الأقباط متحدون | ديناميكية قوانين التطور الاجتماعى
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١١:٣٧ | السبت ١١ سبتمبر ٢٠١٠ | ١ توت ١٧٢٧ ش | العدد ٢١٤٢ السنة الخامسة
الأرشيف
شريط الأخبار

ديناميكية قوانين التطور الاجتماعى

السبت ١١ سبتمبر ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم : عاطف الفرماوي
إن أخطر ما انبثقت عنه المتغيرات الإنسانية بما تشتمل عليه من فتوحات العقل البشري في المعرفة الجديدة هو نسبية الحقيقة وتعدد زوايا النظر إليها وحرية الاختيار أكثر من أي وقت مضي .
كما فرضت هذه المتغيرات أيضا هموما إنسانية مشتركة بحيث أصبح الإنسان أينما وجد متورطا في الحدث أينما وقع .
وقد أسهمت ثورة المعلومات والاتصال في تغيير صورة العالم التي فرضت التعدد ولم تعد النظرة الأحادية قادرة علي استيعاب المشهد الإنساني والانخراط بفاعلية في مداره .
وأثبتت الثورة التكنولوجية أنها أبعد أثرا من الثورة الصناعية حيث أفقدت الطبقة العاملة الدور التقليدي وأجهضت الأفكار التي بنيت علي أساس قوة الطبقة العاملة وتم وأد فكرة الصراع الطبقي للأبد
 وبدأ اضمحلال الطلب علي الطبقة العاملة التقليدية التي كانت فرس الرهان الرابح وسند التطور للمرحلة الاشتراكية أو نظام رأسمالية الدولة  في ظل النظرية الرأسمالية للثورة الصناعية للوصول إلى النظام الشيوعي الذي دخل حتما مضطرا إلى متحف التاريخ .
وقد سقطت كل الحسابات التي بنيت علي أساس الثورة الصناعية وإفرازات النظام الرأسمالي .
وقد تفتت الكتلة الاشتراكية في جميع الدول الأوربية ولحقت بالثورة التكنولوجية وتوحدت مع النظام العالمي الجديد .
وأصبحت الطبقة العاملة في النظام الجديد مسلحة بمعطيات العلوم والتكنولوجيا تواكب التطور والمستحدثات والتقدم تتميز بالندرة والقلة تتميز بالكيف على حساب الكم  .
أما الطبقة العاملة التقليدية التي كانت سائدة في ظل الثورة الصناعية أصبحت عبء علي كاهل المجتمع تعوق التطور والتقدم والتنمية والرخاء تنتشر بينها الأمية ومشكلة الزيادة السكانية والأمراض الاجتماعية وتستنزف الكثير من عائدات التنمية الاقتصادية .
وتطور وسائل الاتصال والإعلام الحديث في ظل الثورة التكنولوجية جعل العالم شبه دولة واحدة بل قرية صغيرة .
لهذا لا بد من تحقيق الاتحاد العام بين عموم البشر وإزالة كل ألوان الاختلافات وتحقيق الصلح الأعظم بين بني الإنسان لتسود المحبة والرخاء والرفاهية وتتوحد الثقافة والعادات والتقاليد والقيم والنمط الحضاري ويذوب الجزء في الكل وتتوحد مناهج التعليم والتربية  واللغات المتعددة لتصير لغة عالمية واحدة لتحقيق التواصل بين بني الإنسان يتبادل المصالح والعلوم والأفكار والمعلومات وتتوطد العلاقات والصداقات وتزول كافة ألوان التعصب والتفرقة .
وظهور الشركات عابرة القارات أضعف سلطة الدويلات في إدارة الاقتصاد الإقليمي المحلي . حيث البقاء للأفضل ولا مكان للكسالى والمتخلفين .
وقد نجحت هذه الشركات في تدويل الاقتصاد وصياغة علاقات جديدة وبالرغم من هذا التطور الذي يجتاح العالم وكافة فروع الحياة والعلوم النظرية والتطبيقية وهذا التطور الجارف السريع المتلاحق .
لا زلنا نخاف من الحرية والديمقراطية ومن العلم ومتطلباته من تحرير العقل وإبداعاته .
لأننا لا نريد أن ننطلق ونطور قوانا الحيوية ونعتمد علي ذواتنا ونتكامل في إمكانياتنا ونتخلي عن أنانيتنا الضيقة وبعض مراجعنا ونظمنا الفكرية والقيمية الاجتماعية والثقافية المتخلفة والكابحة للطاقة الإبداعية .
وبدلا من أن نجري عملية من الانتقاء الواعي المزدوج لكل ما هو أصيل في تراثنا القومي وكذا التراث الإنساني الشامل .
فإننا نجري عملية عكسية وسلبية للانتقاء بأن نستنهض من عثرات تاريخنا ما يكرس جمودنا ونحن ننكفئ علي الذات المتخلفة الفردية أو القطرية ثم نتوه في إشكاليات البحث عنها والسعي لتحصينها وحمايتها .
فلتعود الطيور المهاجرة ونرفع أعلام الحرية ونحرر عقولنا من البلادة والتخلف ونطلق قوانا الحيوية للإبداع والتطور والتقدم ونرفع شعار تحرير العقل الإنساني والروح الإنسانية والتواصل مع بني الإنسان دون النظر إلى اللون أو الجنس أو العقيدة أو الوطن أو الجاه أو المال أو السلطان أو الطبقة الاجتماعية أو كل ألوان النفوذ .
ونقول نعم للحب والسلام والتنمية والرخاء والتعاون والصداقة وخير بني الإنسان والطبيعة وتحقيق الأمن والأمان والصداقة العالمية بين شعوب العالم وأفراده والتقدم والحضارة وتوحيد الثقافة العالمية سبيلا للوحدة العالمية بين بني الإنسان.
ونقول لا للحروب والدمار والكراهية والصراع والصدام والتشاحن والتنابز والتمحور والتحزب والقلق والأرق والتوتر والتلوث والتعصب من أجل بيئة نظيفة للإنسان والطبيعة للعالم أجمع وبالناس المحبة وعلي الأرض السلام .وتندثر كل العادات والتقاليد البالية التي تفصل كل ألوان التواصل بين بني البشر وتزول المفاهيم القطرية والوطنية والقومية الرجعية المتخلفة الضيقة وتحل محلها القيم الإنسانية العالمية على اعتبار أن العالم وطن واحد والبشر سكانه . من أجل مستقبل مشرق بالأمل والخير للبشرية جمعاء .
إلهي إلهي قو يدي لتأخذ كتابك باستقامة لا يمنعها جنود العالم ثم احفظها عن التصرف فيما لم يدخل في ملكها إنك أنت المقتدر القدير .
أي رب وجهت وجهي إليك نوره بأنوار وجهك ثم احفظه عن التوجه إلى غيرك
تذكروا أن المختارون لدخول الملكوت قليلون والكثرة عدم . موقعهم في الظلمة الخارجية حيث يكون البكاء وصرير الأسنان يحرقون بالنار كما يحرق التبن في المزبلة وتنقي البذور الصالحة بعد الحصاد .




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :