الأقباط متحدون | تشتري وطن؟!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠١:٠١ | الأحد ١٠ اكتوبر ٢٠١٠ | ٣٠توت ١٧٢٧ ش | العدد ٢١٧١ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

تشتري وطن؟!

الأحد ١٠ اكتوبر ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: مينا ملاك عازر
 ادعى اليهود أنهم شعب بلا أرض، وقالوا عن "فلسطين" إنها أرض بلا شعب، فوعدهم "بلفور" بأن يستوطنوا "فلسطين" بوعد ممَن لا يملك لمَن لا يستحق، وكذلك في العصر الحديث (أوي)، صارت "مصر" وطنـًا بلا شعب، أرضه تُباع بالتخصيص، ولما اعترضوا على بيع الوطن، أيفوا القانون وعملوا لجنة، واللجنة حلَّت المشكلة، وأعادت البيع لنفس المشتري، ونسيوا أن "مصر" أرض لها شعب، ولكن استمر مَن لا يملك يبيع لمَن لا يستحق.

 واستمرت الوعود، واستمر الشراء وكذلك البيع، وفي كل انتخابات تظهر الوعود، حتى سميناها "الوعود الانتخابية"، وبعد الانتخابات تغيب الوعود، نننساها، لأنها وعود مَن يملك لمَن يستحق، أما وعود مَن لا يملك لمَن لا يستحق، سبحان الله، تلاقيها منفذة، فكرت ليه الوعود دي بتتنفذ؟؟ لقيت إن الرك مش على اللي وعد، لكن على اللي اتوعد له، فلو كنا نطالب بما وُعِدنا به، وطالبنا تنفيذه، وتابعنا من وعدنا بوعده، وذكرناه به وصممنا على تنفيذه لنفذه، وإن لم يفعل فلن يكون له وش يرشح نفسه تاني للانتخابات.

 والأصل في الوعد أن يُنفذ، ووعد الحر دين عليه، لكن وعود نواب الشعب ليست وعود من أحرار؛ لأنهم مستعبدون لـ"الحزب الوطني"؛ سواء الذي رشحهم أو الذي ساعدهم أو الذي تركهم ينجحون، ولذلك مهما فعلوا فهم في النهاية في ظل سقف لن يتخطونه حفظـًا على حزبهم، يعني مثلاً فيه مجموعة دافعة أكثر من عشرين مليون جنيه، واشتروا جريدة ناجحة المفروض يكسبوا من ورائها، وتحمي مصالحهم، اختاروا التضحية بالجريدة وملايينهم في سبيل إسقاط الجريدة، لكي ينجحون هم ويبقون على مصالحهم.

 ولتذهب الجريدة ليبقى الحزب والكرسي والمنصب، والعُمر مش بعزقة، لكن الفلوس احنا اللي بنعملها، مش هي اللي بتعملنا، والفلوس بتروح وتيجي لكن الكراسي لو راحت ما حَدِش يضمن لك عودتها، وما بين وعود مشتري الأصوات وبائعي الأوطان يعيش المصريون حياتهم بلا أمل في تحقيق الوعود.

 ويتبادل رجال الوطني كراسي المعارضة مع بعضهم، ويرتدون تارة ثياب حزب وفد، وتارة حزب جبهة، وتارة أخرى حزب غد، والمهم في النهاية إن يكون فيه معارضة، ومش مهم إن يكون فيه وطن، ويبقى الوطن وأرضه معروض للبيع، تحب حضرتك تشتري وطن؟؟ ده لو كنت شخص بلا وطن، الدفع كاش، وممكن تقسيط، وممكن ما تدفعشي، لكن ممكن تقعد على كرسي وترفع إيدك لما يسألوا عن الموافقين، ويا حبذا لو ماجيتش خالص، تبقى ريحت واستريحت.

 وفي الختام قد تُباع الأرض، لكن ستبقى الأوطان رغم أنف الكارهين، وما تحاولشي تكون صاحب رأي إذا أردت أن تكون كبيرًا، ومن جمال "مصر" أن مَن يبيعونها يبقون على كراسيها، ومَن يشترونها إما يهربون للخارج أو يهربون للسجون، ويفضلوا برضه شاريينها، و"مصر" راضية وإنتَ راضي، ويبقى مال حضرتك يا قاضي؟!




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :