- "فريدة النقاش": الإضرابات تكشف عن عجز الحكومة عن حل مشاكل المواطنين
- "حي بولاق".. تاريخ عريق اندثر.. وعشوائيات ازدهرت!!
- كاتب رواية "زهرة الخريف" يؤكد: العلاقة بين المسلمين والمسيحيين لا تزال جيدة
- أربع مرات فقط هو حصاد المصريين من جائزة نوبل خلال مائة عام
- اللواء "فؤاد صالح": حرب أكتوبر حطَّمت الصلف الإسرائيلي وإدعائه بأنه جيش لا يُقهر
"يسرى السيد": الكاريكاتير مثل كتيبة الصواريخ المضادة لأوجه الفساد
* "عبد المجيد": رسم الكاريكاتير يجعلنى أبتسم، ويحسّن من نفسيتى.
* "محمد": رسومات فنان الكاريكاتير لا تعرِّضه لخطر الحبس فى قضايا النشر.
* "عفاف": رسام الكاريكاتير يقدِّم وجبة دسمة شهية، ولكنها مختصرة عبر رسوماته البسيطة.
* "ليديا": الكاريكاتير يتميز عن باقى الفنون الصحفية بأنه فن شعبى سهل الفهم.
* "رامى": الكاريكاتير هو فن النكتة المرسومة بصورة مبسطة، تصل إلى عدد كبير من الناس.
* "حنان": الكاريكاتير يُحث المجتمع على التغيير وإصلاح عيوبه التى تفاقمت.
* د. "عاطف العراقى": الكاريكاتير السبيل لاختراق سقف الحريات المحدود.
* "فريدة النقاش": الكاريكاتير هو أحد أسلحة الحركة السياسية فى معركتها من أجل التغيير.
* د. "علاء شاهين": الفنان المصرى القديم أول من مارس هذا الفن.
تحقيق : ميرفت عياد - خاص الأقباط متحدون
فن الكاريكاتير هو فن قديم عُرف لدى قدماء المصريين والأشوريين واليونانيين، وهو فن يعتمد على رسوم تبالغ فى التعبير عن مواقف أو أشخاص؛ حيث أن الكلمة "كاريكاتير" مشتقة من الكلمة الإيطالية caricare (كاريكير) أى يبالغ...أردنا أن نعرف أكثر عما يراه الناس فى هذا الفن فقمنا باجراء التحقيق التالى:
الكاريكاتير أول ما يُقرا فى الجريدة
قال "عبد المجيد"– مدرِّس: "نحن شعب (ابن نكتة)، لذلك نقوم بسرد العديد من النكت الإجتماعية والسياسية التى تنتقد كثيرًا من الأوضاع التى يعانى منها الشعب المصرى". مؤكدًا أن أول ما يقرأه عند شراءه لأى جريدة هو رسم الكاريكاتير الموجود بها؛ لأنه يجعله يبتسم ويحسّن من نفسيته قبل أن يقرأ سلسلة غير متناهية من الأخبار المؤلمة والحزينة سواء فى "مصر" أو فى العالم، على حد قوله.
أما "رامى"– طالب بكلية التجارة– فيعشق التنكيت والسخرية من الواقع، خاصةً إذا كان هذا الواقع سئ ومظلم إلى حد كبير؛ مشيرًا إلى أن هذا هو المتنفس الوحيد عن الغضب الإنسانى الكامن فى نفوس المصريين، والذين لا يجدون لهم طريقًا شرعيًا للتنفيس سوى السخرية منه!!
فن يصل إلى قلب وعقل عدد كبير من الناس
ورأى "رامى" أن فن الكاريكاتير هو فن النكتة المرسومة بصورة مبسَّطة، تصل إلى قلب وعقل عدد كبير من الناس بدون أن تفرد صفحات كاملة فى الجرائد لعرض وتحليل المشكلات، سواء كانت السياسية، أو الإقتصادية، أو الإجتماعية التى يعانى منها المجتمع.
تقديم نقد لازع للواقع السياسى
ووافقه الرأى "محمد"– محامى– والذى أكّد حبه الشديد لرسوم الكاريكاتير، وإنه يشترى الجرائد من أجلها، ويتابعها على مواقع الإنترنت. مشيرًا إلى أن أجمل أنواع تلك الرسوم هى الكاريكاتير الذى يرسم احدى الشخصيات العامة بصورة هزلية ومضحكة..
وقال "محمد": إن أجمل ما فى الكاريكاتير إنه يقدِّم نقدًا لازعًا للواقع السياسى، سواء المحلى أو العالمى، دون أن تعرِّض هذه الرسومات فنان الكاريكاتير إلى المسائلة وخطر الحبس فى قضايا النشر التى يعانى منها الصحفيين الآن.
فن يبرز قضايا المجتمع
قالت "حنان"– طبيبة: إن فن الكاريكاتير يتميز بأنه فن شعبى يشعر بمشاكل الناس، ويراقب الأوضاع، ويتهكم بصورة ساخرة على المجتمع، ويُبرز قضاياه، وينتقد أوضاعه، ويفضح إزدواجيته. موضحةً أن كل هذا يتم بصورة هزلية من أجل حث المجتمع على التغيير، وإصلاح عيوبه التى تفاقمت.
تسليط الضوء على قضايا الفساد
"فى ظل أزمة الوقت التى يعانى منها الجميع، وعدم القدرة على قراءة المواضيع الصحفية المطوَّلة، يأتى رسّام الكاريكاتير ليقدم لنا وجبة دسمة شهية ولكنها مختصرة، عبر رسوماته البسيطة والمعبرة فى آن واحد"..هذا ما أكدته "عفاف"–موظفة حيث رأت أن الكاريكاتير يرسل معانى وقيم كبيرة، وينتقد أوضاعًا مشينة، ويسلّط الضوء على قضايا الفساد، ويدين أصحاب النفوذ. مؤكدةً أن فنان الكاريكاتير يقف للمجتمع بالمرصاد، يفند كل شئ يراه؛ وذلك بحثًا وأملاً فى تغييرالمجتمع إلى الأفضل.
وأوضحت "ليديا"- طالبة بكلية آداب قسم إعلام- أن فن الكاريكاتير يتميز عن باقى الفنون الصحفية بأنه فن شعبى سهل الفهم، فرسوماته تمثل مرآة تعكس صورًا حزينة ومؤلمة للمشكلات التى يعانى منها المجتمع، كما أن هذه الرسومات تتميز بخفة الدم، وفى نفس الوقت بالنقد الشديد لكل مظاهر الفساد. مشيرةً إلى أن هذا الفن ينطبق عليه مقولة: "هم يبكّى..وهم يضحك"، فهو يستقبل الهموم والمشاكل وقضايا الفساد المنتشرة فى المجتمع ويعرضها بصورة ساخرة،كما يرسم أيضًا كثيرًا من الشخصيات العامة- سواء السياسية أو الفنية- بصورة مضحكة؛ لعل القارئ يجد متنفسًا عن غضبه من هذه الشخصية عندما يراها بصورة هزلية.
الحفاظ على تاريخ هذا الفن من الاندثار
"إن فن الكاريكاتير لا يمكن الاستغناء عنه فى أى صحيفة من الصحف"..هذا ما أكّده د. "عاطف العراقى"- أستاذ الفلسفة بآداب "القاهرة"؛ معللاً هذا بأن سقف الحريات- سواء الدينية أو السياسية- لدى الشعوب العربية والأفريقية محدود، لذلك يلجأ فنان الكاريكاتير إلى التخفى وراء رسومه لكى يقوم بفضح عيوب المجتمع بقوة وجرأة لا يستطيع أحد أن يقوم بها، مستخدمًا المزج بين الصراحة والغموض ليبث رسالة هادفة إلى المتلقى، وفى نفس الوقت لا تعرضه لأى مسائلة.
وطالب "العراقى" مكتبة الأسرة بتبنى مشروع إصدار كتب لفن الكاريكاتير، حفاظًا على تاريخ هذا الفن، وتاريخ روّاده من الاندثار. مشيرًا إلى أن هذه الرسوم سوف توضّح الأبعاد السياسية والإجتماعية لكل مرحلة من مراحل التاريخ المصرى. مؤكدًا أن القراء سوف يقدمون على شراء هذه النوعية من الكتب لأن الشعب المصرى من أكثر الشعوب حبًا للفكاهة، ولأنه سيساعدهم على التنفيس عن الكبت السياسى، والإقتصادى، والثقافى الذى يعانون منه.
الحياة ثمن رسومات بعض فنانى الكاريكاتير
ومن جانبه، أكّد الكاتب والصحفى "يسرى السيد" أن الصورة أقوى بكثير من آلاف الكلمات، ومن عشرات الكتب. وإنه فى أحيان كثيرة يكون الكاريكاتير مثل كتيبة الصواريخ المضادة لأوجه الفساد. مشيرًا إلى أن الكاريكاتير يكتسب أهمية كبرى مع شعب كالشعب المصرى الذى يمتاز بخفة الدم، الأمر الذى يصعّب من مهمة فنان الكاريكاتير إلا إذا كان موهوبًا، ويستطيع أن يقدِّم رسومًا وأفكارًا جيدة تؤثر فى الناس.
وقال "السيد": إن بعض فنانى الكاريكاتير دفعوا حياتهم نتيجة لرسوماتهم، منهم الفنان "ناجى العلى" الذى كانت رسوماته مثار قلق للعديد من الزعماء والحكام والمسئولين العرب، حيث كانت شخصيته الشهيرة "حنضلة" التى تعطى ظهرها للقارئ، تعبِّر عن الشعب العربى الذى يعطى ظهره لكل من يراه، إما عن اكتئاب، أو انحصار، أو انعزال، أو تخلف.
سلاح سهل وقاطع وحاسم ضد الاستغلال
وأوضحت الكاتبة والصحفية "فريدة النقاش" أن فن الكاريكاتير هو أحد أسلحة الحركة السياسية فى معركتها من أجل التغيير والحصول على الحريات المفقودة، وحقوق الإنسان المهدَرة. مشيرةً إلى أنه يًعد سلاحًا سهلًا وقاطعًا وحاسمًا ضد الاستغلال والاستبداد والفساد. ومؤكدة أن فن الكاريكاتير فى "مصر" غنى جدًا، وأحد الأبواب الرئيسة فى الصحف، حيث يستطيع الفنان من خلاله نقد المجتمع والتحريض على تغير سلبياته.
وقالت "النقاش": إن هذا الفن بدأ على يد الفنان "يعقوب صنوع" الذى أصدر جريدة هزلية تسمى "أبو نضارة"، ثم توالى بعد ذلك العديد من الفنانين الذين أثروا هذا الفن، أمثال "رخا"، و"صلاح جاهين"، و"بهجت حجازى"، وغيرهم كثيرين. مضيفةً إنها لاحظت أن هذا الفن كان يقتصر على الرجال، ولكن منذ سنوات قليلة استطاعت بعض الفتيات اقتحام هذا الميدان، وإثبات وجودهن، متوقعةً إنهن سيشكلن إضافة لهذا الفن خلال السنوات القليلة القادمة.
الفنان المصرى القديم أول من مارس هذا الفن
وقال العالم الأثرى د. "علاء شاهين": إن الفنان المصرى القديم عرف منذ آلاف السنين كيف يمارس الإسقاط على الحكام.. موضحًا أن الفنان المصرى القديم أول من مارس هذا الفن من خلال بعض رسومات الحيوانات البسيطة، والتى كان عن طريقها ينتقد الحكام، ويرفض جميع صور الاستبداد التى يمارسونها. مؤكدًا أن المصرى القديم كان يرسم تلك الرسوم الساخرة على قطع الفخار أو الأحجار.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :