الأقباط متحدون | ارام- خطيب من بلاد فارس يتحدث عن يسوع الناصري
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢٣:٠٦ | الجمعة ٨ اكتوبر ٢٠١٠ | ٢٨توت ١٧٢٧ ش | العدد ٢١٦٩ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

ارام- خطيب من بلاد فارس يتحدث عن يسوع الناصري

الجمعة ٨ اكتوبر ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم:عساسي عبد الحميد
لقد آن لكل آلهة العالم أن تستريح وتأخذ لها موضعا في زاوية التاريخ وتكتفي بسرد الملاحم والمآثر وذكر أعمال الأجيال، وحان لإله إسرائيل العتيق أن يجتاز الحظيرة ليضم خرافا أخرى لحظيرته ويلحق مراعي لمملكته. أنا لم أرى يسوع في حياتي لكني لمسته جليا من خلال نور وحرارة الكلمة الحية، نعم تلك الكلمة التي استعملها تلاميذه سلاحا لغزو جزائر وحواضر قصية، وهي الكلمة التي اجتاز بها \"توما الشكاك\" أرض فارس ليكرز بها هناك على ضفاف الهندوس وتحت ظلال شجرة المعرفة، ومنذ أن مر \"توما\" هذا من مدينتنا ليبشر بتعاليم معلمه يسوع وهو في طريقه إلى الهند أيقنت أن الإله بدأ يتحدث لغة جديدة مع الخليقة، أنا لم أضع يدي على جنب الناصري ولم أرى ثقب يديه لكي أؤومن و أقول ربي و الهي، بل رأيته حاضرا في كلام هذا التلميذ الذي مر من مدينتنا ذات يوم كطيف طير محلق صوب الجبال الشاهقة، فشجرة المعرفة التي استظل بها الحكيم بوذا، والنور الأبدي الذي لمسه زرادشت في حرارة الشمس و لهيب النار وحكمة كونفوشيوس الفريدة ومنابع المعرفة التي نهل منها عقلاء مصر وبابل وأثينا وروما وقرطاج، وكذا وصايا موسى العشر الخالدة كل هذه كانت جداول انسلت من نبع واحد لتجتمع في نهر جامع ينشد الكمال والحب في زرقة وعمق بحر واسع، وكلها كانت مسالك صار عليها الإنسان لتجتمع ويظهر في النهاية مسلك واحد يكون هو الطريق والحق إلى المنارة المتوهجة التي سماها يسوع المسيا بالآب السماوي... المسيا إذن هو الكلمة التي يتمخض بها شوق الإنسان كل ألف ألف سنة فتلفظه أنوار السماء على جنبات ظهيراتنا الساكنة، المسيا هو البذرة الكامنة فينا منذ الأزل والنامية على شواطئ بحيراتنا المنسية فترصعها بورد فواح و خيزران يانع، هو اليد الحانية التي تقطف دهشتنا الخجولة المترددة لتحلق بها طليقة فوق تلال أشواقنا المخضرة وفجر أحلامنا المزركشة ، الكلمة هي أنشودة عتيقة معزية محفوظة في حرز الحياة وملفوفة بنور أمنا الشمس .. نعم، لقد جاء يسوع ليصنع طريقا بين الأرض و السماء ويستبدل صلواتنا العتيقة بأخرى مجنحة كرفرفة نور الفجر وغيم الأودية الهادئة، وليجعل تقدماتنا موزونة بمكيال المحبة وصفاء القلب لا بكمية الذبائح وروائح دماء التيوس والحملان التي نقدمها على المذبح ونحن متوجسين خائفين، فرب دمعة حارة تذرفها أرملة فقيرة خير من ذبائح كل الملوك، ورب كلمة نابعة من قلب كسير خير من تراتيل وصلوات من نصبوا أنفسهم حماة للشريعة، وقد جاء يسوع أيضا ليستبدل السيوف والحراب بسلاح الكلمة الحية النافذة، نعم ، لقد تمزق ستار الهيكل عشية الصلب العظيم ولم يبقى ستار فاصل بين الله الإنسان، وبواسطة الكلمة نزل الإله من عليائه ليسكن قلوب المتواضعين والثقيلي والأحمال




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :