الأقباط متحدون | عزيزى الفاضل الدكتور خالد منتصر ..
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠١:٠٥ | الاربعاء ١٩ اغسطس ٢٠١٥ | ١٣مسرى ١٧٣١ ش | العدد ٣٦٥٧السنة التاسعه
الأرشيف
شريط الأخبار

عزيزى الفاضل الدكتور خالد منتصر ..

بقلم : ابونا بسنتى | الاربعاء ١٩ اغسطس ٢٠١٥ - ٢٦: ٠٨ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 
د.خالد منتصر
د.خالد منتصر

قرأت مقالك الذى ينتقد ظاهرة نضح الزيت من بعض الأيقونات القبطية ، وينتقد إيمان الأقباط وإعتقادهم بالشفاء الإعجازى للزيت ، وقارنت - سيادتكم - بين الظاهرة والإعتقاد بظاهرة أخرى وإعتقاد فى إعجازية ( بول البعير ) والشرب منه ..

إسمح لى يا سيدى أولاً أن أعتذر عن الحديث عن ( بول البعير ) والخوض فيما أظنه لا يعنينى ، كمسيحى ، فلست من هواة إقتحام عقائد الآخرين طالما لا تضرنى ولا تقترب من إيمانى ، ولكنى أعتب علي سيادتكم فقط عقد المقارنة لتثبت حجتك على طريقة ما إخترعه الرئيس المُغتال ( أنور السادات ) كلما أراد مداعبة الإسلاميين المتطرفين ومغازلتهم ، فيتبع سياسة ( الموازنات ) الخبيثة مدعياً التطرف والإرهاب ( من الطرفين ) .. !!!
 
وبغض النظر عن تصديقى لإدعاء نضح الأيقونات من عدمه فدعنى أركز - عزيزى - على إعتقادنا وعقيدتنا فى الزيت المقدس ، ليس كعقيدة فحسب ، بل إيمان إنجيلى ووصية أيضاً ..
 
الرشم ( أو الدهن ) بالزيت هو أول ممارسة طقسية مارسها يعقوب أبو الأسباط لتدشين المذبح بعد رؤيته الشهيرة للسلم يصل الأرض بالسماء ( وصب زيتاً ودعا إسم ذلك المكان بيت إيل - تك ٢٨ ) ، وعلى هذا المنوال لازالت الكنائس والمذابح تُدشن بالرشم بالزيت المقدس ..
 
والرشم ( أى المسح ) بالزيت هو الطقس الذى كان يُمارس لإقامة الملوك والأنبياء والكهنة فى العهد القديم حسب وصية الكتاب المقدس وكلمة الله ، لهذا دعوا بمسحاء الرب ( مز ١٠٥: ٥ ) ، وحتى لا أخوض فى تفاصيل قد لا تهم القاريء العادى أكتفى بالقول أن السيد المسيح - له المجد - دعى بهذا الإسم كونه ( المسيا ) ، أى الممسوح ، النذير والمقدس للرب ، ففى شخصه الإلهى نرى رئيس الكهنة وملك الملوك وتتحقق كل النبوات ..
 
والزيت النقى من بذار الزيتون يشير إلى النقاء فى شفافيته ، وهو مصدر الإنارة والإستنارة فى مصابيح العذارى بطقس العهد القديم ولا يزال وإلى وقت قريب يستخدم لذات الغرض ، وزيت الزيتون سريع الإنتشار برائحته النفاذة خاصة وإن أُضيفت إليه الأطياب بحسب طقس سفر اللاويين ، وكما أشار سفر نشيد الأناشيد أيضاً ( كم رائحة أطيابك أطيب من كل الأطياب - نش ٤ : ١٠ ) .. وبالنقاء ، والإنارة والإستنارة ، والرائحة الطيبة ، فى ثلاثتهم مع رمزية السلام فى شجر الزيتون وزيته نرى بوضوح رمزية ( الروح القدس ) ، روح السلام والنقاء والإستنارة ..
 
السيد المسيح مارس الشفاء ، بل وإقامة الموتى بوضع اليد واللمس والكلمة ، ومعجزاته - له المجد - يؤمن بها المسيحى وغير المسيحى على السواء ، هذا حق لا شك فيه ، وقد أعطى السلطان للآباء الرسل ولمن له الموهبة ، وواضح أن تلاميذ الرب والآباء الرسل قد مارسوا الطقس فعلاً ( دهنوا بزيت مرضى كثيرين فشفوهم - مر ٦ : ١٣ ) ، ولهذا أوصى الرسول يعقوب فى رسالته الشهيرة : ( أمريض أحد بينكم ؟ فليدع قسوس الكنيسة فيصلوا عليه ويدهنوه بالزيت ، وصلاة الإيمان تشفى المرضى - يع ٥ : ١٣ و ١٤ ) ..
 
وبهذا نرى أن الطقس والإعتقاد هو وصية إنجيلية ، وليس إعتقاداً فلكلورياً شعباوياً ، وهو ممارسة إيمان وليس ( تعويذة ) ، أو إختراع ونتاج خرافات ـ لا سمح الله .. !!
 
ولا يتعارض هذا مع العلم إطلاقاً - سيدى الدكتور خالد - فكاتب هذه الكلمات لسيادتكم طبيب درس الطب ومارسه ، وهو كاهن أيضاً يمارس الدهن بالزيت ويوصى المريض بمتابعة العلاج والإنصياع لأوامر الطبيب ، فالسيد المسيح - له المجد - والذى نخدمه لم ينكر الطب ولم يحتقر العلم والعلماء ( حاشا ) ، فهو صاحب القول الشهير ( لا يحتاج الأقوياء إلى طبيب بل المرضى ) ، وفى مثل السامرى الصالح يذكر لنا بإستفاضة وصية السامرى لصاحب الفندق كيف يعتنى بالمريض المصاب ويضمد جروحه ( لو ١٠ ) .. ممارستنا الصلاة تسند الطب لا تعارضه ، وإيماننا بالمعجزات إضافة تؤكد أن الطب يحتاج الإيمان ، ألا تطلب أنت سيدى الطبيب العون من الله وتوفيقه وإرشاده فى تشخيص حالات مرضاك وعلاجهم ؟ 
 
أنهى حديثى - سيدى - مشيراً أن ليس بين المسيحيين متطرفين ، وإن تطرفوا فى إعتقادهم فهذا الإعتقاد لن يضر أحداً أبداً ، فهم مسالمون لا عنف فى عقيدتهم ولا ضرر فى زيتهم أو بخورهم أو صلواتهم ، الزيت لا يقارن ببول البعير أبداً ، وكم يسيء إلى مشاعرنا أن ننعت بالتطرف وسيادتكم الأقدر على التمييز وتعرف من هم المتطرفون ومن هم ضد العلم والعلماء ، لا أنفى وجود بعض حالات الجهل والأمية بين البسطاء ، هذا أمر طبيعى فى مجتمع به نسبة عالية من الأمية والفقر والمرض ، ولكنهم يحتاجون إرشادنا لا مهاجمتهم فى عقيده تدعو وتصلى من أجل خير بلادهم ورفعتها ، والتاريخ يشهد معى ولا ينكر ..
 نقلا عن الفيس بوك

 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :