الأقباط متحدون | انصر أخاك ظالمًا كان أو مظلومًا
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٩:٢٥ | الاربعاء ٢٩ سبتمبر ٢٠١٠ | ١٩ توت ١٧٢٧ ش | العدد ٢١٦٠ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

انصر أخاك ظالمًا كان أو مظلومًا

الاربعاء ٢٩ سبتمبر ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: ميخائيل حليم
للحِكم والأمثال الشعبية  والأقوال المأثورة تأثيرًا بالغًا على توجيه الفكر وتشكيله، ومن ثم ترجمته إلى سلوكيات وأفعال من خلال المواقف الحياتية المختلفة.

وهى أيضًا  تُعد من أبرز مشوهات عمل العقل؛ لأنها تعوق الإنسان من حرية التفكير والقدرة على اتخاذ القرار بإرادة حرة نابعة من اقتناعه الذاتى بما يتوجب عليه فعله. ولذلك نجد إنه من أهم الأهداف العامة للتعليم فى "اليابان" إنه يتوجب تطوير عقل حر لدى المتعلم، بحيث يكون قادرًا على السلوك بشكل مستقل ومسئول ليكون قادرًا على التصرف.

ولذلك تجد أكثر الناس ميولاً لترديد الأمثال الشعبية ورغبة للعمل بها بنسبة أكبر من غيرهم، هم الذين لم ينالوا قسطًا كافيًا من التعليم الهادف الجيد الذى يسعى إلى تحرير العقل من قيود الجهل والظلمة والتقليد الأعمى. 

فمثلاً أغلبنا يسمع عن قول مشهور يتردد كثيرًا على مسامعنا، يقول: "انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا"، ونسمع أيضًا  عن  آخر يقول: "أنا وأخى على ابن عمى، وأنا وابن عمى على الغريب"!!

عنصرية وحياد عن الحق
القول الأول ينادى بأن تنصر أخاك حتى لو كان ظالمًا، ويُفهم من ذلك أن تتغاضى عن قول وفعل الحق، وإن تطلب الأمر شهادة منك- حتى لو كانت فى ساحة القضاء- أن تشهد بغير الحق حتى تتمكن من نصرته، وإلا نصرت عليه غيره.. فعليك فعل ذلك من أجل نصرته.

وأيضًا إن وجدت أخيك يتشاجر مع أحد الأشخاص وجب عليك مساندة أخيك فى شجاره ضد الآخر، حتى لو كان أخوك هو المخطئ، والآخر مظلومًا..

وما المقصود بكلمة أخاك؟ هل المقصود المعنى القريب أم البعيد؟ بمعنى أخى فى العقيدة أو أخى فى العروبة أو غير ذلك؟!! ولذلك فيتوجب عليك نصرته حتى لو كان على غير حق لمجرد أن خصمه لا ينتمى لعقيدتك، أو عروبتك، أو بلدك، وخلافه.

وحتى لا تجد حيرة فيما المقصود من كلمة أخاك، جاء القول الثانى بشمول أكثر، وتوضيح تام حيث يقول: "أنا وأخى ضد ابن عمى، وأنا وابن عمى ضد الغريب".. وماذا الحال إذا كان أخى هو المخطئ فى حق ابن عمى؟ أو كلاهما أخطئا فى حق الغريب؟!!

ولعل هذا يفسرمواقف البعض فى القول والفعل من الحياد عن الحق والتكلم بالأكاذيب فى المواقف المراد منها الدفاع ونصرة الانتماءات الشخصية، واعتبارها واجب لابد منه.

تهديد لسلامة المجتمع
هذه الاتجاهات الفكرية تعمل على تقسيم المجتمع إلى فئات، وترسّخ العدائية بينهما، وتشكك فى مصداقية كل طرف تجاه الآخر؛ لأن كل طرف وجب عليه نصرة طائفته فى جميع الأحوال حتى لو كانت على غير حق، لدرجة أننا أصبحنا نميل لتصنيف كل ما يحيط بنا على أساس عنصرى؛ فنجد من مواليد محافظة ما يميل لنصرة ابن محافظته، ومن يشجع نادى كروى يميل لنصرة مشجع نفس النادى، وما بالك من يدين بعقيدة دينية ما، كم يكون على استعداد لنصرة دينه وأبناء دينيه، سواء كان معهما الحق أم ليس معهما..

الفهم الخاطىء لبعض الأمثال
على الرغم من أن عدد ليس بقليل من الناس يفهمون ويطبقون مثل "انصر أخاك ظالمًا أومظلومًا" بالمعنى الحرفى؛ لأن دعوة نصرة الأخ فى حال كونه مظلومًا هى شىء طبيعى وتلقائى بطبيعة الحال، ولكن الذى يحتاج إلى تأكيد الدعوة هو إننى يجب أن أنصره حتى لو كان ظالمًا.

وكون هذا المثل حديث صحيح، وله بقية ولكنها غير متداولة وغير معلومة للجميع، وتعتبر شرح لمعنى نصرة الأخ حتى ولو كان ظالمًا، وذلك بأن تحجزه وترده عن ظلمه تجاه الآخرين.ولكن ربما ما جعل النصف الأول فقط هو الراسخ فى أذهان الناس والمعمول به، أن أول من قال هذا المثل كان شاعرًا بالجاهلية، وهو "جندب ابن العنبر ابن عمرو التيمى"، وقد أورده على شكل بيت من الشعر يقول: :"يا أيها المرء الكريم المشكوم انصر أخاك ظالمًا أو مظلوما"، وكان المقصود به المعنى الحرفى الذى تقلدناه وعملنا به حتى الآن.

والذى يؤكد إننا نعمل بتنفيذ المعنى الحرفى لهذا المثل بقناعة، تولد وانبثاق المثل "أنا واخى ضد ابن عمى، وأنا وابن عمى ضد الغريب"، وهو على شاكلته وفلسفته ونعمل به عن قناعة تامة ونحتذى به فى مواقف حياتنا المختلفة؛ لنقسم مجتمعنا إلى بؤر تميز عنصري.

دراسة وفهم الامثال
كما رأينا إن لهذه الأمثال وغيرها خطورة بالغة، ولذلك توجب علينا فحص ودراسة هذة الأمثال، وإن لم يكن فى مستطاع الإنسان العادى الحكم على المثل وصلاحية العمل به، وإن كان مفيدًا أو ضارًا، فوجب على المثقفين دراسة الأمثال الشهيرة المتداولة ونبذ ما هو غير صالح منها، وتحذير الناس من ضررها وسلبياتها التى من الممكن أن تؤذى المجتمع وتضر به.
 ووجب على كل إنسان تحكيم ضميره الذى وهبه الله إياه لفحص الأمور، وتمييز الخير من الشر، وعدم الحياد عن الحق مهما كانت الدوافع والمبررات التى تدعوه للحياد عنها.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :