حسناً فعل شيخ الأزهر
بقلم : مدحت قلادة
تفاءل الأقباط خيراً باختيار الدكتور الطيب شيخاً لمنارة الأزهر لمِا يتمتع به من وداعة، فالأزهر حصانة الإسلام المعتدل ضد إختراق الفكر الوهابي المستبيح لحياة المخالفين في الدين والمذهب، حسناً فعل فضيلة شيخ الأزهر حينما أصدر بيان مع فضيلة مفتي الديار المصرية ووزير الأوقاف لغلق باب إشعال الفتن الطائفية في مصر منتقداً تصريحات نيافة الأنبا بيشوي التي أساءت لأخوتنا شركاء الوطن.
بالطبع خروج الأزهر ببيان.. أغلق الطريق على جماعات الإسلام السياسي التي تبغي إشعال مصر والنيل من وحدتها واستقرارها رغبة في تحقيق مكسب سياسي اعتمادا على الغوغاء والدهماء الذين قال عنهم الدكتور كمال أبو المجد نائب الرئيس السابق للمجلس القومي لحقوق الإنسان أثناء لقاءنا به في زيورخ منذ عدة أعوام (إن المتطرفين ليسوا متدينين بل كل رغباتهم تنحصر في سماع مشكلة بين مسيحي ومسلم فيهبوا للسرقة والحرق والنهب بدون وازع ديني أو أخلاقي ومعظمهم مدمني مخدرات)...
كنت أتمنى من فضيلة شيخ الأزهر خاصة بعد اجتماعه مع أقطاب الإسلام في مصر وهم فضيلة المفتي ووزير الأوقاف إصدار بيان يهاجم كل من سولت له نفسه أن يخون الوطن ويبيع نفسه لقنوات خليجية ليشعل الفتن داخل الوطن..
كان أملي إصدار بيان إدانة للمتطرفين والإخوان والسلفيين مثل الشيخ أبو إسلام الذي وصف مسيحيي مصر بكلمات تدل على انحطاط أخلاقي وإنعدام دين مثل توحشت كلاب النصارى.. كسر الصليب.. الكتاب المقدس محرف..
كان أملي أن يصدر عن الأقطاب الإسلامية بمصر بيان يدين الدكتور محمد عمارة الذي استباح في كتابه (فتنة التكفير) أقباط مصر، الراغب في إشعال مصر بحرب أهلية وهجومه السافر على قداسة البابا شنودة الثالث... وتكراره الدائم في مختلف وسائل الإعلام أن الكتاب المقدس محرف والديانة المسيحية منسوخة...
كان أملي أن يصدر أيضاً بيان يدين الدكتور زغلول النجار صاحب نظريات الإعجاز العلمي في القرآن وتطاوله على المسيحية معلناً على الملأ في القنوات التلفزيونية واصفاً كتابنا المقدس بأنه كتاب مكدس...
كنت أتمنى أن أرى من فضيلة شيخ الأزهر عتاب لصفوت حجازي والحويني وحسان لهجومهم الغير مبرر على الكنيسة والأقباط فصفوت حجازى كتب مقالاً كرر فيه خمس مرات على الأقل أن كتابنا محرف.. وأننا كفرة.. والحويني تقلد المنبر ليس لإلقاء كلمات تحض على الأمان والعمل الصالح بل تحض على إشعال الفتن الطائفية وقتل واستباحة دماء الآخر...
كنت آمِل من فضيلة شيخ الأزهر ألا يكفي تصريحه بأن الهجوم على العقيدة خط أحمر فقط!!! رفض عمل وفكر أدعياء العلم والمعرفة المعتقدين خطأ أن دينهم سيزداد رفعة بسب عقائد الآخر...
فضيلة شيخ الأزهر أرسل لكم ولصحبكم رسالة من مواطن قبطي.. ما رأيكم في تصريح العوا بأن الأديرة مخزن للأسلحة وأن الكنائس مستودع للذخيرة؟!! ما رأيكم في شيوخ وعلماء مسلمون هدفهم في الظهور على الميديا هو سب عقيدة اقباط مصر؟!!.. ما رأيكم في مظاهرات المسلمين وشتائمهم لقداسة البابا ورميهم لصورته أرضاً والدوس عليها بالأقدام؟!! ما رأيكم في أحداث قتل الأقباط بالزاوية 81 فرد، والكشح 21 فرد، وأبوقرقاص 14 و... و...
هل لفضيلتكم من رد عملي على تلك الأعمال الإجرامية؟!!.ما رأيكم في بناء كنيسة من أموال الأقباط؟!! ما رأيكم في تجديد كنيسة؟!! ما رأيكم في قرارات العزبي باشا والخط الهمايوني؟!!. ما رأيكم في أعمال محافظ المنيا؟!! وتعنته في بناء مطرانية مغاغة؟!!. ما رأيكم في الجماعات السلفية وسرقة محلات الأقباط؟..
فضيلة شيخ الأزهر التاريخ شاهد على تركتكم الثقيلة وأخيراً أنا بالطبع ضد ما ذكره الأنبا بيشوي بل وأؤيدكم أن العقيدة خط أحمر لا يجب المساس به... هل تعتبر العقيدة المسيحية عقيدة لغالبية مسلمي مصر؟ بالطبع نعم ولكن الإجابة على أرض الواقع لا!! فما زالت العقيدة المسيحية تستباح ليل نهار ونوصم بالكفر والإلحاد والشرك ويخرج علينا الدعاة وأصحاب والعمائم بأن كتابنا محرف على مرأى ومسمع للجميع...
أخيراً ألتمس من فضيلتكم حماية للوطن ورفع صوتكم عالياً ضد كل من تسول له نفسه سب عقيدة أقباط مصر وأن تساهموا في عودة منارة الأزهر ليصد الفكر الوهابي المخترق الشارع المصري وأن توقفوا قنوات الإرهاب الممولة من دول الخليج ودول الجوار...
أختم رسالتي بآية من كتابنا المقدس مما ذكره السيد المسيح كقاعدة ذهبية للتعامل: «كل ما تريدون أن يفعل الناس بكم، افعلوا هكذا أنتم أيضاً بهم»، وبسبب هذه القاعدة قال المسيح: «هذا هو الناموس والأنبياء.» (مت 7: 12)
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :