الأقباط متحدون | لن تتزعزع
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٩:٤٣ | الخميس ١٤ اكتوبر ٢٠١٠ | ٤ بابه ش ١٧٢٧ | العدد ٢١٧٥ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

لن تتزعزع

الخميس ١٤ اكتوبر ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: مجدي إبراهيم
 في العمل مع زملائي، وفي وقت الراحة دائمـًا ما نقضي وقتـًا مرحـًا سويـًا، وبحكم  أنني أتحكم في أجهزه العاملين فإن كل ما يمر من بيانات لابد أن يمر على المراقبة أولاً قبل مروره على المستخدمين، حتى لا يكون هناك ضرر من أو على أحد، وفيما أنا أتناول وجبة الغداء جاءني أحدهم وهو مذعورًا حاملاً معه "سي دي" يبدو أن به شيىء هام يريد أن ينقله عبر الشبكة أو ما إلى ذلك، ولكني فوجئت به يرتعش!!

 أخذت منه الـ"سي دي" ووضعته في الجهاز الخاص بي لأرى عجائب الخلق وما يفعلونه ببعضهم! إنها بشاعة ما بعدها بشاعة من مناظر قتل مجردة من أي إنسانية أو مشاعر آدميه على الإطلاق.

 سألته ما هذا؟ ومَن هؤلاء البشر الذين يقتلون والذين يُقتلون؟ فرد قائلاً إنهم أناس مذنبون ويبدو لي أنهم يلاقون عقابهم!! كان الـ"سي دي" يحتوي تقريبـًا على سبعة وثلاثون مقطعـًا بهذا الشكل للأفراد وجماعات مختلفة، ولكن ما عرفته أنهم ينتمون إلى معتقد واحد وينفذونه، كان من ضمن هذه المقاطع التي رأيت بعضـًا منها مشهدًا لسيدة تُرمى بالحجارة بطريقة عشوائية إلى أن فارقتها الروح، ومثـَّل الواقفون بجسدها!!

 لفت نظري هذا المشهد بالذات وربطت هذا المشهد في ذهني بالمرأة التي أُمسكت في ذات الفعل أيام تجسد "السيد المسيح"؛ يقول الإنجيل في الإصحاح الثامن من سفر معلمنا "يوحنا":
"1 أما يسوع فمضى إلى جبل الزيتون 2 ثم حضر أيضـًا إلى الهيكل في الصبح وجاء إليه جميع الشعب فجلس يعلّمهم  3 وقدم إليه الكتبة والفريسيون امرأة أُمسكت في زنا . ولما أقاموها في الوسط 4 قالوا له يا معلّم هذه المرأة أُمسكت وهي تزني في ذات الفعل  5 وموسى في الناموس أوصانا أن مثل هذه تُرجم فماذا تقول أنت؟ 6 قالوا هذا ليجربوه لكي يكون لهم ما يشتكون به عليه. وأما يسوع فانحنى إلى أسفل وكان يكتب بإصبعه على الأرض 7 ولما استمروا يسألونه انتصب وقال لهم مَن كان منكم بلا خطية فليرمها أولاً بحجر 8 ثم انحنى أيضـًا إلى أسفل وكان يكتب على الأرض 9 وأما هم فلما سمعوا وكانت ضمائرهم تبكّتهم خرجوا واحد فواحد مبتدئين من الشيوخ إلى الآخرين. وبقي يسوع وحده والمرأة واقفة في الوسط 10 فلما انتصب يسوع ولم ينظر أحدًا سوى المرأة قال لها يا امرأة أين هم أولئك المشتكون عليك؟ أما دانك احد؟؟ 11 فقالت لا أحد يا سيد. فقال لها يسوع ولا أنا أدينك. اذهبي ولا تخطئي أيضـًا".

وتخيلت "يسوع" واقفـًا في المشهد الموجود في الـ"سي دي".. أيـًا كانت خطيئة تلك المرأة التي تم تكريمها؛ ماذا سيكون رده؟

 بالطبع كما أوصى وكما فعل، فهو لم يكن واصيـًا لم ينفذ ما أوصى به، بل عندما قال اعتمدوا اعتمد هو أيضـًا على يد "يوحنا المعمدان"!! يالعظمه التعليم وسموه حقـًا، أن نلمس "يسوع" في الواقع، وكيف أنه رفض أن تُمس المرأة الخاطئة، بل لم يدنها أيضـًا، وقال لها لا تخطئي مرة أخرى.

 هذا الديان العادل الذي بيده كل شيىء،  نور العالم الذي قال عن نفسه: "أنا هو نور العالم. مَن يتبعني فلا يمشي في الظلمة. بل يكون له نور الحياة" (يوحنا8 :12)، بالحق أن "المسيح" نور، ومَن لم يتبعه في الظلمة تمرغ، وما رأيناه على الـ"سي دي" المشئوم هذا ما هو إلا نتاج تعاليم وثقافات الكراهية والتشدد والتعصب الأعمى؛ هم عينهم الذين قال لهم "السيد المسيح": "قال لهم يسوع أيضـًا أنا أمضي وستطلبونني وتموتون في خطيتكم. حيث أمضي أنا لا تقدرون أنتم أن تأتوا" (يوحنا8 :12)، لأنه هو نور ولا يجتمع النور مع الظلمة أبدًا.

 الأعجب من ذلك هو أنه أمام أعينهم كم فعل معجزات وآيات عظيمة ولم يؤمنوا!! بل هو هو الذي قال لأولاده إنه في العالم سيكون لكم ضيق! وضايقوا أولاده بعد صعوده إلى السماء! وضايقونا نحن أيضـًا بكل السبل المتاحة، ولكننا في نهايه كل أمر شاكرين إياه لأنه وعدنا ووعده أمين وصادق، ولأنه لم يتركنا حزانى بل أرسل لنا روحه المعزي ليعزينا؛ فشكرًا لتعزيته ولأنه لم يشأ أن يجعلنا أولاد الهلاك، وأنه دائمـًا في وسطها فلن تتزعزع!




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :