الأقباط متحدون | ثيران القرية
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٤:٥٦ | الثلاثاء ١٢ اكتوبر ٢٠١٠ | ٢ بابه ش ١٧٢٧ | العدد ٢١٧٣ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

ثيران القرية

الثلاثاء ١٢ اكتوبر ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: مينا ملاك عازر
على ضفاف أحد الأنهار، أسس بعض العقلاء قرية صغيرة، سرعان ما جاورتها قرى أخرى تحاول الاحتذاء بها في هدوئها وحب أهلها بعضهم لبعض، ولكن من بين هذه القرى التي أُسِّسَت، تم تأسيس قرية أهلها كانوا أكثر تطورًا وتحضرًا من باقي القرى المؤسسة حديثًا، ولكن لم تكن أكثر تحضرًا من القرية الأقدم، وأخذت القرى المؤسسَّة حديثًا تحاول الإيقاع بين القريتين القرية الأقدم ونظيرتها الأحدث إلى أن وقعت الواقعة، وتصادم الجميع، ومن يومها ساد الخلاف بين الناس في القرى.
 
ودارت الأيام، والعداء متوطن بين القرى، وفجأة انقسمت القرية الأقدم إلى جماعتين، وكانت هناك قلة تحاول أن تتكسب من تربية الثيران وبيعها لكن عقلاء الجماعتين اجتمعا واتفقا على أن تربية الثيران خطرة، فالثيران قد تهيج يومًا وتؤذي أفراد القرية من الجماعتين؛ فأصدروا قانونًا بمنع تربيتها، ولما كانت تربية الثيران مجزية لكثيرين، فأخذ الكل يربِّي الثيران في الخفاء ولا يعلن عن تربيته لها، وكلما سمعوا صوت الثيران، يصرخ الجميع من العقلاء من الجماعتين ويقول: يا جماعة، بلاش تربية الثيران فإنها ستقسمنا. فيرد مربي الثيران ومعهم من يحاولون أن يواروا الحقيقة بقولهم: إن صوت الثيران هذا المنبعث يأتي من القرية المجاورة العدوة، تحاول إيهامنا أننا نربِّي ثيران حتى نشك في بعض ونتناحر، لكننا كلنا إخوة ولا نربي ثيران. معقولة نربي ثيران نحن بقرية واحدة نحن إخوة وأحباء.
 
 واستمر الوضع هكذا، يتهمون القرية العدوة بأنها أُس البلاوي والبلواء والمصايب وهي التي تحاول أن توقع بين فريقي القرية، ويتهمونها بأنها هي التي تربِّي الثيران إلى أن قويت الثيران واشتد عودها. وفي يوم نطحت أبواب حظائرها وكسرتها وخرجت منها، وطاحت في البلد كلها، عفوًا في القرية كلها، ولم تفرِّق بين مربيها ومن لم يربوها، ووقع ضحايا كثيرين، وقتلى وجرحى، وقام الفريقان على بعض، غير مكتفين بما فعلته فيهم الثيران، وانهارت القرية من الداخل وصارت أفرادًا وجماعات مشتتين، ولم يعودوا متجمعين في قريتهم كما كانوا، وصارت الثيران كما لو كانت هي صاحبة القرية تعيس فيها فسادًا..
 
ولم يكتف القدر بذلك، بل قفزت القرية العدوة الأحدث على القرية القديمة، كبحت جماح الثيران وذبحتها وسيطرت على أرض القرية القديمة، ومن تبقى من شعبها وأهلها ممن لم يصبهم أذى أو جُرحوا من الثيران، حتى لم يعودوا قادرين على مقاومة الأعداء الخارجيين.
 
وكل هذا لأن أهل القرية ضحكوا على أنفسهم، وأوهموا أنفسهم بأن أصوات الخناق والعراك قادمة من الخارج، عفوًا أقصد أصوات الثيران مع إنها كانت داخل بيوتهم وحظائرهم، بل نفوا إنهم صاروا متناحرين ومختلفين في الأفكار والأهداف، ولم يحاولوا قط الاتفاق ورأب الصدع حتى انهار البناء، وطاحت فيهم الثيران، وصارت أسوارهم منتهكة للقادمين من الخارج، وديست القرية وزالت حضارتها فهل هناك من يذبح ثيران القرية قبل أن تفعل فعلتها في قريتنا؟




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :