تبرعوا لبناء إنسان
بقلم: أماني موسى
في شهر رمضان تكثر مظاهر الرحمة والشفقة بالشارع المصري ومعاها كمان بتزيد مظاهر التسول والشحاتة، وكل شحات بقى وشطارته، والحقيقة أن طرق الشحاتة بتتنوع وتختلف من مكان لآخر، لكن المصري والحمد لله تفوق وببراعة في أنه يلم إلمام كامل وشامل بطرق الشحاتة كلها على اختلاف أنواعها. أولهم: واحد يبكي ويكون لابس من غير هدوم يقطع قلبك وتحس أنك متنعم ومرفه ومفتري يا راجل، وواجبك الوطني والإنساني أنك تطلع كل اللي في جيبك وشرابك وتديهوله، وبعدها تاخد منه باكو مناديل فلورا عشان تمسح بيه دموعك اللي غرقت القميص!
الطريقة رقم اتنين: وهي أنجحهم على الإطلاق، وهنا بيكون الأخ شحات أذكى، فيشحت باسم الدين، ودي بقى الورقة الرابحة في بلدنا زي ما أنتوا عارفين.
يدخل الأخ أو الأخت المنقبة وهي بتعرج وصوتها محشرج من العياط وهي بتنادي وتقول: أختي المسلمة تبرعي لبناء جامع، أو تبرعي لأختك في الإسلام لأن جوزي مات الشهر اللي فات وبصرف عليه هو وأمه والعيال، وجازاكي الله كل الخير بإذن الله وإن شاء الله والحمد لله وألف ألف مبروك!!
الطريقة التالتة وهي الشحاتة ياسم المرض، حيث يتفنون في المتاجرة بالآمهم الحقيقية والمزيفة لاستنزافك عزيزي المواطن الأهبل!!
طبعًا زعلت عشان بقولك أهبل، بيني وبينك متزعلش، دة أقل وصف تتوصف بيه بعد ما تطلع اللي معاك يا حلو وتديه للنصاب اللي قدامك وأنت مبسوط وراضي أوي والفرحة بتطق من عروق رقبتك، ويمكن الشحات نفسه بعد ما بياخد اللي معاك أنت بتصعب عليه وبيوصفك بالهبل برده.
بعيدًا بقى عن مشكلة النصب والشحاتة في بلدنا وخاصة في المترو، اللي مؤسف فعلاً وبيحزنني هو الشحاتة باسم الدين وركوب المترو باسم الدين والنزول منه بالدين أيضًا، حاجة بتزيد كل يوم وبشكل يدعو للقلق، يبدو أن مصر ربما تكون داخلة بالفعل على نفق الدين المظلم واللي نهايته دمار للكل بلا استثنا، لأن ساعتها مش هيبقى فيه ضحية وجاني زي ما بنعتقد لكن الكل هيبقى ضحايا ظلام التدين.
لما نشحت من أختي المسلمة وأختي المسيحية، ولما نطلع المترو نقول دعاء الركوب الخاص بالمسلم وآيات للركوب خاصة بالمسيحي، ولما تتقلب وسائل المواصلات العامة لحلقات دينية ومصليات عامة للمسلم وللمسيحي، يبقى إحنا كدة مش محتاجين نتبرع لبناء جامع ولا حتى كنيسة، لكن الأكيد إننا محتاجين نتبرع لبناء وطن شرّحته الأديان والطوايف، ولبناء إنسان مش مسلم ومسيحي وبوذي...
أخي المصري... أختي المصرية: تبرعوا لبناء وطن، تبرعوا لبناء إنسان.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :