الأقباط متحدون | جرافيتي
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٩:٢٦ | الثلاثاء ٢٩ سبتمبر ٢٠١٥ | ١٩ توت ١٧٣٢ ش | العدد ٣٦٩٨ السنة التاسعه
الأرشيف
شريط الأخبار

جرافيتي

الثلاثاء ٢٩ سبتمبر ٢٠١٥ - ٢٠: ٠١ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 
صوره تعبيريه
صوره تعبيريه

منذ فجر التاريخ والمصري القديم يعبر عن نفسه وعن حضارته بالرسم ، فانتج العديد من الجدارريات المذهلة التي تروي يومه وحياته وتاريخه ..
وانتقل التصوير من على جدران المعابد والبيوت والمقابر عبر الآف السنين فلطالما استخدم المصري الجداريات عبر العصور وبعد انتهاء الحقبة الفرعونية فانتج العديد من الجدارايات ولون كل شيء حوله ..
 
وقع الحدث الأهم في التاريخ المعاصر هو ثورة يناير 2011 حينما انتفض الشعب مطالبا بحريته وبانتهاء عصر الفساد ،وسواء اتفقنا أو اختلفنا حول الثورة المصرية فإنها أنتجت فنا كعادة المصري في تحويل كل شيء حوله إلى فن ..
 
من أحد أنواع تلك الفنون فن الجرافيتي وهو التصوير على الجدران لتخليد الأحداث وتحولت شوارع مصر في التحرير ومحمد محمود وكل المحافظات إلى معرض مفتوح للتعبير عن الحدث ،ولتخليده بأيدي مصرية وبرؤية مصرية ..
 
فماذا يحدث الآن؟ يحدث أنه تحت مسمى تطوير القاهرة والشواع يتم مسح الجرافيتي ودهن الجدران باللون الأبيض وطمس معالم معرض الثورة المفتوح والحجة التطوير والتجميل ..
 
أصبحت الجداريات تشويها للشوارع ،تذكير الناس بالشهداء تشويه ، الذكرى تشويه وبعد ذلك نصرخ من أنه لا أحد يحترم القيم الفنية والتاريخية لمصر ..
نحن الآن على في موسم الانتخابات وسوف يقوم المرشحون وأنصارهم بتعليق صورهم على الحوائط وعلى اللافتات البيضاء في الشوارع وبين العمارات ،وسوف تملأ الملصقات التي تحمل صور المرشحين الحوائط ولن يعترض أحد ويقول أنها تشويه ..
 
بعد الانتخابات سوف تترك هذه الملصقات كما هي حتى تبلى بفعل الزمن ولن يحرك أحدا ساكنا لإزالتها ولن يعتبرها المسئولون تشويه ..
لولا أن هم أحد المصورين بتسجيل الجرافيتي في مجلدين وأخذ على الجزء الأول جائزة معرض الكتاب 2012 لكان الجرافيتي الخاص بالثورة ابن النسيان ...
لا أعرف شعبا يتفنن في طمس تاريخه مثل الشعب المصري الحديث فالفيلات والقصور الأثرية تزول من أجل عمارات قبيحة ولا تحرك الحكومات ساكنا ، أصبحنا أعداءا للفن وللجمال بكل صوره ..
 
في الدول التي لا تاريخ لها يبحثون عن أي شيء يصنعون منه تاريخ ،فهذا منزل العالم فلان وذلك فستان الفنانة كذا ،ويصنعون من أجل تلك الأشياء المتاحف والمزارات السياحية ويضعونها على الخريطة السياحية ..
 
المبنى الذي عمره مائة عام يحطونه بالتقديس ويفون أمامه باحترام ونحن نهدمه ونمسح الجرافيتي بكل براعة ..
تتفق مع الثورة أو تختلف فهي حدث هز العالم ،وما تم انجازه فنيا من رسم وموسيقى وأدب يجب الحفاظ عليه للأبد فأجدادنا صنعوا التاريخ ونحن نقوم بطمسه ..لك الله يا مصر ..
 

 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :