الكاتب
- مصدر: الظروف لا تسمح بدستور جديد لضيق الوقت، وعقيل: نريد نظام حكم برلماني
- ثورة 25 يناير لم تؤثر سلبًا على سوق الكتاب بل تعيد بلورته وإحياءه من جديد
- "ولا ينتهي في حبها الكلام".. ديوان يؤكِّد على الوحدة الوطنية التي تجلَّت في ثورة 25 يناير
- لا للإرهاب.. كتاب يشبهه بجرثومة مرض خطير معد وسريع الانتشار!
- صلاح عطية: لا يمكن تجاوز الأزمة السياحية إلا باستقرار أوضاع البلاد
جديد الموقع
"فاتن حمامة"..نموذج للموهبة والذكاء والثقافة
بقلم: ميرفت عياد
يُعد الإبداع بساط ريح يحلّق بالإنسان فى سماء المجد، وهذا البساط يُنسج من خيوط الموهبة، والأداء الجيد، واحترام الجمهور والنقاد معًا. ويُنسج أيضًا من خيوط الذكاء، والثقافة، والتقة بالنفس. فخرجت لنا إبداعات سيدة الشاشة العربية، أو إبداعات الطفلة الموهوبة "فاتن حمامة" التى لم تتجاوز التسع سنوات بعد، وعلى الرغم من إنها كانت صغيرة جدًا سنًا، إلا إنها كانت كبيرة جدًا فنًا.
شهدت "المنصورة" عاصمة "الدقهلية" مولد الطفلة الموهوبة "فاتن أحمد حمامة" يوم 27 مايو 1931، وكان والدها يعمل فى وزارة التربية والتعليم، وتفتحت موهبة الطفلة "فاتن" منذ سن مبكر، ولعل فوزها فى مسابقة أجمل طفلة فى "مصر"، هو الذى فتح لها أبواب السينما عندما كان يبحث المخرج "محمد كريم" عن طفلة تلعب دورًا أمام الموسيقار الراحل "محمد عبد الوهاب"، فقامت بدورها المميَّز فى فيلم "يوم سعيد" عام 1940. إلا أن هذا الدور كان بمثابة إشارة البدء للإنطلاق فى دنيا الإبداع والشهرة والمجد.
ملامح رقيقه..وأدوار ملائكية
وتوالت الأعوام، وتوالت معها الأفلام التى تقوم ببطولتها الفنانة الجميلة "فاتن حمامة". ومن هذه الأفلام: فيلم "رصاصة في القلب" 1944، و"أول الشهر" عام 1945، و"دنيا ونور من السماء" عام 1946. هذا قبل أن تنظرها عينى عميد المسرح العربي "يوسف بك وهبي"، ويرى فيها البطلة التى تستطيع أن تجسِّد دورها "فاتن حمامة" فى فيلم "ملاك الرحمة" عام 1946. وهذه كانت البداية الحقيقة لبزوغ نجم "فاتن حمامة" فى سماء الفن، وهى لم تتجاوز الخامسة عشرة من عمرها.
ولأن ملامح الوجه غالبًا ما تطبع على الإنسان صورة معينة لشخصيته، قام المخرجون باستغلال ملامح "فاتن" الرقيقة، لكى يصدقها الجمهور وهى تقوم بتجسد دورالفتاة الرومانسية، المثالية، البريئة، اليتيمة التى تتعرض لغدر الزمن والمقربين منها، وتواجه الظلم بدموعها وبراءتها. وهذا واضح فى أفلامها مثل: "الملاك الأبيض"، "ملائكة في جهنم"، "كانت ملاكًا"، و"لك يوم يا ظالم"...فهذه المرحلة الملائكية استمرت إلى أن بلغ عمرها حوالى عشرين عامًا، وخلال هذين العقدين قامت بتمثيل ثلاثين فيلمًا.
الحراك السياسي والإجتماعي
ومرّ قطار العمر، ووصلت "فاتن" إلى محطة النضج والتألق، حيث تنوعت أدوارها على نحو لافت ومعقد. وفى ذكاء وثقة بالنفس، استفادت من الحراك السياسي والإجتماعي الذي شهدته "مصر" عقب ثورة 23 يوليو، فقامت ببطولة العديد من الأعمال منها: "المنزل رقم13" مع "كمال الشيخ" حيث لعبت دور امرأة لا تعرف من تكون، ويتم التلاعب بهويتها في أجواء من الغموض والتشويق. و"أيامنا الحلوة" 1955 مع "عمر الشريف" و"عبد الحليم حافظ" و"أحمد رمزي". وجسّدت دور فتاة بسيطة تبحث عن أي عمل لا يضطرها لبيع شرفها، ويقع الأبطال الثلاثة في حبها، لكنها تموت إثر مرض عضال.
كما شاركت "عمر الشريف" و"زكي رستم" فى الفيلم العملاق "صراع في الوادي" رائعة المخرج الكبير "يوسف شاهين". وهو قصة دامية تدين نظام الإقطاع وظلم الفلاحين في قالب رومانسي. وتمر الشهور ونراها ابنة شريرة في فيلم "لا أنام" 1957 ، وتخلع زى المدينة وترتدى الزى الصعيدى حبث الجلباب الأسود والطرحة لتجسد شخصية فتاه صعيدية تبحث عن الثأر ممن تسبب في مقتل أختها فى "دعاء الكروان" 1959..وبهذا تكون "فاتن حمامة" الممثلة الوحيدة التى حققت فى الثلاث السنوات الأولى من الخمسينيات أكثر من (25) فيلمًا.
مرحلة منتصف العمر
وجاءت اللحظة التى تخشاها أى امرأة عامة، والفنانون خاصة، وهى بلوغ سن الأربعين أو مرحلة منتصف العمر كما يقولون، بكل ما تحمله تلك المرحلة من مشاكل. فواجهتها "فاتن" بهدوء، فقامت بتغير نمط حياتها السريع، وبدأت تقبل أدوار الأم أو المرأة الناضجة، ومن أهم أعمالها: "الخيط الرفيع" مع "محمود ياسين"، و"إمبراطورية ميم" 1972 وكانت أمًا لمجموعة متناقضة من الأطفال. وهذا الفيلم يُعرض دائمًا فى عيد الام، و"أريد حلاً" 1975 مع "رشدي أباظة"، وهو الفيلم الذي كان بمثابة صرخة لرفع الظلم عن المرأة التي تتعرض للويل على يد زوجها دون أن تستطيع الحصول على حق الطلاق. ثم "أفواه وأرانب" 1977، والذى يناقش مشاكل الإنجاب الكثير.
ولأن نجومية السينما قصيرة نسبيًا للفنان مهما كان عظيمًا، لم تقدِّم "فاتن" في آخر ثلاثين عامًا سوى ثلاثة أفلام كانت كلها حدثًا سينمائيًا في حينه هي: "ليلة القبض على فاطمة" 1985 من إخراج أستاذها ورفيق دربها "هنري بركات"، و"يوم حلو ويوم مر" 1988 مع "خيري بشارة"، و"أرض الأحلام" 1993 آخر أعمالها السينمائية مع المتميز "داود عبد السيد". أما فى السنوات الأخيرة فإتجهت إلى الأعمال التلفزيونية التي تحمل رسالة هادفة لمجتمعها مثل "حكاية وراء كل باب"، و"ضمير أبلة حكمت"، و"وجه القمر".
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :