هل أصبح المواطن خارج دائرة الاهتمام؟
بقلم: جرجس وهيب
فرق كبير جدًا بين أجواء انتخابات عام 2005 وأجواء انتخابات عام 2010؛ ففى انتخابات عام 2005 كان معروف أن هناك إشراف قضائى كامل على الانتخابات ابتداءً من عملية التصويت ومرورًا بعملية الفرز وحتى إعلان النتائج، مما أعطى جدية وأهمية للناخب، فكان سعى المرشحين الأول هو محاولة كسب رضا وثقة الناخب دون النظر إلى محاولة كسب ولاء الحزب الوطني، أو على الأقل بدرجة أقل مما عليه الآن.
ففى انتخابات عام 2005، الأعمال التى أُنجزت خلال فترة الدعاية الانتخابية أكثر من المشروعات والمصالح التى اُنهيت من أُعضاء البرلمان خلال السنوات الخمس الماضية وهى عمر البرلمان، فخلال فترة الدعاية الانتخابية لانتخابات عام 2005 دفع المئات من المرشحين المصروفات الدراسية لآف التلاميذ الفقراء، وقُدِّمت الكثير من المساعدات، وحُلَّت الآلاف من مشاكل المواطنين المتعثرة، وتبرَّع الكثير من المرشحين بالكثير من الأجهزة للمستشفيات والوحدات الصحية؛ فكان هناك استماتة وحرص فى الحصول على أصوات الناخبين، وبأى شكل من مختلف المرشحين.
أما فترة الدعاية الانتخابية لبرلمان عام 2010، على الرغم من صدور تعليمات مباشرة من أمانة الحزب الوطنى بـ"بنى سويف" للمرشحين بالتحرك وسط الجماهير وتقديم مساعدات للمواطنين- إلا أنها لم تصل إلى 10 % مما قُدِّم خلال انتخابات عام 2005 باستثناء مرشحين أو ثلاثة؛ فأغلب المرشحين أو بالأحرى المتطلعين، تقدَّموا للمجمع الانتخابي للحزب الوطني، فتركَّز كل اهتمامهم على محاولة كسب ود أعضاء المجمع الانتخابي. والمجمع الانتخابى يتكون لمن لا يعلم من هيئة مكتب الحزب بالمركز، ويترواح عددهم مابين (5) إلى (8) أفراد، وأعضاء مجلس محلى المحافظة وعددهم (10) أفراد، وأعضاء مجلس محلى المركز وعددهم حوالى (65) فردًا، ورؤساء المجالس الشعبية للقرى وعددهم يترواح ما بين (5) إلى (7) أفراد حسب عدد الوحدات الحزبية، وأمناء الوحدات الحزبية وأمناء التنظيم ويترواح عددهم ما بين (50) إلى (60) فرد حسب عدد الوحدات الحزبية، و(3) من لجنة العشرين، و(2) من لجنة الخمسين.. بمعنى أنه تركُّز جهود المرشحين على حوالى (400) فرد على أقصى حد. وخرج المواطنون من دائرة الاهتمام والضوء باستثناء عدد من المساعدات البسيطة مثل: استمارات بطاقات رقم قومي، وإمسكيات رمضان، ونتائج العام الجديد، وكميات بسيطة من اللحوم لعدد بسيط من المواطنين.. وعدد من المرشحين قدم أجهزة لاب توب لأبناء أعضاء المجمع، ووظائف ورحلات حج وعمرة، وغالبية هذه المساعدات قُدِّمت بعيدًا عن أعين قيادات الوطني؛ فأصبح النائب يدين بالولاء للحزب الوطني أكثر من المواطنين، وبالتالى الولاء سيصبح للحزب أكثر من المواطنين..
تخيَّلوا شكل مجلس الشعب القادم والولاء فيها للحزب! وبما أن الحكومة حكومة الحزب، بالتالى المواطنون خرجوا من المنظومة تمامًا!! فإذا كان مجلس عام 2005 كان بهذا الشكل والنواب جاء بهم الناخبون، وأخرجوا قوانين مثل قانون الضرائب العقارية الذى يجنى ضرائب على منازل بناها المواطنون من مالهم الخاص؛ فأنا أتوقع أن يكون مجلس الشعب القادم وبالًا على المواطنين، وسيخرج قوانين ستكون عبئًا كبيرًا على المواطنين، وسيتم خلال مجلس الشعب القادم إلغاء الدعم تمامًا على كافة السلع والخدمات مثل الكهرباء والسولار والبوتاجاز، وما خفى من القوانين كان أعظم، فطالما لم يأت المواطنون بالنواب، فلن يكون المواطنون داخل حسابات أعضاء سيد قراره، وسيتحركون بالريموت كنترول، وعن بعد، وبالإشارة.. وربنا يستر!!
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :