الأقباط متحدون | الأَمَانَةُ الأُرْثُوذُكْسِيَّةُ
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٩:٢٥ | الاربعاء ٧ اكتوبر ٢٠١٥ | ٢٧ توت ١٧٣٢ ش | العدد ٣٧٠٦ السنة التاسعه
الأرشيف
شريط الأخبار

الأَمَانَةُ الأُرْثُوذُكْسِيَّةُ

الاربعاء ٧ اكتوبر ٢٠١٥ - ٢٢: ٠٩ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 
صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

بقلم : القمص أثناسيوس چورچ
الإيمان الحي هو هبة الخلاص؛ لأن الإيمان الحقيقي ليس مجرد إلتصاق فكرﻱ ببعض الحقائق (الإيمانية)، فالعقيدة السليمة هي نعمة عظيمة؛ استلمناها بالدم والعرق والمعرفة . وستبقى عقيمة بلا ثمر؛ ما لم تُترجم الصيغ المحفوظة التي نقر بها؛ وتتحول إلى حقائق تلمس حياة الإنسان؛ يتسلمها بالروح القدس ليعيشها حية وفعالة ومعاشة كل حين.. لن نخلص إذا اتبعنا العقلانية أو تأصلنا في ممارسة الطقوس والمثل الأخلاقية؛ لكننا نخلص إذا جعلنا من غير المنظور منظورًا في حياتنا. إلتصاقًا فعالاً مستمرًا بمواظبة؛ من أجل إعلان وجه المسيح المنظور الشفاف في العالم؛ لأن المسيحية أكبر من أن تكون أيدلوچية .
والكنيسة أكبر من أن تحدّها جدران ومكان؛ لكنها حياه المسيح وحضوره عبر الدهور والأزمان كلها... كنيسة الرجاء؛ كنيسة المعرفة والفرح؛ كنيسة الكرازة بالبشارة؛ كنيسة الخلاص؛ كنيسة القيامة وكنيسة الحياة في كل ملئها.
 
إن احترام الصيغ العقيدية التي أقرّتها المجامع المسكونية؛ والخضوع لها يكون بالثقة والإيقان العملي المرتكز على التذوق والخبرة والمعايشة للإيمان الحقيقي؛ ليس انتقاصًا من قدر الإيمان العقيدﻱ؛ لكن نوال بركته وعيشه بغيرة ودقة حتى الشهادة... شهادة بيضاء في وقت السلام؛ وشهادة دم حمراء في أزمنة الاضطهاد... لا ننكر أو نغير بندًا واحدًا من الأمانة الأرثوذكسية في قانون الإيمان النيقاوﻱ وفي اعتراف أمانة الآباء، وإنعاش معتقدنا بالإيمان الذﻱ ينبغي أن يكون لنا قبولاً وتسليمًا لمشيئة الكلمة؛ الذﻱ هو وحده رجاؤنا الأبدﻱ وخلاصنا وسلامنا وغنانا، أمام الأيديولوچيات المناوئة للإيمان والمعادية للحياة المسيحية ... والتي تظهر في صورة الإنكار العشوائية ودعويَ اللاطائفية والدعايات المزيفة والخرافات التي تحجب وتشوه تعليم الكنيسة الإنجيلي الآبائي والسرائرﻱ.
 
إيماننا أمانة عاملة بالمحبة ؛ تظهر في أعمال الإيمان وثماره التي سبق الله فأعدها لكي نسلك فيها، وهي هبات الروح القدس وعطاياه، التي تشهد على حيوية الإيمان واتصاله بينبوع الحياة، وإعلان قبولنا وتسليمنا للإيمان بالمسيح يسوع ربنا ؛ ولتعيين الحياه الأبدية.. التي فيها تقترن حياتنا بالإيمان؛ وتسبق حياتنا أفواهنا في إقرار قانون الإيمان (نتكلم بأعمالنا ونعمل بأقوالنا).. إيمانٌ كل من يؤمن به لا يُدان، إيمان ينقلنا من الموت إلى الحياة، إيمان يمنح الحياة الأبدية لكل من يؤمن به، إيمان لا يأتي بنا إلى الدينونة؛ لكن إيمان ينقل الجبال، ويخدم كل بعيد ومقهور ومكسور ومسحوق ومريض وملحد وبائس، بتقديم صوت الله الحي الشافي المحب القادر على كل شيء.
 
لهذا يأتي القانون الكنسي ليكون هو الضابط لإدارة وتدبير الكنيسة حسب الوحدة الروحية، لا حسب أهواء وانفعالات نفسانية؛ بمعنى أن ضبط سير إيقاع تدبير الكنيسة هو استعلان لمشيئة الله؛ حسب التقليد الآبائي والممارسة الصحيحة للحياة الروحية، فلا مجال للمخالفات التي تُرتكب بذريعة أنها سبق وارتُكبت ليصبح الخطأ قاعدة بالتقادم، إذ ليس معنى أن خطأ حدث في وقت ما؛ أن يُسمح بتكراره فيما بعد... حتى لا تُستبدل التقاليد الصحيحة بأخرى مخالفة؛ لأن عامل الزمن لا يجعل من تكرار الخطأ قاعدة، بل يصير كل تدبير بصحو من دون إفراط أو تفريط.. إذ أن روح وجوهر التعليم الأرثوذكسي يعبر عن طبيعة الكنيسة الإكليسوچية Εκκλησιολογu ومهمتها في التوبة الإنجيلية (ميطانيا) Μετονοια؛ والكلمة ببشارتها المفرحة (كيريجما) Κύρηγμα؛ والشهادة الحية (مارتيريا) Μαρτυρία؛ والخدمة (دياكونيا) Διακονία؛ والعبادة الجماعية والشخصية (ليتورچيا) Λειτουργία؛ والشركة (كينونيا) Κοινωνια؛ والمجيء (باروسيا) Παρουσία... وجميعنا مدعوون لنحيا ونعمل ونثمر حسب التسليم والوديعة المستمدة من الحياة الإلهية خلال الأسرار ووسائط النعمة.
 
طالبين تتميم خلاص نفوسنا بخوف ورعدة، وساعين لخلاص ما قد هلك؛ حسب التدبير الأرثوذكسي الذﻱ يرسم لنا الطريق، وبه نحيا ونوجد ونتحرك؛ في شركة مع الثالوث القدوس وشركة مع سحابة القديسين الشهود وشركة مع إخوتنا أعضاء الجسد، متغذين دومًا من عصارة الكرمة بدون انقسام ولا ذاتية؛ لأن كنيستنا لم تبدأ بنا؛ بل على آثار وخُطىَ الآباء القديسين نسير ونقتفي الطريق المرسوم والموسوم للبنيان ولمجد الله : كذبائح وكقرابين مقدمة على المذبح المقدس الناطق السمائي.
 
وتاريخنا يُظهر كيف أن معركة إعلان الحق الكنسي والدفاع عن الإيمان، لم تكن سهلة؛ وكم تألم فيها قديسون؛ وعانوا وظُلموا وعُذبوا ونُفُوا واستُشهدوا؛ لكي يحفظوا التعليم الرسولي الصحيح، ولينالوا رضا الله وصلاح الشعب؛ ملازمين كل فضيلة؛ ولهم دالة كل حين ومضيئين بعلامات الاستقامة لتبجيل السر الذﻱ يخدمونه، وما يجعل المسيحية وإنجيلها واقعًا حيًا معاشًا.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :