الأقباط متحدون | ليلى تكلا: ما يجمع بين المسيحية والإسلام أكثر مما يفرّق
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠١:٣٢ | الخميس ٢٣ سبتمبر ٢٠١٠ | ١٣ توت ١٧٢٧ ش | العدد ٢١٥٤ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

ليلى تكلا: ما يجمع بين المسيحية والإسلام أكثر مما يفرّق

الخميس ٢٣ سبتمبر ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

عرض: عماد توماس
هذا كتاب يجمع ولا يفرق، يأتي في وقته المناسب، في ظل احتدام واحتقان العلاقات بين المسيحيين والمسلمين في مصر.
لا ينكر هذا الكتاب أن هناك فروقا بين المسيحية والإسلام، ولكنه يؤمن بان الفروق بينهما أقل مما نظنّ، والاختلاف بينهما لا يبرر العداوة والقتل والتكفير.
مؤلفة الكتاب هي الدكتورة  ليلى تكلا الكاتبة الصحفية بجريدة الأهرام، والكتاب يأتى تحت عنوان " التراث المسيحي الإسلامي" وصدر عن دار الشروق ويقع في 210 صفحة من القطع الكبير.
تقدم ليلى تكلا هذا الكتاب للأغلبية التي لا تسمح لهم ظروف الحياة بالبحث والتمحيص والتروي عند تحديد المواقف واتخاذ القرارات.
 
غلاف الكتابقصة الكتاب
في مقدمة الكتاب، تسرد ليلى تكلا قصتها مع التراث المسيحي الاسلامى، التي بدأت منذ أن كانت في مرحلة الدراسة الثانوية وقرأت كتاب للأب إبراهيم لوقا بعنوان "المسيحية في الإسلام" وهو الكتاب الذي وجد صدى كبير في حياتها واعتبرته دعوه رائعة للمحبة والسلام.
ومرت السنوات وفكرة التراث المشترك تطفو على عقلها  بين الحين والأخر، حتى وقعت أحداث لبنان الطائفية وتمنت لو أنهم تمكنوا من غرس قيم ما جاء بالكتاب من أجل التعايش والسلام. وفى عام 1994 دعيت الدكتور تكلا إلى اسبانيا لحضور مؤتمر حول "الأديان الثلاثة" تحدثت فيه كمسيحية تحترم المعتقدات الدينية وإيمانها بالتعايش على أساس الاحترام المتبادل من أجل السلام والتنمية البشرية بلا تفرقة.
وفى عام 2005 أصيبت تكلا بكسور في ساقها نتيجة حادث ، ومكثت في المستشفى عدة أشهر ، واستعاد ذهنها كتاب الأب لوقا فمسكت القلم وبدأت في تدوين أول سطور هذا الكتاب.
 
الواقع والأمثل
تدهشك ليلى تكلا على صراحتها وجرأتها في طرحها لهذا الكتاب حتى أنها تعلن صراحة أن الأصل في قضية المعتقدات الدينية والوضع الأمثل لمسألة تعدد الأديان هو آلا تكون قضية مثارة وآلا تُـصبح محل جدل وحوار أو محاولات شرح وفهم وتقريب وبالتالي لم يكن لها أن تقحم نفسها للحديث في قضية  تؤمن هي أنها قضية خاصة بين الإنسان وخالقه  ولا يجب أن تكون محل نقاش ؟ لكنها تستطرد سريعا لتحل هذا اللغز وتوضح أن الحاجة ظهرت إلى حوار وتوضيح  لان الواقع يختلف تماما عن ذلك الوضع الأمثل. انه واقع يتطلب محاولات كى تساهم في عبور الهوة بين ما هو مطلوب وما هو موجود. إنها محاولات تصحيح واقع خرج بالمعتقدات الدينية عن خصوصيتها وجلالها وهيبتها إلى عالم الجدل والتنافس بل والى استغلال الأديان إلى أهداف دنيوية أو مطامع سياسية أو مكاسب شخصية.
ترى تكلا أن فكرة التراث اليهودي المسيحي يقوم بتدعيمها الفكر الصهيوني، وان التراث المشترك بين المسيحية واليهودية أدى إلى ظهور تعبير خاطئ اسمه "المسيحية الصهيونية"  الذي ترفضه باعتبار إن "المسيحية عقيدة دينية سماوية تدعو للرحمة والمساواة والعدل" بينما الصهيونية هي " نظرية سياسية تستخدم الدين لأهداف دنيوية تقوم على العنصرية والتفرقة. أهلها لا يؤمنون بالمسيحية ولا يعترفون بالمسيح".
 
صراع أم سلام
تعتبر ليلى تكلا وهى عضوه بالمجلس القومي لحقوق الإنسان ، إن ما يطلق عليه صراع الأديان وما وراءها من عوامل من أهم التحديات التي تواجه البشرية لأنها تهدد السلام وتهز الاستقرار، وتتصدى لمقولة الصراع المحتوم بين المسيحية والإسلام، وتؤكد انه لا يمكن أن يكون صداما عقائديا يستند لآيات الأديان وتعاليمها لان التقارب بينهما كبير، فاهم آية في الإنجيل حسب قول المسيح هي "الرب إلهنا اله واحد" وصلاة الإيمان المسيحي تبدأ بعبارة "أؤمن باله واحد" وكل من المسيحية والإسلام عقيدة تدعو للسلام، فتحية الإسلام "السلام عليكم" ودعاء المسيحية "السلام لكم" والمسيح أطلق عليه رئيس السلام ، والسلام من أسماء الله الحسنى في القرآن.
 
دكتورة ليلى مع قداسة الباباالجهل بعقيدة الآخر
ترى تكلا، أن المشكلة تكمن في الجهل بالعقائد وليس في تعاليمها، والمقصود هنا ليس فقط الجهل بعقيدة الآخر إنما قبل ذلك جهل الإنسان بصحيح عقيدته، وهل الجهل الذي يقع الإنسان نتيجة له في فخ مقولات مثل " حتمية صراع الأديان" وفخ الدعوة "للجهاد" فهي سياسة من يتاجرون بالدين كي يسحقوا إرادة الآخرين ويسيطروا عليهم ويحركوهم كالدُّمى من أجل الهيمنة ومن أجل تحقيق مكاسب اقتصادية وسياسية، بينما الأديان تحمل رسالة التعايش والسلام.
وتصل تكلا إلى أن الصراع لم يقم لأسباب دينية، وان العالم لم ينقسم حسب انتمائه الديني بل حسب اعتبارات أخرى، أولها الرغبة في إشعال الصراع لأسباب اقتصادية وأطماع سياسية.
 
تدعيم نداء التعايش والسلام
تتصدى ليلى تكلا في الجزء الثاني من كتابها، إلى دعاوى الفرقة داعية إلى تدعيم نداء التعايش والسلام من واقع ما بين المسيحية والإسلام من توافق وتقارب، بل ورغم ما قد يكون بينهما من اختلاف.
تنطلق تكلا في هذه المنطقة الحساسة، من مبدأ الشرح والتوضيح لا الترويج والدعوة. فهي لا تطالب أحدا بقبول شرحها، لكنها ترى من حق كل مفكر أن يعرف كيف يفكر الآخر، ومن حق ذلك الآخر أن يشرح فكره الذي يؤمن به ويظل يحترم من يخالفه، قبل أن يرفضه. فكل شخص يؤمن أن عقيدته هي الأفضل وهى الأصح، وله كل الحق في أن يتمسك بذلك، ولكن ليس من حقه أن يحرم غيره من ذلك الحق.
 
نقاط التلاقي والاختلاف
ترى تكلا أن كل من يقوم بدراسة المسيحية والإسلام يكتشف أن العلاقة بينهما تتراوح بين أشكال متنوعة، فهناك نقاط بينهما تشابه لدرجة تصل أحيانا للتطابق وهناك نقاط بينها تقارب وأخرى اختلاف.
والدارس يمكن أن يختار التركيز على واحدة من هذه المجموعات دون الأخرى، فهناك من يبحث عن التقارب لتاكيده وهناك من يبحث عن الاختلاف لتعميقه.
 
المبادئ المشتركة بين المسيحية والإسلام
التوحيد-السلام-الدعوة للعمل-العدل-البر والرحمة-تحرير العبيد-النهى عن الغضب-الحساب والدينونة.
واختتمت المؤلفة الكتاب بعدة ملاحق منها ملحق يوازى بين الوصايا العشر بنصوص التوراة مقابل نصوص من القرآن, وملحق أخر لبعض آيات في الإنجيل والقرآن تقوم على معانٍِِ مشتركة.
يبقى أن نذكر أن الكتاب من تقديم الدكتور أحمد كمال أبو المجد وزير الإعلام الأسبق




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :