- غارات القيصر الروسي تحسم الصراع في سوريا.. موسكو تجبر أمريكا على مغادرة المجال الجوي
- مايكل منير لـ إكرام لمعي: الهجوم على ظهور العذراء به تزوير كبير للتاريخ
- أبرز 5 مشاهد لدعم الكنيسة وقياداتها للسيسي في الداخل والخارج
- عازر: الأقباط المنضمون لـ النور خونة للوطن والمسيحية
- نائب ميركل للاجئين: قوانين ألمانيا يضعها البرلمان وليس الرسول
دعامة وتفيت وخلافه
بقلم : ماجد سمير
كل ماحولي لونه ابيض معاطف الأطباء طلاء حوائط الغرفة "الترولي" الممد عليه جسدي الغطاء الذي تسترني ، شعر الممرض الذي يسحب الترولي لمنتصف غرفة العمليات طلاء أظافر الممرضة الحسناء المبتسمة بطريقة أعلنت عن أسنانها الأكثر بياضا ، اللون الأبيض يعلن عن الاستحقاق الأول لخارطة الطريق لخلاصي من سبع حصوات أستعمرت الكليتين والحالبين .
وضع طبيي العزيز خارطة الطريق لشفائي والقضاء على الحصوات مكونة من ثلاثة خطوات لا خلاف علي أي منهم الوضع كان شديد الخطورة ولابد من التدخل السريع الحصوات تمكنت من المسالك البولية واقترتب من غلق الحالبين وبات وضع الكلتين شديد الخطورة ولا حل إلا خارطة الطريق التي أصر عليها الطبيب.
مر على أول مرة تعرضت لمغص كلوي 21 عاما بالتمام والكمال ، بلوغ علاقتي من المعناة سن الرشد ربما يكون سبب اصرار الطبيب على خروجها من جسدي أو قد يكون اكتمال طور حمل الحصوات الواحد وعشرون عاما الموعد المناسب للولادة.
الـ 21 عاما كافية لقيام ثورة عارمة في جسدي وبمشاركة أجهزته المختلفة بسبب اهمالي الشديد لصحتي معظم الوقت طعام من الخارج عمل مستمر ليل نهار ضغط عصبي بسبب طبيعة العمل ووطأة متابعة الأخبار وقيادة فريق عمل صحفي، قفزت الحصوات فوق كل هذا واحتلت قمة التحكم في العبد لله، ورغم محاولات بعض أجهزة الجسم التعامل معها على أنها "فصيل وطني" داخل جسدي الضعيف إلا أنها أعلنت تحدي الجميع لتصبح الحاكم الآمر في كل شىء وقررت ابتلاعي بالكامل دون تردد أو تلعثم.
الاستحقاق الأول أخذ شكل من أشكال "المعمار" الطبيب دعم حالبي الأيسر "بدعامة" بنفس فكرة تركيب "ماسورة" مساحتها تزيد عن الأصلية بقياس " البوصة" المتعارف عليه عالميا بهدف ترميم الصرف الصحي والسباكة لبناية ما؛ فضلا عن أن الخمس الحصوات المحتلة للكلى والحالب الأيمنين بدوا فور استخراجهم بجراحة المناظيز مناسبين جدا لأستكمال سقف مدرسة جديدة تشرف عليها هيئة الأبنية التعليمية.
الاستحقاق الثاني كان استمرارا لحالة العلاج المعماري ادخلوني في جهاز يشبة خلاط الأسمنت وثبتوا جانبي الأسير أمام عين اسطوانية مغطاة بغلاف مطاطي معبأة بالمياه وفجأة إنطلق موجات متتابعة بسرعة مرورالثانية تقريبا تصدر صوتا مرتفعا يشبه ارتطام المطرقة بالسندان، كأن بقية خطوات العلاج تحتم استعدال جسدي الواهن ، الضربات تسبب ألما شديدا لم أحتمله فتعالت صرخاتي وسط ابتسام الطبيب وفريق العمل المساعد له.
أرى أن الدعامة المتواجدة بحالبي الأيسر شديدة التوافق مع جسدي ولن تعيق برنامجي الذي وعدت نفسي بتنفيذه - رغم أن نفسي تؤكد دائما أني لم أعد بأي برنامج من الأساس- ولكن الطبيب يرى أن الاستحقاق الثالث والأخير المكمل لخارطة الطريق يجب تنفيذه بحذافيره دون تغيير ويتم نزع الدعامة فورا لأن التوافق الواضح بيننا ليس دليلا على نجاح خارطة الطريق وأن وجود المعارضة أمر حتمي لنجاح العملية.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :