الأقباط متحدون | يوم كانت الشمس فيه جميله...
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٨:٥١ | الخميس ١٧ سبتمبر ٢٠١٥ | ٧ توت ١٧٣٢ ش | العدد ٣٦٨٦السنة التاسعه
الأرشيف
شريط الأخبار

يوم كانت الشمس فيه جميله...

الخميس ١٧ سبتمبر ٢٠١٥ - ٣٨: ٠٧ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 
يوم كانت الشمس فيه جميله...
يوم كانت الشمس فيه جميله...

بقلم : د.ماريان جرجس  

اشرقت الشمس وظللت نصف اركان الارض باشعتها الذهبيه  فتلألأت المياه  واستلان الندى بلون الذهب  قبل ان يختفى ..

وكالعاده نزل المواطن الهمام  فى موعده ليبدأ برنامجه اليومى المعتاد حتى استوقفه بائع الجرائد الذى يعرفه  قائلا:- (يابيه ..يابيه   مش هتاخد جرايد النهارده؟؟؟
فاندهش لحماسه الزايد فى ذلك اليوم عن اعطائه الجريده وبالطبع سأله عن السبب فأجاب:-
اصلها فيها التحقيق الكامل بتاع واحده تخصكم ))
فامتعض ذلك المصرى الهمام  لنبره البائع التى تخطت حدود اللياقه والجهر والاطاحه بكل معانى المواطنه ولكنه مابرح ان حول نظره عينيه من البائع الى الجريده وقرأ فى سره
 
العنوان:النيابه  تقول كلمتها فى قضيه الطالبه مريم ملاك طالبه الصفر ! 
 السرد:-
بعد ان انتهت النيابه العامه من التحقيقات وبعد ان تسلمت تقرير مصلحه الطب الشرعى قسم التزوير  وبعد ان ثبتت نزاهه الكنترول باسيوط وان اوراق الاجابه تخص الطالبه المذكوره...
 
 
حينئذ   ثنى ورقات الجريده والقى بها فى السياره مسرعا فى حيره شديده وبعد ان استفاق من التفكير العميق الذى ذاب بداخله لدقائق....  اتصل بصديقه على الفور خارج مصر
(( الو عادل !! انا اسف انا عارف ان عندكم الوقت متأخر ولكن انا عايز اعرف ايه صدى موضوع مريم ملاك بعد كلام النيابه؟؟
 
رد عادل فى نبره متهدجه ((الحقيقه ..جمعيات حقوق الانسان فى  الستاتس هنا  متعاطفه جدا ..الكثير من رجال الاعمال متعاطفين ايضا وعلى اتم استعداد انهم يساعدوها اما الحقيقه ليا صديق مسئول هنا فى الحكومه بيقول ان باقى المسئولين يقولون  جمله شهيره
ان الشرق الاوسط صنع الفساد بمهنيه شديده وانه يوما ما الفساد سيبتلع هذا الوطن من خليجه الى محيطه... وطبعا ياصديقى هم  يفرحون جدا عندما يرون حفنه الفساد اللى دايما بيحقنوها فى قلب مصر   بتفرخ وتثمر...
 
اغلق  مع صديقه وبعد ان امتلأ من الغيظ ما يكفيه اتجه الى الكاتدرائيه  وهناك تقابل مع اب كاهن عزيز جدا على قلبه  فاستوقفه :-
ياابى انا حزين جدا على اللى قريته النهارده ارجوك خلينا نتصرف!!
رد ابونا:يابنى ياحبيبى متتعبش نفسك  الكنيسه مش مفروض تنخرط فى السياسه ولكن اوعدك هنصليلها....
 
عاد بخٌفى حنين لسيارته مره اخره تاره يغلبه اليأس وتاره يملأ قلبه الحماس 
ولكن تلك المره لمعت عينيه بفكره تبدو ان كانت لعقله  ((مميزه))
 
وقفت سيارته امام جامع الازهر !!
قال:صباح الخير انا بحاجه انى اقابل اى شيخ  عندكم بهدف الاستشاره لا اكثر !
حضرتك؟ طيب  ممكن بطاقتك؟ فاعطاهم اياها....
خير؟ بخصوص ايه ؟      رد:الموضوع  خاص جدا..
لا معلش لازم نفتش حضرتك    طيب:أتفضلوا !
 
وبعد ان نظر اليه من اصطحبه بالداخل بنظره تملأها الريبه 
عندك شيخين جليلين   ولكن  من فضلك اخلع حذائك  اولا .....الشيخ   هلال اللى قاعد هناك ده  والشيخ رضوان اللى جبنه...
رد:حاضر...اشكرك جدا 
واتجه نحوهما 
 
صباح الخير ياشيخ هلال :انا مواطن مصرى وعارف انى فى انسانه مظلومه وعارف مين اللى ظلمها والحقيقه اللى ظلمها واحد مسلم  يرضيك؟ هل ده حلال ؟
رد الشيخ الذى اتسمت اساريره بعلامات التقدم فى العمر وقله الرؤيه...
 
بص ياابنى   لو اخوك المسلم (معتقدا انه مسلم الديانه)   ظلم حد مسلم يبقى تحاول ترفع عنه الظلم ده ياما بايدك او بقلبك وهو اضعف الايمان اما لو ظلم حد غير مسلم 
فنساءهم واموالهم غنيمه لنا !!!! 
 
ابتعد المواطن المصرى عن الشيخ فى صدمه هائله لاحظها الشيخ رضوان الاصغر سنا من الشيخ الاسبق وقال له 
لا ياولدى فعند الله الحرام بين والحلال بيٌن  ..
 
 
خرج مواطننا الهمام تاركا سيارته  وكادت الشمس تميل والجو يزداد ثأرا منه بحرارته... هائما على وجهه  لا يعرف ان يذهب ولا اين يجئ وكادت الحقيقه التى يعرفها والتكتم حولها يزداده سجنا بداخل نفسه..
 
واثناء سيره  لمحت عينيه احدا من الحقوقين الذى هو  على معرفه وطيده  بهم  فلم يدع الفرصه تهرب بل اسرع اليه ملقيا التحيه لاياه وساله عن مايسال عنه لسانه طيله اليوم...
 
فقال له الحقوقى  :ياعزيزى  احنا مضطهدين فى البلد دى !!   احنا لازم نكلم   احنا لازم نشجب  لازم نطلع بره  لازم نترمى فى حضن اخواتنا اللى ف المجهر  البنت دى لازم تعمل لجوء دينى وهتتقبل فورا !  احنا لازم  نكتب ونكلم اننا مضطهدين دى مش بلدنا دى بلدهم هما ..!!!!بطل بقى قصص المواطنه بتاعتك دى...
 
 
فلم يتحمل حتى دمعت عينيه دموعا غزيره وتركه  فأرهقه السير على الاقدام فجلس على مقهى يلتقط انفاسه ويرشف ماءا يهدى من احتراق انفاسه وقد بدأت الشمس تختفى ...
ولكن هيهات 
لم يرحمه التلفاز العالى بالمقهى   فقد التفتت اذانه الى صوت معروف  
فتأمرت اذنيه على مقلتيه الذى قرر ان يعطيهما قسطا من الراحه وامرتهما بالانتباه بعد ان كانا مغلقين فى هدوء وارهاق
 
فنظر:انه معالى الوزير !   يجلجل بصوته فى الاعلام كله قائلا:
فياشعب مصر العظيم اعزائى ابنائى وبناتى  الطلبه  ..نحن نتمتع بالنزاهه الكامله ولانقبل احد ان يشكك فى ذلك  فانها مصر وانها وزاره التربيه والت ... 
وقطع كلامه شخص ما يهمس فى اذنه  فارتبك بعض الشئ واستعاد حال لسانه قائلا:-
 
التربيه والتعليم  وأاكد ان اوراق الاجابه لطالبه الصفر تخصها وان ثبت التزوير فلن تنال ما دبرت له  ابدا ابدا ..
 
فتعالت ضحكات المواطن بطريقيه هيستريه حتى  تسائل الجميع :ماذا به !
وتتعالى الضحكات مره اخرى   ويكررون السؤال :مالك ؟
فيقول فى حزن او ضحك لايُعرف له حال..اصل انا عارف مين المجرم اللى ورا القصه دى ومين اللى ظلمها وازاى 
فقال احدهم :طيب ما تروح تبلغ الشرطه ؟!  بدل ضحكك الهيسترى !
نظر الى  ملف كان يحمله ملئ بالاوراق  بسخريه شديده وتهكم وقال
 
 
مش النهارده ...يوم ماتكون الشمس فيه  جميله.....  ومضى الى اخر  مرمى البصر... 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :