وطن يحترق
اعواد الثقاب :
(الاديرة مخازن للسلاح .... والكنيسة تقوم بتخزينه لاستخدامه في حرب ضد المسلمين)
- (اسرائيل بقلب القضية القبطية منذ زمن ، وسفينة تم ضبطها محملة بشحنة متفجرات قادمة من اسرائيل خاصة بنجل وكيل مطرانية بورسعيد)
- الكنيسة المصرية تريد حرق مصر بنار الفتنة .
- من يتنصرون يقومون بذلك في سرية اما من يسلمون فهم علانية – لماذا ؟
بقلم:اكرم نعمان هارون
انها اعواد الثقاب التي اراد به الدكتور العوا اشعال الحرب المقدسة ضد المسيحين بمصر، لست هنا بموضع الكتابة او الدفاع عن الكنيسة ضد بنزين واعواد الثقاب الخاصة بالسيد العوا والتي احضرها معه في حلقة برنامج بلا حدود المذاع علي قناة الجزيرة (صاحبة علامات الاستفهام الكثيرة) ، وذلك للاسباب التالية :
1- اعرف ان الكثير تكلم وافاض في الحديث عن هذا الموضوع
2- ماقاله السيد العوا يندرج تحت اسم اشاعات لاشعال الوطن وحرقه فهي محض افتراءات واكاذيب ومغالطات لا توحي بان من قالها لديه حسا وطنيا او انتماءا مصريا او حتي ضميرا او بعضا منه .
الانبا بيشوي والدكتور العوا في الميزان
لكن حاول البعض ان يضع كبريت العوا في مقابلة تصريحات للانبا بيشوي في حواره مع المصري اليوم ( وانا اري ان هذه التصريحات مرفوضة وغير مسئولة لكنها لا تساوي كبريت وبنزين العوا ) التي تتلخص في :
ردا علي سؤال من الصحفي يسال فيه الانبا بيشوي عن رايه فيمن يطالبون بأن يتم وضع الاديرة تحت رقابة الدولة ( وهو في رأيي مرفوض رفضا قاطعا ) فرد عليه ( ان هذا شئ عجيب ومن يطالبون بهذا نسوا ان الاقباط اصل البلد ، نحن نتعامل بمحبة مع ضيوف حلوا علينا واعتبرناهم اخواننا – كمان عايزين يحكموا كنايسنا ) ، وهنا ساحاول وضع تصريحات الدكتور العوا في الميزان مع تصريحات الانبا بيشوي .
وبداية اعلن رفضي كمسيحي مصري لتصريحات الانبا بيشوي ، فبدون الدخول في مهاترات من نوعية من الاصل ومن الضيف علي البلد حيث اولا : ليس كل المسلمين عربا قدموا من الخارج الي مصر ولكن منهم من كان مصريا مسيحيا وقرر التحول للاسلام .
ثانيا : ارجو الا يندفع بعض من المسيحين الي قول متعصب ردا علي النقطة الاولي فيرد بان من تحولوا للاسلام هم من لم يستطيعوا دفع الجزية لانهم فقراء فلم يكن امامهم سوي التحول للاسلام بدلا من الاستشهاد لان ردي عليهم وهل نسيتم عصور الاستشهاد التي ذاقها المسيحين المصريين علي يد الرومان بغية ردهم عن ايمانهم المسيحي ، فخلاصة القول ان من تحولوا للاسلام هم غالبا بارادتهم الخاصة وان كان نفرا قليلا منهم خافوا من الاستشهاد فالله لايقبل الا الانسان المؤمن الامين علي دينه ولايقبل من باع دينه لقاء حماية نفسه سواء في المسيحية او الاسلام .
خلاصة القول انني اري ان الانبا بيشوي اخطأ بتصريحاته التي اري انه لا يجب ان تصدر من شخص نيافته ولكني اتفق معه قلبا وقالبا في عدم السماح للدولة او اي من اجهزتها بان تتولي رقابة وادارة الاديرة لاسباب واضحة وضوح العيان :
1- هل الدولة واجهزتها تتعامل مع المسيحين معاملة عادلة ؟ طبعا لا ولسنا في محك مناقشة حقوق الاقباط المنتقصة والمسلوبة فهي واضحة من بناء دور العبادة الي وظائف المسيحين الي من يريد التحول للمسيحية من المسلمين ......الخ الخ .
2- هل تقوم الدولة بالصرف علي اديرة وكنائس المسيحين من الموازنة العامة للدولة كما تفعل مع المساجد ؟
دعونا كمسلمين ومسيحين مصريين نواجه الحقيقة بدون لي او ثني لذراعها ، ولاتجعلونا نضحك من شر البلية ومن هذه المطالبات الخرقاء فلتحمي الدولة المسيحين اثناء اداء شعائر عبادتهم اولا ولتحمي كنائسهم قبل هذا الكلام الاجوف .
اضافة لذلك فان تابعنا باقي حوار الانبا بيشوي لوجدناه في ذات الحوار هاجم المسيحين الانجيلين بعبارات غامضة بها كنايات وتشبيهات اذ قال ردا علي سؤال من الصحفي له حول تصريحاته عن وجود اختراقات من الكنيسة الانجيلية لشباب الارثوذكس (هذا الاختراق موجود و ممول من امريكا ، وتتم هذه الاختراقات عن طريق عمل مؤاتمرات للشباب باسعار رمزية ياخذونهم لقضاء يوم كامل في الرياضة واللعب والسباحة في حمامات مشتركة للشابات والشبان ......... ) وبالطبع هذه تصريحات غيرمقبولة وتلميحات غير لائقة، وللانبا بيشوي تصريحات سابقة حظر فيها دخول السماء علي الارثوذكس دون الكاثوليك والانجيلين اذ قال صراحة ( ايوه موش داخلين السماء وموش هابطل اهاجمهم الا لما يوقعوا علي وثيقة يقولوا فيها انهم موش مسيحين )
يتضح مما سبق انه لا يمكن ان تكون تصريحات الانبا بيشوي مدعاة لبنزين وكبريت الدكتور العوا فلا تصريحاته توزاي هذا الكبريت ولا شخصية الانبا بيشوي المعروفة من زمن بميلها لاحتكار الحق المطلق وعدم الرغبة علي الاستماع للرأي الاخر او المناقشة فهو يصدر احكاما فقط حتي لو لم تكن من سلطانه وحقه وعلي الرعية الانصات والتنفيذ وذلك حتي بين المسيحين ذاتهم ذلك كله لا يسمح لاي من كان باستغلال تصريحات له في المزايدة علي الاقباط واتخاذ الذريعة في اشعال الحرب ضدهم ، مع مطالبتنا لقداسة البابا شنودة بعمل وقفة مع الانبا بيشوي لانه كما مزق المسيحين بطوائفهم المختلفة يستطيع بتصريحاته الغير مسئولة تمزيق المصريين جميعا حيث يجد الغير فيها حجة للرد بقسوة وغير اعتدال ( يعني بالبلدي انتقدك بكلمة تضربني بسكين ).
هل المسلم يساوي المسيحي في مصر؟
لدي المتطرفين المسلمين قول كثيرا ما يرددوه خلاصته انه ( اذا فعل المسيحي شيئا بسيطا مع مسلما مثل رميه بحجر فينبغي الرد عليه بقتله ، واذا قتل المسيحي مسلما فيكون الرد لابد من الاخذ بالثأر بقتل عشرة مسيحين )
هذا يوضح نظرة المتطرف المسلم الي المسيحي كنظرة دونية وهذا مافعله الدكتور العوا والذي اعتبره رد فعل ازاء تصريحات الانبا بيشوي ، وفي مسلكه هذا لايجد حرجا من ابتداع الاكاذيب والتلفيقات كامتلاء الاديرة بالسلاح للحرب مع المسلمين – يا سيد يادكتور يامحترم لم يحدث علي مر الزمان ان تسلح اقباط مصر بالمسدس او البندقية اوالسيف ، اننا كمسيحيون لا نتسلح الا بالاسلحة التي اوصانا بها الله في كتابه المقدس وهي كلمة الله التي هي السيف والخوذة التي هي الخلاص والترس الذي هو الايمان والدرع الذي هو البر ( من فضلك اقرا افسس 6 )
ولا مانع ان ياخذك السيد العوا في رحلة فوق الخيالات بحشر اسرائيل في المنتصف فهو يدرك كيف يحاول الهاب صدور المسلمين باكاذيب وضيعة .
ثم كيف تأتي له ان يصدر تصريحا ناريا من نوعية ان الكنيسة تريد حرق مصر بالفتنة ، ان هذا الكلام يعتبر بمثابة السب والقذف والتخوين الذي لانقبله علي كنيستنا وقيادتها ، فنحن قد نتفق او نختلف مع قياداتنا الكنسية في بعض التوجهات والامور ولكن ابدا لا نقبل مجرد التلميح بعدم وطنيتها او تخوينها لاننا نثق في وطنية وامانة هذه القيادات ونثق ان حتي مانختلف معهم فيه انما صدر عن قلوب مؤمنة ونفوس صافية وارواح متطلعة لرفعة بلدنا وسموها .
اما ما يتكلم عنه من استهجانه عن من يتنصرون سرا وامتداحه لمن يسلمون علانية فهو بالقطع بغالط نفسه وضميره وقلبه وعقله ، فيا سيد عوا هل هذه البلد تفتح ذراعيها لمن يريد ان يتحول للمسيحية ، ان اجبت بنعم فانت كاذب مغالط ليس لك حق او حجة ويكفي ان تسأل عن محمد حجازي وماهر الجوهري من اعلنوا رغبتهم في التحول للمسيحية ولتجيب هل فعلوا ما فعلوا بسهولة ؟ بل هل وصلوا لاي شئ ؟ اعنقد انك تعرف انهم موتي مدنيا وهم احياء .
خاتمة
حقا انه وطن يحترق ، مصر تحترق ..... ولا احد يعرف هل هذا لعب الكبار بالنار لالهاء الناس عن مشاكلهم المستعصية اقتصاديا وسياسيا ، ام هذه توجيهات امنية لمحاولة عمل توزانات امام المجتمع الدولي وتصوير المسيحين علي انهم اقوياء ومتطرفين وخارجون عن السيطرة ، ام هذا مدا اخوانيا سيأكل الاخضر واليابس .
انقذوا مصر من الحريق ........هل من مجيب ؟
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :