الأقباط متحدون | سؤال بريء جدا جدا عن البابا تواضروس
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٤:٥٢ | الجمعة ٢٧ نوفمبر ٢٠١٥ | ١٧ هاتور ١٧٣٢ ش | العدد ٣٧٥٩ السنة التاسعه
الأرشيف
شريط الأخبار

سؤال بريء جدا جدا عن البابا تواضروس

بقلم محمد حسين الشيخ | الجمعة ٢٧ نوفمبر ٢٠١٥ - ٥٧: ٠٨ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 
محمد حسين الشيخ
محمد حسين الشيخ

خرج الشاب من بيت أبيه "الطيب" هاربا من الاضطهاد، بعد أن قتل أهل البلدة والده. سافر هنا وهناك وتزوج وأنجب وتكاثر، لكن عينه دائما كانت على بيت أبيه، الذي صار مُقدسا بالنسبة له. يحن إليه ويحاول جهرا أحيانا، وخلسة في أوقات كثيرة، أن يزوره.

كبرت العائلة وملأ أبناء الرجل الطيب بلدانا كثيرة، ومنها بلده، ولكن بيت أبيه كان في أغلب الأوقات خارج سيطرته. يقع في يد هذا تارة وذاك تارة أخرى... وفجأة عاد قتلة الأب المؤسس وسيطروا على بيته. احتد الابن وقاتل ضدهم، كتفا بكتف من كانوا قد استولوا على بيته، بعد أن انصهر فيهم وصاروا أهله. ووعده أهله وقتها بأن أعينهم لن تغفل إلا بعد تمكينه من زيارة بيت أبيه، في حمايتهم، بعد أن يطردوا منه قتلة أبيه.

تعهد الابن وأعلن أنه لن يزور بيت أبيه إلا مع أهله الذين تربى معهم وفي حراستهم، في الوقت الذي كان هؤلاء الأهل يتسابقون في الحماقة والغباء لتضييع ممتلكات الرجل الطيب وما شيدوه هم بجانبها.. ظل الابن صابرا، تمر السنة تلو الأخرى، وبيت أبيه ينادي عليه، وهو لا يستطيع الذهاب إليه.

قتلة الأب حاولوا باستماته إقناع الابن بأنهم لا يعادونه ولكنهم يعادون من استولوا على بيت أبيه وبيتهم، من الذين تربى معهم.. ظل الابن على عهده لسنوات، حافظا لمن تربى معهم الجميل، صائنا للعيش والملح.. وفجأة قرر الانصياع إلى قلبه، واستأذن كبير أهله وذهب لزيارة بيت أبيه، في حراسة أبناء من قتلوه.

الابن معذور في مشاعره؛ فالبعد طال وأهله خذلوه ولا يبدو أنهم سينتصرون له أبدا، فخان عهده معهم.

الحكاية لم تنته، ولا يبدو أنها ستنتهي إلا بتدمير بيت الرجل الطيب، وكل الأملاك التي تخص كل من تناوبوا الاستيلاء على البيت... الحل المثالي هو تحييد المنطقة التي بها البيت، وجعلها مشاعا للجميع، دون تحديد نسبة ملكية لأحد فيها. ولكن هذا الحل المثالي يحتاج من الجميع أن يكونوا مثاليين، وهذا أمر لم ولن يحدث إلا في سطور خطها الحالمون.

___________

دعكم من هذه الحكاية، لنستعرض بعض ما حدث في مثل هذا اليوم "27 نوفمبر" خلال سنوات مختلفة، والتي كانت كالتالي:

عام 1095، ألقى بابا الفاتيكان أوربانوس الثاني، خطبته الشهيرة في فرنسا، والتي على إثرها بدأت الحروب الصليبية على الدولة الإسلامية، ونتج عنها استيلاء الغرب المسيحي على بيت المقدس وما حوله.

وكان المسلمون قد دخلوا بيت المقدس في عهد عمر بن الخطاب، بعد أن هزموا الرومان "المسيحيين"، ووقعوا اتفاقا أطلق عليه "العهدة العمرية"، ينص على إعطاء الحرية الدينية لمسيحيي بيت المقدس مقابل دفعهم الجزية.. ولكن في عهد الدولة الفاطمية "المسلمة" تعرض المسيحيون إلى اضطهاد في بيتهم "القدس"، وهدمت كنيسة القيامة "كعبة المسيحية" في عهد الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله.

عام 1919، انعقد المؤتمر الفلسطيني الأول في القدس، وطالب باستقلال فلسطين عن بريطانيا المحتلة.

في 1951، دمر الجيش الإسرائيلي قرية "البونيشات" الفلسطينية... وكان يهود قد تجمعوا من عدة دول، واستوطنوا فلسطين، وكونوا دولة إسرائيل حول بيت المقدس، الذي كان لهم مملكة فيه. وحين جاء المسيح ودعاهم إلى دينه اضطهدوه، وتقول الرواية المسيحية إنهم صلبوه وقتلوه في القدس.

سنة 1980، عقد زعماء العرب مؤتمرا في عمّان، قرروا فيه قطع علاقتهم بأي دولة تعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل أو تنقل سفارتها إليها... والعرب دخلوا في أكثر من حرب ضد الدولة الإسرائيلية، كانت محصلتها النهائية تثبيت أركان الدولة العبرية.

في 2007، انعقد مؤتمر أنابوليس للسلام في الشرق الأوسط... وكان العرب "بدولهم التي تحوي ملايين المسيحيين وأضعافهم من المسلمين" قد دخلوا في مفاوضات واتفاقيات عدة مع إسرائيل، منذ كامب ديفيد عام 1978، كلها تعترف بشرعية وجود دولة اليهود.

_____

سؤال برئ جدا جدا: هل يجوز أن أقول للبابا تواضروس الثاني: مبارك حجك يا مقدس؟.
نقلا عن دوت مصر




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :