الكاتب
- المهندس "سيد عبد العزيز".. عشوائيات "الجيزة" ومشاعر الأقباط
- صديقي "مكاريوس".. هنيئًا لك
- موظفو مركز المعلومات يهدِّدون "المحجوب" بالتصعيد ويتهمونه باستخدام الدين للتأثير على الناخبين
- "شردي": الحكومة تتعامل مع مشكلات البلد على طريقة "العين صابتني ورب العرش نجاني"
- أهالى "اسطبل عنتر": الحكومة سلمتنا مساكن غير صالحة للاستخدام الآدمي
جديد الموقع
صاحبة الزى السعودي
بقلم: محمد بربر
كل ما نراه على شاشات الفضائيات يدفعنا للتأمل، وفى أحايين أخرى للحسرة. وبعبارة موجزة تبتعد عن تفاصيل مثيرة لأية حساسية، لم يعد الإعلام وسيلة تنوير وتوعية ونشر للقيم والمبادىء، ربما الوظيفة الوحيدة التى احترمها القائمون على الإعلام فى بلادنا هى "الترفيه"، وإن كنت أرى أن الترفيه وصل بنا على فضائيات "مصر" المحروسة إلى "مسخرة".
أن يتراقص أحدهم ويهذى بتصريحات تثير الفتن وتنشر الضغائن بين أبناء الشعب الواحد، ناهيك عن سبه الأديان، وسرعان ما تتلقفه قناة أخرى ليقدم فصلا آخر من "الهذيان"، وعبر شاشات "تأخذه إلى الجنة" يصول ويجول، هنا وهناك، ليقدّم أفضل تشويه لسماحة الدين وهو يظن أنه يحسن صنعا.
على أية حال.. فقد آلمنى ما واجهته من موقف شخصي كشف لى بدون مواربة أو تحفظ، ما وصلنا إليه فى بلاد "الحضارات" من جهل وتطرف، حين ساقنى حظى– لا أدرى إن كان تعيسًا أم سعيدًا– إلى احدى مؤسسات الدولة حتى يمكننى الدخول لإنهاء بعض الأعمال، ودخلت الحجرة بعد عذاب طويل، الموظفون يتعايشون مع الوظيفة كما لو كانوا فى بيوتهم، تذكّرت على الفور أفلام "عادل إمام"، ووضعت يدى على صدرى خوفًا من أن أغادر دون إنهاء الأوراق.
هذه موظّفة منتقبة تستغل تليفون العمل فى الثرثرة مع صديقاتها وابنتها ثم صديقات ابنتها "وأبو بلاش كتر منه"، تنقلت بين المكاتب كما ساعة حائط ملتوية عقاربها، موظّفة أخرى ترتدى الزى السعودى، الحجاب الطويل الأسود، وتقرأ فى كتاب دينى اسمه "الأذكار".. تساءلت بينى وبين نفسى: "وهل تصح الأذكار وقت العمل؟!". وقبل أن أنهى كلامى كانت بصوتها الجهورى تسألنى: "حضرتك واقف هنا ليه؟"، فأشرت إليها بالورق، وكيف أن يومى كان طويلاً مع الحكومة، فقالت لى "الأخت": هل ترى هذا الرجل الذى يجلس على المكتب المجاور؟ اذهب إليه وأعطه "إكرامية" وسوف ينهى لك ما تطلبه فى دقائق لن تطول!!! اكفهر وجهى، وتصاعد الدم يجرى فى عروقى هربًا من التفكير فيما يحدث.. لهذه الدرجة احتلت المظاهر قلوبنا، وقتلنا "الزى السعودى"؟ ثم كيف يقرأ الواحد فينا "أذكاره" ثم يساعد الآخرين فى إفشاء ثقافة "الرشوة"؟! وهل بالفعل له نصيبه من هذه الإكرامية اللعينة؟
لا يهمنى أن أنهى تلك الاجراءات اليوم أو غدًا، ولن أقدّم الرشوة كما أمرتنى "صاحبة الزى السعودى".. غادرت الغرفة وسط نظرات الدهشة التى طغت على وجه الأخت، وأنا أتساءل: "هل فعلاً أخذتها شاشات الفضائيات إلى الجنة؟ وهل ياترى أصحاب الزى السعودى يدخلون الجنة عبر باب واحد أم أبواب متعددة؟".
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :