الأقباط متحدون | التطاوُل على قداسة البابا
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٠:٢٥ | الجمعة ٨ اكتوبر ٢٠١٠ | ٢٨توت ١٧٢٧ ش | العدد ٢١٦٩ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

التطاوُل على قداسة البابا

الجمعة ٨ اكتوبر ٢٠١٠ - ٠٧: ٠٤ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم : القمص أثناسيوس ﭼورﭺ
إن الذي أحدثه الرعاع ضد الكنيسة وضد بطريركها قداسة البابا شنودة الثالث في هذه الأيام٬ يصف الشعور العام والحال المُذري الذي آلت إليه الحالة الراهنة في مصر... هب الغوغاء والسوقة من كل صوب مُترَعين بالكراهية وبلَوْسة الحقد٬ ينفثون أكاذيبهم وحسدهم وشرهم وجنونهم٬ تاركين مطاعنهم ومذابحهم وإزدراءهم وحرائقهم التي يصنعونه فينا على مرَ الزمان٬ والتي سيجازيهم الله عنها٬ ومعهم الذين حرّضوهم والذين استحسنوا أن يُخرجوا المشهد على هذا النحو الهمجي.
بينما البابا البطريرك الذي تطاولوا عليه كرمز٬ كان في مثل هذه الأيام (أكتوبر۱٩٧۳) في زيارة خط المواجهة ليلتقي بالجيش المصري٬ وكلمهم كواحد منهم٬ تخرج من مدرسة الضباط الإحتياط وقضى خدمته العسكرية متطوعاً لا مُجبراً عليها ولا هارباً منها حيث قام بتشجيع الجنود وصلى لأجلهم وأوصاهم بالشجاعة٬ وطلب من الله أن يحفظهم وأن يجعل بلاد مصر عظيمة ومحبوبة على الدوام٬ وكذا ناشد الجنود قائلاً (إن الدفاع عن مصرليس شرفاً فقط إنما هو واجب)٬ ثم بسط يديه لله إلهنا كي لا نفقد أحداً من الجنود وحتى لا نفقد شعرة من رؤوس أبناء مصر٬ ذاكراً لهم بأن أرواحهم غالية عنده وأن صورتهم منطبعة في قلبه٬ وقد تكررت زياراته للجبهة مرات عديدة أثناء الإعداد للحرب وفي فترة الإستنزاف. والتاريخ يشهد لوطنيته وتدعيمه للمجهود الحربي٬ وكذا أعماله وأقواله خير شاهدة على قلبه المُفعَم بالإخلاص للوطن. لقد قال للمحاربين في إحدى جولاته (بإسم كنيسة مصر إنني صَديق كل ذرة رمل في صحراء بلادي)٬ هذا وقد قدم له الجنود والقادة بدلة عسكرية قيِّمة كزميل ورفيق للسلاح٬ فبادلهم بقوله (أنا مواطن من مصر يخدم الله في الناس ويصلي من أجل الوطن ويتطلع إلى السماء من أجل نشر السلام والخير على الأرض كلها).
إنك يا قداسة البابا كأسلافك الأماجد جبَّار بأس ترقى مراقي الجبّارين الذين استُأهلوا ليكونوا عَصيين على التشكيك والتلاشي٬ فشغفك بدراسة التاريخ جعل حضورك الروحي والوطني دائم الإشعاع... بعد أن اجتزتَ إمتحانات لا يَسْلم من هولها الجبال٬ لكن سندة الله لك ونعمة رئاسة الكهنوت قد أيدتك وأنت تحمل صليب رئاسة الكنيسة٬ حيث أساسات الجبال المقدسة.... وسط الأهوال والسجن والذبح والقتل والتحفظ والهجوم والحرائق وألاعيب الأنظمة وصعود الأصولية.... حاملاً هموم وأوجاع شعبك ومختبر أحزان٬ حتى سكوتك المُطبَق وبكاؤك محسوب عليك٬ قوّاك الله وأعانك وأنت بين شقي الرَحَى.
نصلي إلى الرب إله القوات أن ينظر ويطَّلع على كنيسته التي غرستها يمينه يُصلحها ويثبتها في مسيرها لتكمل طريقها٬ وأن يُهدي الذين لا يدخرون وسعاً للنيل منها غير عابئين بالإعتبارات والتوقيتات ولا بمصلحة الكنيسة العليا٬ نصلي أن يؤازرك بروحه القدوس التي آزرت الآباء البطاركة السابقين٬ كي عندما تُمسك السماء مطرها٬ تستمطرها أنت من مائك المخزون لتروي عطش شعبك٬ وفي أزمنة القحط والتجارب الصعبة تُشدد وتُقوي رعية الله التي أقامك عليها... وقداستك لم تؤخر أن تُخبرها بكل مشورة الله.
وجميعنا نثق أن مصر مباركة بحسب الوعد الإلهي وأن القوة الإلهية لن تقف أمامها أي قوة غاشمة مهما بلغت٬ وكما خيَّب الله كل المقاومين والمعاندين لقديسي العلي٬ كذلك سيضمن ويؤمِّن مسيرة الكنيسة قبالة أبواب الجحيم٬ ونثق أيضاً أن النقمة ستُباغِت المفترين والمسيئين٬ وكل من يجول ملتمساً أن يُتلف الكنيسة... فستنطوي هذه الصفحات الحزينة٬ وستنطوي كل الجهالات قدام كنيسة الله الحي٬ لتُصبح لها إتساعات في المدينة التي لها الأساسات أورشليم العُليا أمنا الحُرّة.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :