رحلة ولا أحلى وبالمجّان
بقلم : زهير دعيم
نتعب في الحياة ونشقى، ونركض ونلهث خلف لقمة العيش وهي تركض أمامنا..... وتمرّ الايام والشهور ، والتعب يأخذ منّا مأخذًا،بل يزداد ويترسّب في النفوس والأبدان.
والعمل مشروع وضروريّ ، والتعب نتيجة حتمية لهذا العمل المبارك ، ولكن الجسم يحتاج ايضًا الى قسط من الرّاحة والى مُتنفّسٍ يُغسِّل النفس من الأدران والجسد من التعب ، يحتاج الى خلوة تُطهِّر النّفْس وتُزكّيها، ولا يتأتّى هذا الا بالركون الى الكلمة ، ففيها وبها غسل النفوس من الادران والهموم والخطايا ، وتطهير الذات من الشوائب ، أمّا الجسد فلا يغسله الا قسط من الرّاحة ونزهة في الطبيعة ، تنعم النظر من خلالها بقدرة الخالق.
فأنا كلّما شريتُ كأسًا باردًا من الماء في يوم قائظ رحتُ أتلمظ وأشكر الله ، وكلّما سرح نظري في بحر أو وادٍ أو تلٍّ أثريّ مجيد اتذكّر قول الوحي في كتاب الكتب :
"السّماء تُحدّث بمجد الله والفلك يُخبر بعمل يديه ".
حقًّا حريّ بنا أن نركب متن الطائرة ونُحلِّق فوق الغيم في سماء الله منطلقين الى نزهة تشيع في النّفْس والجسد راحةً وطمأنينة ؛ فالرحلات وحتّى الداخلية منها تُغسّل الابدان وتُنقّيها وتعيدها جديدة، نشيطة لمتابعة مسيرة العمل والعطاء.
قد لا يقتصر الامر على الطائرة ، ففي السفينة مُتعة وأيّة متعة ، ولكلّ ركن وزاوية ومنطقة في هذا الكون رونق وجمال ، فالصحراء لها جمالها الهاديء ، والبحر له رونقه الأخّاذ وموجاته الجذلى ، والطبيعة الخضراء لها وقعها السّاحر الوثّاب ، والآثار الخالدة لها حيِّز في النّفس البشرية ، وكلّها تمجّد الخالق الذي كوّنها بكلمة.
قد يقول قائل : على رسلك يا زُهير ، فما الكلّ يستطيع أن يركب متن الطائرة أو بطن السفينة ، فاليد قصيرة والرحلات مُكلفة !!! واليورو والدولار نادران، فإنّ ما تُقدّمه هو ضرب من المُحال ، هيّا بنا أولا نضمن لقمة العيش ومن ثَمَّ....
وأفهم وأتفهّم واتحسّر .
حقيقة السّفرجميل ، رائع ، يُروِّح عن النفس ويُجدّد النشاط ويُلوّن الحياة ، ولكنه مُكلف ، فالفندق والطائرة والسفينة والمصروف ترهق الطبقة المتوسطة فما بالك بالمسحوقة ؟!
لا أستطيع الا أن أسافرَ في كلّ سنة ، ولا أستطيع الا ان أترك من ذاتي في بقعة ما من العالم كذكريات .
السفر مكلف فعلا ...ولكن ...هناك سفرة ولا أحلى ؛ سفرة جميلة خلاّبة ، تأخذ بمجامع النفوس ولا تُكلفك شيئًا.
سفرة تكاليفها مدفوعة بأكملها والفندق مليون نجمة ، ووسيلة السّفر متن السحاب، أمّا الوجهة فهي السماء.
سفرة جواز سفرها الدم ؛ دم المسيح المسفوك على الصّليب.
سفرة للجميع : للفقير والمعدم والمسكين والمظلوم والمُقعد والمريض والذكر والانثى ، وللأسود والأبيض والأصفر والمُلوّن .
سفرة مُؤمّنة تأخذك الى أورشليمَ السمائيّة، فما عليك الا أن تُسجِّل اسمك في سفر الحياة وتختم جوازك مجّانًا في مطار يسوع وتمهره بدمه الغالي وتنضم الى كوكبة المفديين ، وعندما يحين الوقت ..يحين دورك تجد مكانك مضمونًا.
اتمنّى للجميع رحلة مُمتعة !!!
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :