عمرو أديب يفجّر مفاجأة لـ"الأزمة": أنا مش رايح "الحياة" ولن أعمل بالسياسة وسأبقى في "أوربيت" حتى تتجاوز محنتها
لم يكن اتصاله الهاتفي جديدًا، فعلاقتي المهنية والإنسانية مع الزميل الإعلامي المتألق عمرو أديب ممتدة منذ نحو عقدين، وكلانا تعلم وتربى في مدرسة الأستاذ عماد أديب، كما أن كلينا لا يراهن على شئ في الحياة أكثر من اجتهاده وامتثاله للأصول المهنية. غير أن المفاجأة في الاتصال الهاتفي من عمرو أديب هي تصريحاته التي شددّ فيها مرارّا على أنه "مش رايح الحياة وسيبقى في فضائيته التي ينتمي إليها ـ يقصد "أوربيت" ـ ولن يتخلى عنها في محنتها". وبهذه التصريحات ينسف عمرو أديب كل ما نشر وجرى تداوله على نطاق واسع، سواء في الصحف أو المواقع الإليكترونية، بعد انتشار أنباء عن انضمام أديب إلى شبكة تليفزيون "الحياة"، وهو ما أعلنه السيد البدوي مالك الشبكة ، ورئيس حزب "الوفد" المعارض، والذي اشترى مؤخرًا صحيفة "الدستور"، ثم أطاح برئيس تحريرها إبراهيم عيسى خلال الأزمة الشهيرة التي لم تزل تداعياتها تتوالى حتى الآن.
عمرو أديب الذي تحدث بهدوء في اتصاله الهاتفي معي ـ خلافاً لطبيعته الصاخبة والعاطفية معًا ـ وشددّ عدة مرات على أنه "لن يتخلى عن (أوربيت) في محنتها، وأنها ليست مجرد نافذة كان يُطلّ منها على ملايين المشاهدين كل ليلة طيلة سنوات، حتى أصبح "صاحب حصّة" في أمسيات ملايين العرب والمصريين، واشتبك في عشرات القضايا، وكان فاعلاً في الكثير منها، سواء بإثارتها أو حلّها، أو حسمها، أو حتى صناعتها أحيانًا.
قصة الوفد
وحول انضمامه للوفد اكتفى أديب بالقول إن الدكتور السيد البدوي منح الحزب حيويّة طالما افتقدها من قبل، وأضاف أديب: انا طبقت عمليًا ما ظللت أنادي به حينما كنت أطالب المشاهدين بضرورة المشاركة الايجابية في الحياة السياسية المصرية وأن تكون المشاركة فعلاً لا قولاً".
كما أكد أديب أنه سيكون عضوا عاديا في حزب الوفد ولن يلعب اي دور سياسي بارز نفى تماما الترشح في الانتخابات البرلمانية القادمة على قوائم الحزب قائلا: "كيف انضم لحزب ما الان ثم اترشح على قوائمه بعدها بأيام؟".
غير أن أديب استدرك محذرًا مما أسماه "عدم خلط الحابل بالنابل"، على حد تعبيره، فهو رجل إعلامي، والعمل السياسي ليس من بين أولوياته في هذه المرحلة من حياته.
وكان من الضروري أن نطرح على عمرو أديب ما تردد من معلومات ـ كان مصدرها السيد البدوي شخصيًا ـ عن التحاقه بشبكة "الحياة"، بل وصل الأمر إلى حد نشر تقارير صحفية مفادها أنه سيقدم برنامجه الجديد اعتبارًا من مطلع يناير المقبل وتوسط في كتابة بنود العقد محمد عبد المتعال رئيس الشبكة، وعلاء الكحكي رئيس مجلس إدارة شركة "ميديا لايف" والوكيل الإعلاني للشبكة.
السيد البدوي يؤكد: عمرو أديب قريبًا على قناة الحياة
بالهدوء ذاته لم ينكر عمرو أديب في محادثته الهاتفية أنه تلقى بالفعل عرضًا من السيد البدوي، واستدرك قائلاً إنه يُكّن للرجل كل التقدير والامتنان، غير أن موقفه الرافض لهذا العرض استند إلى إحساسه بالمسئولية الأخلاقية والمهنية تجاه النافذة التي بدأ من خلالها إطلالته على المشاهدين، في إشارة إلى شبكة "أوربيت"، التي جدد التأكيد على أنها "بيته ومشروعه".
هناك دائمًا أمل
وعّما إذا كان متفائلاً بشأن مستقبل برنامجه الأشهر "القاهرة اليوم" ومدى إمكانية التوصل لاتفاق بين "أوربيت" ومدينة الإنتاج الإعلامي في مصر، أبدى عمرو أديب تفاؤله بحلّ هذه الأزمة قريبًا، وقال إن عودته مرة أخرى للظهور عبر شاشة أوربيت مجدداً "مسألة وقت"، وأنه يأمل بأن الأمور في طريقها إلى الحل قريبًا، مطالبًا الجميع أن يتوقفوا عن تحميل الأمور أكثر مما تحتمل، إيمانا منه بأن سقف الحرية في مصر لا يزال يتسع له.
وتشيع في الأوساط الإعلامية أنباء تزعم أن بنود العقد وبعض الشروط الخاصة التي ناقشها عمرو أديب مع السيد البدوي بقيت سرية لم ولن يتم الإفصاح عنها وتم حصرها فقط بين الرجلين، ويبدو أنهما لم يتفقا في "بند ما"، أو أن الأمور لم تمض للنهاية بعد أن تلقى أديب تأكيدات من مالكي "أوربيت" بأنهم جادون في التوصل لصيغة مصالحة مع مدينة الإنتاج الإعلامي المصرية.
أديب وعيسى
وفي قراءة تحليلية بعيدًا عن تصريحات عمرو أديب، فيكاد لا يختلف اثنان حول السمة المشتركة التي تجمع عمرو أديب وإبراهيم عيسى الإعلاميين الشهيرين الذين تخطيا حدود مصر في الانتشار والتأثير، ولا تختلف الآراء عن التأثير الفعلي الذي يملكانه على توجه الرأي العام المصري والعربي، رغم اختلاف طريقة كليهما بالتفكير والنهج الذي تسير به حواراتهم في البرامج الفضائية، إنما ما يميز بين النجمين إن عيسى يصّر على صورة "المعارض الراديكالي" ، بينما يحاول أديب الانتقاد الناعم المحسوب، لكن بطعم لا يخلو من المرارة بعيد عن التجريح وقريب من الأداء السياسي، أكثر من النهج التحريضي الذي طالما اشتهر به عيسى.
مناقشة حول ملابسات وقف برنامج عمرو أديب عبر "أوربيت"
يُذكر أنَّ مدينة الإنتاج الإعلامي أغلقت استديوهات "أوربت" وأوقفت برنامج "القاهرة اليوم" في 18 سبتمبر الماضي، بحجة تأخر إدارة القناة في سداد القيمة الإيجاريَّة، وعلى الرغم من إعلان إدارة القناة سداد المتأخرات، غير أنَّ مدينة الإنتاج رفضت إستلامها، وأصرَّت على الإغلاق، وشهدت الأزمة مفاوضات بين الجانبين واتصالات على كافة الأصعدة قادها الإعلامي الكبير، عماد أديب، لكنَّها لم تسفر عن نتائج إيجابيَّة حتى الآن.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :