- أيها السادة.. كلنا هذا المختل
- الأنبا "بيشوي": عصر الرئيس "مبارك" أفضل عصر للأقباط في "مصر" وليس طرفًا في المشاكل التى تحدث
- مؤلف "الضرب في الميت": الكتاب يرصد الظواهر السياسية والاجتماعية ومعاناة المواطن المصري عبر أسلوب ساخر
- علاء الأسواني يطرح في كتابه سؤالاً يبحث عن إجابة "هل نستحق الديمقراطية"؟!
- الدور على مين؟!
الأثاث الصيني يغزو الأسواق المصرية وسط مخاوف التجار وترحيب من المستهلكين
بعد أن قدمت الفانوس والسبحة وغشاء البكارة الصيني..
صُناع الأثاث: الأثاث المصري يتميز بالمتانة والجودة, ومنافسة الصيني للمصري لن تدوم
"محمود المنير": أسعار "الصيني" جعلتني قادرًا على إتمام زواجي في وقت قصير
المهندس "جمال بدوي": المصنع الذي لن يستطيع تطوير نفسه لن ينافس في السوق المحلي مع المنتج المصري نفسه، وبالتالي لن يستطيع منافسة الصيني
تحقيق: محمد بربر- خاص الأقباط متحدون
يبدو الآن وقبل أي وقت مضى، أن "الصين" أقسمت أن تشارك المصريين بيوتهم وأعمالهم، وربما يصل الأمر بعد ذلك إلى خصوصياتهم؛ فمن "الإبرة" وإلى "الصاروخ" تقدم "الصين" منتجاتها وتصدرها إلى "مصر", خاصة وأننا بلد استهلاكي في المقام الأول, بالإضافة إلى أن جملة "صنع في الصين" أصبحت أمرًا معتادًا توقعه، حينما يتعلق الأمر بمشتريات ومنتجات يحتاجها المنزل المصري.
كل هذا الأمر أصبح أمرًا طبيعيـًا اعتاد عليه المصريون وتعايشوا معه، مدركين أنه لا منافسة مع الصيني, لاسيما وأن أسعار المنتجات الصينية غالبـًا ما تكون زهيدة للغاية, لكن أن يصل الأمر لأن تصدر لنا "الصين" "الأثاث الصيني"!!
في هذا التحقيق نلقي الضوء على هذه النوعية من الأثاث، ومدى انتشارها بين المصريين، ورأي أصحاب المصانع والتجار والمستهلك المصري.
منافسة الصيني للمصري.. لن تدوم
في "سوق المناصرة" -أحد أهم أسواق تجارة الأثاث بالقاهرة- كانت لنا جولة بين التجار وصُناع الموبيليا, وفي البداية قال "شكري بيومي" -تاجر موبيليا- إن منافسة الأثاث الصيني للمصري لن تدوم طويلاً؛ لأن مَن يشتري الأثاث الصيني يكتشف بعد ذلك الفارق بينه وبين الأثاث المصري، والذي يتميز بالمتانة والجودة.
وعن سبب انتشار الأثاث الصيني أشار "شكري" إلى أن هذه النوعية تخدع المشتري بأشكالها الجميلة وأسعارها المنخفضة، حيث يصل سعر غرفة المعيشة "السفرة" إلى 3 آلاف جنيهـًا فقط، ولكن للأسف.. الجودة معدومة في قطع الأثاث الصيني؛ لأنها لا تُصنع من خشب.
وتابع "شكري" إن هذه الأثاثات يتم تصنيعها من الكرتون المضغوط والخشب الأبيض، والدليل على ذلك هو تعرضها للتشوه بمجرد وصول المياه إليها، ولا تحتفظ بشكلها الجميل سوى شهر واحد فقط, أما قطع الأثاث المصرية فلها جودة عالية، وتظل علي حالتها لأكثر من 15 عامـًا، وتُصنع من الخشب الزان، في حين أن الخشب الأبيض لا يتعدي سعر المتر منه 1500 جنيهـًا.
ويقول "سيد خليل" -عامل بمصنع موبيليا- نحن لا نستخدم الكرتون المقوى أو أخشاب MDF في صناعة الأثاث؛ لأنها تفتقد الجودة والمتانة، ولدينا عمال بخبرات تفوق (ألف مرة) من الصين، والتي تهتم بالسعر الزهيد فقط، وهذا بالطبع على حساب الجودة، ولكن الصناعة اليدوية تختلف في الشكل عن صناعة الماكينات والأفران المخصصة لتشطيب قطع الأثاث الصينية.
مَن المسئول عن فوضى استيراد الصيني؟؟
وطالب "عدلي راضي" -صاحب معرض موبيليا- بوجود ضوابط لدخول هذه النوعيات المتواضعة للسوق المصري, مؤكدًا على أن المعارض تأثرت بوجود الأثاث الصيني بسبب رخص سعره، وإقبال الشباب على شرائه.
وأضاف "عدلي" أن حجرة النوم المصري -الشعبية- تبلغ قيمتها 7 آلاف جنيهـًا، في حين أن حجرة النوم الصيني تساوي 4500 جنيهـًا فقط، ولكن الجودة غير متوفرة في الصيني، والزبون يرجع إلى شراء الموبيليا المصرية لأنها مصنوعة من أخشاب الزان ذات الجودة العالية.
ويؤيده "السيد جبة"، مؤكدًا أنه كصاحب معرض يرفض التجارة في الأثاث الصيني؛ لأنه يؤذي سمعة التاجر ويبعد عنه زبونه.
الأثاث الصيني.. ديكور يعيش بفترة صلاحية
ويرى "خيري الطوخي" -نجار موبيليا- أن الأثاث الصيني له فترة صلاحية، حيث أنه غير مُعمّر ويعتبر خسارة اقتصادية للبائع والمشتري على حدٍ سواء، لأنه مُصنَّع من خامات رديئة من نشارة الخشب ومخلفات القمامة، وهو يعطي انطباعـًا سيئـًا لسوق الأثاث، ونحن في السوق ننتقد جميع التجار الذين يتعاملون مع هذه النوعيات؛ لأنهم يعلمون جيدًا أنها مجرد ديكورات فقط.
ويختلف معه "محمود المنير" -موظف حكومي- الذي أكد على أن أسعار "الصيني" جعلته قادرًا على إتمام زواجه في وقت قصير، بعد أن فشل في توفير المبلغ الذي يتناسب مع تكلفة الأثاث المحلي.
مشيرًًا إلى أنه تمكن من شراء جميع احتياجات المنزل من الأثاث الصيني بنفس المبلغ الذي كان سيشتري به غرفة النوم فقط، حيث تمكن بـ10000 جنيهـًا فقط من شراء غرفة نوم وأنتريه وسفرة؛ وجميعها صيني.
ويقول "سامي حنا" –محاسب- أنه ندم على شراء غرفة من الأثاث الصيني, غير أنه انبهر من سعرها المنخفض، وأكد على أن قطع الأثاث الصيني لن تنجح في السوق المصري رغم رخص أسعارها؛ لأن الأثاث المصري هو الأجود، والزبائن التي تشتري الصيني تعود إلى شراء قطع الأثاث المصرية المصنوعة يدويـًا مرة أخرى، لأن التجربة تثبت أن الأثاث الصيني لا يعيش إلا شهرًا أو شهرين.
إلى مَن يهمه الأمر.. الصنعة في خطر
في ورشة صغيرة بدمياط, يقف عم "رزق" على المنشار ليقطع الخشب ويحوله إلى قطع تناسب الغرفة التي يصممها, ولما بادرته بالسؤال: "ايه أخبار الصنعة معاك"؟؟, لم يتردد في أن يخبرني أن الصنعة لم تعد كسابق عهدها.
وأضاف أن التاجر يشتري من كل نجار غلبان 10 غرف مثلاً ويدفع جزءًا بسيطـًا من الثمن، ثم يذهب ويبيع هذه الغرف ويكسب فيها، ثم "يرمي" للنجار مبلغـًا كل أسبوع، هذا غير ارتفاع أسعار فواتير الكهرباء، ولأننا محافظة منتجة؛ فيجب تخفيض هذه الفواتير، ولو حدث هذا لأدخلنا عملة صعبة أكثر، ولكن مَن يسمع؟؟
بينما يشكو "علي سويلم" -نجار- من سوء حالة الأخشاب المستوردة الآن، مما يؤثر على الصناعة لحساب الأثاث الصيني، وتابع أن الأخشاب الموجودة حاليـًا بالسوق المصرية غير مبخرة جيدًا، مما يؤدي إلى ظهور عيوب في الأثاث عند الانتهاء من تشطيبه، فأسعار الأخشاب ارتفعت والجودة قلت، وهذا يؤثر على السوق.
وعن الأثاث الصيني ومدى انتشاره في "دمياط" قال "سويلم": يمكن أن نسميه إكسسوارات أو مشغولات, لأنه ليس كالأثاث المعروف من حيث متانته وجودته والخامات المستخدمة في تصنيعه، لكن الصينيين لا يستخدمون الأخشاب الطبيعية، وهذا يقلل من جودة الأثاث.
وأضاف "حلمي السيد" -صاحب ورشة- أن "الولايات المتحدة الأمريكية" نقلت معظم مصانعها الخاصة بصناعة الموبيليا إلى "الصين"؛ لرخص الأيدي العاملة, ولوجود الخشب الطبيعي اللازم لصناعة الموبيليا في الغابات الصينية, ونحن هنا نحارب هذه الصناعة بشتى السبل, ونفرض ضرائبـًا علي الخشب الخام عند تاجر الأخشاب وعلى النجار عند التصنيع, وعليى "الأويمجي والأوسترجي" وعلى خامات التنجيد والمعارض التي تبيع بعد التصنيع؛ فهذه الضرائب تقلل من هامش الربح وتضعف من الصناعة.
ويشير "جمال بدوي" -عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية- إلى ضرورة تطوير الصناعة والتصميمات، مع عدم الاعتماد بشكل أساسي على العمل اليدوي، مؤكدًا على أن المصنع الذي لن يستطيع تطوير نفسه لن ينافس في السوق المحلي مع المنتج المصري نفسه، وبالتالي لن يستطيع منافسة الصيني.
وأضاف أنه لا يمكن أن نمنع دخول الأثاث الصيني للأسواق، لأننا نعيش في سوق مفتوح، والمنتجات المصرية التي تفتقد الشكل الجميل والتشطيب الجيد تضر بمصلحة المستهلك المصري، كما أن المستهلك المصري ليس حكرًا على أحد، والسوق المحلي يعطي فرصة للاثاث المصري والأثاث الصيني لإثبات وجوده، والفيصل هنا هو المستهلك.
ويؤكد "أدهم نديم" -رئيس مركز تحديث الصناعة بوزارة التجارة والصناعة- على أن المشكلة التي قد تواجه صناعة الأثاث في هذه الفترة هي "الإغراق"، حيث تقوم بعض الدول بدعم صادراتها من الأثاث بنسبة 20 وحتي 30%، وهو دعم مباشر نقدي أو رد ضريبي لتدعيم المنتجات في الأسواق الخارجية، وبهذه الطريقة لن يصمد المنتج المصري في المنافسة، وهنا يقوم مركز تحديث الصناعة بتحريك دعاوى قضائية اقتصادية ضد محاولات إغراق الأسواق، ودورنا الحقيقي هو تطوير أساليب الصناعة وتحديثها ودعم المصانع الصغيرة؛ لتقدم إنتاجـًا متميزًا بجودة عالية يصلح للتصدير والمنافسة.
ويوضح "نديم" أن لدينا منتجين ومصدري أثاث مصريين يقدمون أفخر أنواع الأثاث الذي ينافس الأثاث الصيني في كل شيئ، وفي "معرض فارمكس" -على سبيل المثال- يقدم ألف مصنع مصري قطع أثاث للتصدير بجودة وتشطيب ممتاز يتفوق على الصناعة الصينية.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :