلق مناخ سياسي حقيقي تُمارَس فيه الديمقراطية بحرية دون قيد.
وأضاف "شوكت" أن المطالب السبعة تعالج جزءًا كبيرًا من المشكلة في مصر، وأن جزءًا أخرًا لابد له من مطالب أخرى يجب أن تتكاتف القوى السياسية حولها لإصلاحها أو تغييرها.
وأكد الدكتور "عمّار علي حسن" (الباحث في الشؤون السياسية) أن المطالب السبعة كافية، مشيرًا إلى أن نجاح حملة المطالب السبعة متوقف على نقل هذا العدد الكبير الذي يتضاعف كل يوم من العالم الافتراضي إلى عالم الواقع.
ويبدو أن الجمعية الوطنية للتغيير تراهن على أن تستوفي رقم المليون توقيع، ثم تبدأ بعد ذلك في حشد هؤلاء للنزول للشارع، وأظن أنه إذا استجاب 10% فقط من هذا الرقم للاحتجاج؛ ستكون الحملة قد نجحت واستطاعت الرد على تلكؤ السلطة للاستجابة على هذه المطالب.
وقال "عمّار": لا يجب أن تكتفي الجمعية الوطنية بالوسائل دون تحقيق الهدف؛ فهي الآن تستخدم الوسائل سواء عبر الإنترنت أو حملة طرق الأبواب باليد، المهم هو أن تنجح هذه الوسائل في تحقيق الهدف؛ وهو التغيير.
وأضاف أن هذه الحملة ناجحة لأنها تقول للنظام :"في الوقت الذي لا تعترف فيه بالرقم القومي في الانتخابات.. نحن نجمع توقيعات بالرقم القومي"، وتقول للسلطة: "في الوقت الذي تلجأ فيه للأمن.. نلجأ نحن للشارع".
وأكد "عمّار" أن العملية ستكون مؤثرة عندما تستطيع أن تحشد 10% من رقم المليون؛ لأن أكبر مظاهرة للمعارضة استطاعت حشد 5000 مواطن، وعشرة آلاف في مظاهرة "خالد سعيد"، وهو عدد ضئيل في بلد يصل تعداده 83 مليون نسمة.
من جانبه أكد "نجاد البرعي" (رئيس مجلس أمناء المجموعة المتحدة) أن تفاعل الناس مع الحملة، وقيامهم بالتوقيع وتزايد أعدادهم بشكل مضطرد أمر جيد، مطالبـًا بتسمية مطالب الإصلاح السبعة بـ«مطالب الأمة»، ودعا إلى الخطوة المقررة بعد الانتهاء من جمع التوقيعات قائلاً: "نفترض تم جمع مليون توقيع.. فأين سنذهب بها؟؟ وماذا سنفعل"؟؟
مطالبـًا بأهمية معرفة قدرة الموقعين على بيان مطالب الإصلاح السبعة، وكذلك النزول للشارع والدفاع عن مطالبه؛ لتشكيل جبهة شعبية قوية للضغط علي النظام وإجباره علي إنهاء حالة الطوارئ، وإجراء تعديلات دستورية تضمن نزاهة وشفافية الانتخابات، وتكفل حق الشعب المصري في اختيار ممثليه بحرية، وبالتالي إذا تحقق ذلك تكون حملة المطالب السبعة للإصلاح قد نجحت.
وقد وجه "عمّار" الدعوة إلى الأحزاب والقوى السياسية والوطنية بوضع خطة موحدة للتحرك خلال الفترة المقبلة الحاسمة؛ وذلك لتبني مطالب الإصلاح والتعاون في المبادئ المتفق عليها، والبعد عن مواطن الخلاف.
وأشار إلى أنه لابد أن نتأكد من شيئ في غاية الأهمية، وهو إذا تم توثيق هذه التوقيعات؛ هل يكون الموقعون على استعداد للتحرك لما هو أبعد من عملية التوقيع؟؟ أم أن الواقع مختلف؟؟!
وأكد "جهاد عودة" (عضو لجنة السياسات بالحزب الوطني) أن الجمعية الوطنية للتغيير انتهت كقوة سياسية بمجرد اختفاء "البرادعي" منها، أو كرئيس لها يمكن أن يطلق عليها قوة سياسية تسعى للتغيير ضمن عمليات التغيير.
مشيرًا إلى أن قوة الجمعية جاءت من الدكتور "محمد البرادعي"؛ متعجبـًا من تحالف الجمعية الوطنية للتغيير مع جماعة الإخوان المسلمين.. رغم اختلاف الأيديولوجيات.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :