الأقباط متحدون | الروس قادمون...
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٦:٣٨ | الاثنين ١٢ اكتوبر ٢٠١٥ | ٢ بابه ١٧٣٢ ش | العدد ٣٧١١ السنة التاسعه
الأرشيف
شريط الأخبار

الروس قادمون...

الاثنين ١٢ اكتوبر ٢٠١٥ - ٥٢: ١٢ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم منير بشاى
الروس قادمون ليكون لهم دورا فاعلا فى سياسات الشرق الاوسط.  بالنسبة للبعض هى اخبار مزعجة وبالنسبة للبعض الآخر هى اخبار سارة.  البعض يشكك فى نوايا روسيا، ولكن حتى اذا كانت روسيا تهدف الى تحقيق مصالحها بان يكون لها دور فى الشرق الاوسط فطالما مصالحها تلتقى مع مصالح دول المنطقة فما الضرر؟  مصلحة الشرق الاوسط ان يبعد عن هيمنة فصيل بعينه.  وجود اكثر من فصيل يعطى الجميع الاحساس انه لا يوجد من يظن انه يمتلك المنطقة دون منازع وانه على الجميع ان يتنافسوا على كسب ود شعوب المنطقة.
 
الروس قد وصلوا فعلا فى سوريا.  وبوصولهم بدأ الامل يدب فى الناس من جديد.  هذا بعد ما عانته المنطقة من طغيان للارهاب دون رادع.  وبعد ان اصبحت جماعات ارهابية مثل داعش والنصرة تتحرك بكل حرية فتدمر الحضارة وتذبح البشر وتأسر وتبيع النساء فى سوق النخاسة وتفرض الجزية على اصل سكان البلد من المسيحيين.  وبعد ان اضطر مئات الآلاف ان يهجروا بيوتهم ليعيشوا فى مخيمات او يلجأوا لركوب قوارب للسفر الى اوروبا مواجهين خطر الموت غرقا قبل ان يصلوا الى مكان يقبل ان يضمهم اليه.
 
كرد الفعل لاحظنا تدفق عواطف الحب تجاه روسيا.  رأينا الكتاب يكتبون كلاما مثل الشعر فيه مديح يشبه الغزل لوصف العمليات الروسية فى سوريا، وتمجيد (قيصر) روسيا فلاديمير بوتين.  يحدث هذا بمجرد بداية روسيا فى الطلعات الجوية لضرب داعش التى دكت حصون الارهابيين.  وظهور شعاع الامل جعل البعض يظنون ان النصر النهائى قد تم.  ولكن حتى بوتين نفسه حذّر قائلا "إننا نعلم مدى صعوبة هذا النوع من العمليات الخاص بمكافحة الإرهاب وبطبيعة الحال فإن تقييمها اليوم سابق لأوانه".
 
قلبى وعواطفى مع روسيا ان تنجح فى مجهوداتها وتتخلص من هذا الكابوس.  ولكن الموضوع فى بدايته، واى عمل عسكرى له مخاطره.  ونحن ونصلى ان لا يواجه عقبات أو يتسع ليشمل دولا اخرى.
 
من المؤكد ان دور روسيا الجديد قد تسبب فى احراج الغرب وعلى راسه امريكا.  وهم يستحقون اللوم وقد لمناهم كثيرا حتى بحّت اصواتنا.  امريكا انهكتها الحروب الكثيرة واقتصادها لا يتحمل مغامرة عسكرية جديدة.  ومن يمثل امريكا فى الحكم وهو اوباما لم يعتبر الامر له اهمية خاصة فلم يتحرك للقضاء على الارهابيين فى الوقت المناسب وقبل ان يتوغلوا ويتكاثروا ويروعوا الآمنين.  ازاء هذا فان الجالس على عرش امريكا تصرّف مثل الولد البليد الذى وجد نفسه مرغما على عمل شىء لا يريد عمله فقام بالتظاهر بالعمل وهو يقدم رجلا للامام ورجلا يرجع بها للخلف دون ان يفعل شيئا يذكر.

 
ربما السبب هو انه ينتظر بفارغ الصبر ان تنتهى مدة ولايته فيسلم الحكم لغيره ومعه المشكلة ويمضى ليتفاخر بأنه قاد بلاده فى فترة سلام ولم يرسل جيوشه البرية الى اى مكان.  هذا كأن القوات المسلحة ليست وظيفتها ان تحارب.  نعم خيار الحرب يجب ان لا يتّخذ بسهولة وان اتخذ يكون بعد فشل كل الخيارات الاخرى.  ولكن هناك حالات يلزم فيها الحرب من اجل اقرار وتحقيق السلام، وخيار عدم الحرب يمكن ان تكون خسائره اكبر واخطر من خيار الحرب. ولكن يزيدنى سعادة ان الكنيسة الارثوذكسية الروسية، والتى تتبع نفس ايماننا القبطى الارثوذكسى، كانت عاملا هاما فى قرار الرئيس الروسى الدخول الى المعركة لتحرير الاقليات الدينية.  على مدى سنوات كانت الكنيسة الروسية تعبّر عن قلقها لحكومتها ازاء ما يجتاز فيه مسيحيو المشرق.  وقيل ان رأس الكنيسة الروسية طلب من بوتين ان يعده بأن يجعل حماية المسيحيين فى بلاد المشرق احد اهداف سياسته الخارجية.  وهذا ما وعد بوتين به.
 
وقيل ان البطريرك الروسى ارسل خطابا قويا للرئيس اوباما يحثّه فيه على التوقف عن سياسة اللامبالاة التى ينتهجها ازاء ما يحدث لمسيحيى المشرق وقال فيه "اننى مقتنع تماما ان الدول التى تنتمى للحضارة المسيحية تتحمل مسئولية خاصة ازاء مصير مسيحيي المشرق".  ومن سخريات القدر ان روسيا التى كانت الى وقت قريب تتبنى الشيوعية ومعها الالحاد قد غيّرت اتجاهها بينما ان امريكا تعمل العكس فنجد اوباما يعلن ان امريكا ليست دولة مسيحية وسياسته تنتهج المواقف التى لا تتعاطف مع آلام المسيحيين فى العالم.
 
اخيرا وجدنا دولة ورئيسها يقلق من اجل ما تقوم به داعش ثم يقرر ان يفعل شيئا لوقف المأساة.  ومن اجل هذا فهو يستحق منا كل التقدير والعرفان.
اتمنى ان تأتى هذه المجهودات بنهاية داعش قريبا.  ولكن الطريق ليس سهلا فالعدو امامنا شرس وهو يتمنى الموت وسيقاوم الى النفس الاخير.
ولكن حتى يتحقق النجاح نحتاج الى وضوح فى الرؤية لنعرف ان المعركة الحقيقية اكبر من ان تختزل بين دولتين هما روسيا وامريكا.  هى معركة العالم كله ضد الارهاب فى كل مكان، بدءا بداعش فى العراق وسوريا، وامتدادا الى كل الدواعش حول العالم.  واذا بترنا سرطان الارهاب فى سوريا يجب ان نتأكد انه لا ينتقل الى مناطق اخرى من جسد البشرية.
 
آخر نكتة يتداولها الفيسبوك.  داعش فى مظاهرة فى سوريا يحملون لافتة كبيرة تقول: نطالب بوقف القصف الروسى وعودة القصف الامريكى.  
 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :