الأقباط متحدون | آيات دينية بكتب الدراسة، وطلاب مسيحيين مطرودين بحصة الدين
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٣:٥٩ | الثلاثاء ٣١ اغسطس ٢٠١٠ | ٢٥ مسري ١٧٢٦ ش | العدد ٢١٣١ السنة الخامسة
الأرشيف
شريط الأخبار
طباعة الصفحة
فهرس حوارات وتحقيقات
Email This Share to Facebook Share to Twitter Delicious
Digg MySpace Google More...

تقييم الموضوع : *****
١٢ أصوات مشاركة فى التقييم
جديد الموقع

آيات دينية بكتب الدراسة، وطلاب مسيحيين مطرودين بحصة الدين

الثلاثاء ٣١ اغسطس ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

* "ماجد": معلم الفصل أمر صديقى "أحمد" بألا يسلم على نصرانى أو يصادقه!
* "خالد": مدرس الفصل وبخنا حين علم أننا زرنا "مايكل" فى بيته أثناء مرضه!
* "سامى رأفت": مدرس التربية الدينية قد تجده أصلاً غير مؤهَّل لتدريس الدين، وربما كان مُدرِّس تربية رياضية.
* "كيرلس مترى": من الطبيعى جدًا أن تتحول حصة التربية المسيحية إلى حصة يجمع فيها الطلاب المسيحيين قمامة فناء المدرسة!
* "نيفين"- والدة أحد الطلاب- تتساءل: ألا يُعد ذلك نفاقًا، حين يتعلم الطفل نصوصًا دينية ثم يُؤمَّر بأن ينساها بعد الإختبار. 
* المهندس "جبريل شوقى": لابد من حذف هذه النصوص من مناهج المدارس المصرية؛ لأنها تعمل على توسعة الفجوة الموجودة– مسبقا – بين المسلمين والمسيحيين.

تحقيق: محمد بربر- خاص الأقباط متحدون 
يثير الفصل بين طلاب المدارس المصرية المسلمين والمسيحيين أثناء تدريس مادة التربية الدينية، الكثير من الأصوات والآراء، غير أن غالبية من رأوا أو عانوا بالفعل من هذا التمييز الواضح، يرونه أكبر مثال على غياب مفهوم المواطنة، ليس بين المواطنين فحسب، بل تدعم الدولة هذا التمييز العنصرى.
 
 ولا يتوقف الأمر فى المدارس المصرية عند حد الفصل بين الطلاب وفقط، بل ووضع مناهج دينية إسلامية تُدرَّس للمسيحيين، ويُفرَض عليهم حفظها، ويتم اختبارهم في معانيها وشرحها، مما يثير استياء أولياء الأمور، ويجعلهم فى موقف محرج، هل يطالبون أولادهم بحفظ ما لا يهمهم؟ أم أن يطالبونهم بتجاهل هذ المنهج، ومن ثم يؤثر على تقديراتهم الدراسية؟ الأمر– جد– شائك، والسطور التالية تحمل حسابات أخرى لتلك المعادلة الصعبة...
 
المعلمون فى المدارس المصرية..هل يخربون عقول الطلاب؟!
كانت البداية عند طفل لم يبلغ بعد الثانية عشرة، حين أخبرنى أنه يكره حصة الدين، ويتمنى ألا يحضرها أبدًا،  "ماجد الصغير" يوضح القصة، فيقول: "أكره حصة الدين؛ لأن الفصل ينقسم إلى اثنين، وبينما أذهب أنا إلى غرفة التدبير المنزلى فى انتظار مدرس التربية المسيحية، يجلس صديقى "أحمد" فى الفصل بعيدًا عنه، فكيف أحب حصة الدين التى تبعد عنى صديقى "أحمد"،  وأيضًا "أحمد" يكره حصة الدين لنفس السبب؛ لأنه يحبنى." 
واستطرد "ماجد" حديثه: "فى يوم ما، وبعد حصة التربية الإسلامية العام الماضى، خرج "أحمد" من الحصة، وقال لى: إن معلم التربية الإسلامية قد لقنهم فى حصته، ألا يسلموا على النصراني ولا يصادقونه، ويجب عليهم أن يتفوقوا عليه..وتساءل "ماجد": لماذا يفعل المدرِّس ذلك؟!
 
وقال "خالد مرعى"– طالب بالمرحلة الإعدادية: إن لديه أصدقاء مسلمين ومسيحيين، ولم يشغل باله من ذى قبل بالإختلافاتهم فى الأديان، فهم يذاكرون سويًا، ويلعبون سويًا، ويصارح بعضهم البعض بأسراره التى يخفيها على أسرته والمقربين منه. مشيرًا إلى أنه لن ينسى يوم أن مرض صديقه "مايكل"، وذهبوا إلى بيته، حيث استقبلتهم والدته بسعادة كبيرة، وكان هو أيضًا سعيدًا، ولكن حينما علم مدرس الدراسات الإجتماعية، حيث كان والد صديق لنا، وبَّخنا على ما فعلناه، وحاول أن يقنعنا أنه لو كان أحدنا مريضًا ما كان "مايكل" سيزوره فى البيت، ولكننا بالطبع لم نقتنع بمثل هذه الأحاديث؛ لأننا– ببساطة – شلة واحدة.
 
الشعور بالحرج أو ممارسة جمع القمامة!
وأشار الطالب "ميشيل مجدى" إلى أنه يشعر بالحرج الشديد حين يطلب المدرس من المسيحيين مغادرة الفصل حتى يستطيع أن يشرح مادة التربية الإسلامية.  موضحًا أن المدرِّس يأمرنا أن نخرج خارج الفصل، ولا يهتم أو يشعر – من الأساس – بما نعانيه فى ذلك الوقت.
 
وتحدث "ميشيل" عن زميل له كان يقول له دائمًا: "نحن لا نكذب، وإنما الآخرون هم من يكذبون"، وبدوره كان يرد علي زميله بالقول: "بل أنتم من يكذب وليس نحن". موضحًا أنه يكره هذا الخصام بين الزملاء والأصدقاء بسبب الدين، ولكن هو الواقع المفروض على الجميع.
 
ورأى "سامى رأفت" أن المعلمين فى المدارس، لم يعودوا مثلما يعتقد أولياء الأمور أهلاً لتربية وتعليم الطلاب، بل يبحث الواحد منهم عن مجموعة الطلاب الذين يلتحقون بالدرس الخصوصى لديه، وقد يتهكم الطالب على مدرسه، ويتغاضى المدرِّس عن ذلك فى سبيل أن هذا الطالب يأتى كل شهر ويدفع للمدرس.
 
 وأضاف "سامى": إن مدرِّس التربية الدينية قد تجده أصلا غير مؤهَّل لتدريس الدين، وربما كان مدرِّس تربية رياضية، ويقوم بالتدريس بأمر من مدير المدرسة!!
 
وأكّد "كيرلس مترى" أنه من الطبيعى جدًا أن تتحول حصة التربية المسيحية إلى حصة يجمع فيها الطلاب المسيحيون قمامة فناء المدرسة، حيث يستمتع المدرسون فى أن يفرضوا على الطلاب هذا العمل، موضحًا انه يشعر حينها أن فجوة واسعة وضعتها حصة الدين بينهم وبين زملاءهم فى الفصل.
 
 أولياء الأمور بين الرفض والقبول 
قالت "نيفين نبيل": إنها أُصيبت باليأس والحيرة بسبب المواد الدينية الموجودة فى مناهج المدارس المصرية، وإنها لا تدرى هل الحل فى أن تأمر أولادها بعدم الإهتمام بحفظ هذه النصوص الدينية، خاصةً وأنها ليست جزءًا من الديانة المسيحية، بالإضافة إلى أنها طويلة وتمثل عبئًا حقيقيًا على الطلاب فى حفظها وحفط معانيها وشرحها؟ أم أن تأمر الأولاد بحفظها على أن ينسوها بعد اختبارات المدرسة؟ متساءلةً: ألا يُعد ذلك نفاقًا، حين يتعلم الطفل نصوصًا دينية ثم يؤمر بأن ينساها بعد الإختبار؟!! 
 
وأضافت "نيفين": إنها كانت تحفظ أجزاءً صغيرة جدًا من نصوص الدين الإسلامى؛ لأن المقرر كان بسيطًا؛ أما الآن فقد طال المقرر، وأصبح يُجهد الأولاد فى حفظه بدون أى طائل من وراء ذلك، على حد قولها.
 
ورأى المهندس "جبريل شوقى" أن هذه النصوص لابد أن تُحذف من مناهج المدارس المصرية؛ لأنها تعمل على توسعة الفجوة الموجودة– مسبقًا– بين المسلمين والمسيحيين. مؤكدًا أن الدين فى أصله يعنى التسامح،  ويجب على من يُقرِّر هذه المواد أن يغرس فى أطفال مصر وطلابها فى المراحل المختلفة، قيم الإنتماء والمواطنة، وليس نبذ الآخر وفصله ساعة حصة الدين.  مشيرًا إلى أن المصريين كانوا جميعًا فى صف واحد فى حرب أكتوبر، ولم ينفصل أحدهم عن الآخر لكونه مسلمًا أو مسيحيًا.
 
 مادة الأخلاق العامة.. ضرورة لابد منها
"كلنا شركاء فى هذا الوطن، ومن المفترض أن يلفظ المجتمع كل من يدعو لتفرقة مواطنيه"..بهذه الجملة بدأ الدكتور "ثروت العزيزى" حديثه، ليؤكد أن دمج مادتى التربية الدينية الإسلامية والمسيحية هو الحل الأفضل لإرساء قيم المواطنة وغرسها فى نفوس الأطفال الصغار. مضيفًا: "إذا كنا نحن الكبار عانينا، ونعانى من ويلات الجهلاء، ومن يوقدون نار الفتنة؛ فإننا لابد أن نجنِّب أطفالنا ويلات هذه الفتنة، وأن نشيع فى نفوسهم قيم المحبة والتسامح والجمال والخير."
 
وأوضح "العزيزى" أن الدين يُنظِّم الحياة، ويزرع فينا الأخلاق والصفات الحميدة، أما المشكلة التي نعاني منها فليست مع الدين، بل مع الذين يُعلِّمونه بطريقة أحادية الجانب. مشيرًا إلى أن هذا الدمج سوف يقضى على كثير من المشاكل التى نراها فى مدارسنا المصرية.
 
مشكلة "مصر" الإحتقانات الموجودة بين أبناء الوطن الواحد
وأيَّده فى الرأى السيد "غالى"– موظف بالمعاش– فقال: إن مشكلة "مصر" هى الاحتقانات الموجودة الآن بين أبناء الوطن الواحد، وحينما يفهم أطفال الوطن الواحد وطلاب مدارسه أن الدين فى الأصل يجمع ولا يفرِّق، وأن الإنجيل حينما نقرأ نجد  فيه: "ليروا أعمالكم الحسنة فيمجدوا أباكم الذي في السماوات"، فى نفس الوقت الذى نقرأ فى القرآن الكريم: "وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون"، سوف يفهم الطلاب معنى المواطنة الحقيقية من خلال مادة تجمعهم فى فصل واحد ويشرحها لهم مدرس واحد.
 
الدين يربِّى الروح ، ويسمو بالمجتمع
من جانبه، أوضح الشيخ "سعد النجار"– من علماء الأزهر الشريف– أن فصل الطلاب المسيحيين عن الطلاب المسلمين، موقف شخصى يتبعه المدرس خوفًا من أن يشعر المسيحيون بالحرج من سماعهم الدين الإسلامى. مضيفًا إنه لا يوجد مانع من أن يجلس المسلمون جنبًا إلى جنب مع المسيحيين، يستمعون إلى مدرسهم، على ألا يسبِّب ذلك حرجًا لهم. مشددًا على أن الدين الإسلامى نهى عن إكراه غير المسلم على فعل شىء ما على غير إرادته، حيث جاء فى القرآن الكريم "لا إكراه فى الدين".
 
 وطالب النجار الشيوخ والدعاة بنشر تعاليم الإسلام السمحة، مؤكِّدا على أن الدعوة تكون بالحكمة والموعظة الحسنة، وأن الدين يربِّى الأرواح، ويسمو بالمجتمع، لا أن يشيع الفتنة بين الناس.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :