الأقباط متحدون | البذاءات ديدنة الجهلاء وسمة الأغبياء
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٨:٢٩ | الخميس ١٤ اكتوبر ٢٠١٠ | ٤ بابه ش ١٧٢٧ | العدد ٢١٧٥ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

البذاءات ديدنة الجهلاء وسمة الأغبياء

الاربعاء ١٣ اكتوبر ٢٠١٠ - ٢٧: ١١ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: لطيف شاكر
بدايةً: لا يضير العظماء تطاول السفلاء ولا الحكماء شتائم السفهاء؛ لأنهم في أعين الجميع أغبياء حمقى. ولا يعوّل علي الجرائد الصفراء؛ لأنهم متنطعون دخلاء. لكن نحمد الله إنه مازال بيننا أناس حكماء يطلبون للوطن الوحدة والبناء.. فلا يعنينا إذن الهدامون الجهلاء، ولا نبالي بتظاهراتهم الخرقاء.

يقول النبي "داود" في مزاميره: "لماذا ارتجت الأمم وتفكّرت الشعوب بالباطل، قام ملوك الأرض، وتآمر الرؤساء معًا على الرب وعلى مسيحه... لنقطع قيودهم ولنطرح عنا ربطهم... الساكن فى السموات يضحك، الرب يستهزئ بهم، حينئذ يتكلم عليهم بغضبه ويرجفهم بغيظه.. أما أنا فقد مسحت عبدي علي جبل قدسي.. فالأن أيها الملوك تعقلوا، تأدبوا يا قضاة الأرض، اعبدوا الرب بخوف واهتفوا برعدة، اقبلوا الابن لئلا يغضب فتبيدوا من الطريق؛ لأنه عن قليل يتقد غضبه" (مز2).

إن التصرفات الوقحة التي قام المتظاهرون السلفيون بها، وشتائمهم المهينة، وأفعالهم المشينة وإهانتهم للكنيسة، وتوزيعهم منشورات كاذبة تستعدى المسلمين على المسيحيين، والدولة على الكنيسة.. كل هذا يدل علي ما تحمله عقيدتهم الوهابية  السلفية.. ومخططاتهم الدموية لتدمير الوطن وحرقه وتهديد سلامته!!!

يصفهم الكتاب المقدس:  "حنجرتهم قبر مفتوح، بألسنتهم قد مكروا. سم الأصلال تحت شفاههم. وفمهم مملوء لعنة ومرارة. أرجلهم سريعة إلى سفك الدم".

لقد فاحت رائحتهم الكريهة، وطلوا بوجوههم الكئيبة، وهتفوا بلسانهم المملوء سمًا زعافًا، وظهروا أمام العالم بوساختهم، واعتبروا تطاولهم علي قداسة البابا بطولة وشجاعة وجهادًا في سبيل الله!!

بطولة ورقية زائفة، يحتمون بفتاوي شيوخهم، وبتمويل من بلاد البترول الوهابية، وبمباركة ميديا فاسدة هدفها حرق الوطن، حيث قامت الصحف الصفراء بتعمد الإثارة، وفضَّلت أخبار التوتر الديني على أخبار السياسة وزيادة الأسعار والفساد المتفشي في جسد الوطن.

أسدٌ علي الأقباط العزل، ونعامة وفرخة عرجاء أمام العدو الحقيقي المتربص علي حدودنا ويريد خراب ديارنا بعد أن  مرمغوا أنوفهم في وحل الأرض وهم يسبِّحون بحمدهم.. إنها الفئة القليلة التي غلبت وسحقت الفئات الكبيرة، ثم  يتأسدوا علينا.. أليس هذا جبنًا وضعفًا وهيافة.

لكن يجب أن تعلموا أن كل ما يعمل يعمل للخير؛ فقد توحَّدت صفوف أقباط "مصر" بكل طوائفه مع  كثير من عقلاء المسلمين خلف قداسة البابا الحكيم،  فهذا أعظم الانتصارات.. ذابت الخلافات وانتهت التعصبات، واتحدت القلوب خلف رجل أعزل من السلاح الأرضي ولكن مدججًا بالسلاح الإلهي الذي لا يستطيع أحد أن يهزمه أو يقترب منه.

فصوتكم العالي المزعج وتظاهراتكم الخرقاء الجوفاء، يثبت إنكم دخلتم فعلاً- وبجدارة-  العصر الحميري، ويا له من عصر خطير داخل مدار التاريخ، وما أنكر صوتكم المطابق لصوتهم.. إنه بحق نهيق الحمير وعواء الذئاب ونباح الكلاب وطنين الذباب.

 الصوت العالي والتظاهرات المسعورة تلوث ضوضائي وضار أيها المتشنجون علي صحتكم وصحة الحيوانات أيضًا.. أصوات غير مرغوب في سماعها. والضوضاء هي واحدة من أخطر أمراض العصر، ولا يتبعها إلا الجهلاء المتخلفون أمثالكم.

الضوضاء والتظاهرات الغبية هى نوع من التلوث الجوي يصدر على شكل موجات، حيث أن كلمة ضوضاء مشتقة من التعبير اللاتيني"NAUSES" ، ويوجد هناك تعاريف كثيرة ومختلفة للضوضاء، على سبيل المثال تعرِّف الموسوعة البريطانية الضوضاء بأنها "الصوت غير المطلوب"، أما الموسوعة الأمريكية فتعرِّفه بأنه "الصوت غير المرغوب". وبشكل آخر إن أي صوت ينتج عنه ضوضاء فهو يعتبر مزعجًا، وإنه من وجهة النظر القانونية قد يُعرَّف بأنه تلوث خاطئ من الجو إلى الجرح المادي لحق الأفراد.

وتشير الدراسات إلى أن التلوث الضوضائي قد يتسبّب في ردود فعل غير متزنة، كالشرود الذهني، وعدم القدرة على التركيز، وارتفاع ضغط الدم، والإفراز الزائد لبعض الغدد؛ مما يُسبِّب ارتفاع نسبة السكر في الدم، والإصابة بقرحة المعدة، وأوجاع الرأس، والشعور بالتعب والأرق. كما تشير بعض الدراسات التي قام بها العلماء النمساويون إلى أن عمر الإنسان يُقصف بسرعة عند الهياج.. نقول يارب.

لقد أهنتم الإسلام بصنيعكم والإسلام برئ من تصرفاتكم البذيئة، وسلوككم الوحشي، وصوتكم الحميري، وتهديداتكم النكراء التي تخلو من السماحة التي تزعمونها وترددونها صباحًا ومساءًا، وانكشف القناع وظهرت تقيتكم واميط اللئام عن  حقيقتكم الدموية وخداعكم المتربص بالأقباط.. وهل ننتظر أن نجني من الشوك عنبًا أو من الحسك تينًا كما يقول السيد المسيح؟!!

ارجعوا للتاريخ واقرأوه بعناية وفهم لتعرفوا كم كانت الاضطهادات المريرة منذ 1400 سنة علي الأقباط، ولم تلن عزيمتهم أو يتزعزع ايمانهم؟ فالكنيسة تنمو في ظل الاضطهادات والآلام والضيقات.. وكما يقول المثل "ياما دقت علي رؤوسنا الطبول ولكن دون جدوي "!!.

لقد وعدنا الرب يسوع بأنه سيكون لنا في العالم ضيق، لكنه يقول لنا "ثقوا أنا قد غلبت العالم".. وعدنا بالباب الضيق والطريق الكرب, ولم يعدنا بالباب الواسع والطريق الرحب "لأنه بضيقات كثيرة ينبغي أن نرث  ملكوت السموات".

لقد سار قداسة  البابا علي درب آلام الرب يسوع، فكما تُفل علي وجه سيده لم يتورع الأغبياء عن البصق علي صورة الرجل، وكما أهانوا السيد المسيح قديمًا، أكالوا علي صورته أقذر الإهانات وأسفلها.  إنها البطولة الكرتونية!!

إن الكتاب المقدس وتاريخ الأقباط مملوء بقصص الشهداء والمعترفين الذين ذاقوا صنوف العذاب من أجل ايمانهم، وتحملوا كل الأوجاع بكل شجاعة وثبات، 
ونحن نذكرهم كل يوم في صلواتنا لنتشبه بهم، ونتمثل بايمانهم وجهادهم المقدس.

قد تستطيعوا أن تهينوا الصورة لأنها حيلة العجزة والأغبياء, أما الروح فلا تستطيعون أن تمسوها  أو تقتربوا منها أو تدنسوها.. واعلموا أن البابا في ضعفه أقوي من جحافل الشر وجيوش الظلام... إنه حمل وديع وسط ذئاب خاطفة، وله رب قوي يحميه ويدافع عنه كما يقول الكتاب "الرب يدافع عنكم وأنتم صامتون".

وتيقنوا تمامًا أن وحدتنا كأقباط هو فوز كبير، لأن غاية وصية السيد المسيح هو المحبة الكاملة، ولن تسود إلا بإتحادنا، ولن يكون الإتحاد إلا بالاضطهادات.

اعلموا أن أعمالكم الغوغائية وضوضاءتكم المزعجة لا خير منها ولا جدوي لها، وقد كرهها الجميع وأبغضها العالم المتحضر.. وأكدتم للكل خطورة الإسلام السياسي والوهابية الدموية, بعد أن تردد ايمان البعض بسماحة الإسلام قبلاً.

يقول الكاتب الإسلامي الأستاذ "محمد السماك": الأذى الذي يسببه بعض المسلمين للإسلام ولصورته بسلوكهم المتطرّف، والضرر الفادح الذي يلحقونه به شرعًا ومنهاجًا، لم يعد يجوز السكوت عليه.  

إن ثقافة الشتائم عند الشعوب تختلف من شعب إلى آخر، يحكمها مجموعة من الاعتبارات التربوية والبيئية والعادات والثقافة السائدة. وهي تختلف من طبقة إلى أخرى، فلغة الشارع والعموم من الناس هي بخلاف لغة العقلاء والمثقفين والنخب الإجتماعية. والتطاول الذي برز في الآونة الأخيرة علي قداسة البابا يبين مدي الوقاحة التي وصل إليها هؤلاء الأوغاد.. لم يكن يُسمح به في السابق، نظرًا للتقاليد القائمة على احترام المخاطبة ومكانة من هو أكبر سنًا، وعدم الجرأة على الخطأ تجاه الآخر، والنظر إليه بكثير من الامتعاض باعتباره تصرفًا منفرًا في نظر المجتمع.
 
قاموس الشتائم كما صار البعض يطلق عليه، أضحى من الظواهر العادية والمعتادة في الشارع المصري، وعلي أفواه شيوخ الجوامع والفضائيات كل يوم جمعة وبعد الصــــــــلاة؛ لأنه نتاج الموروث العربي، وتعبير صريح للثقافة الشعبية الوهابية.

يقول "بطرس الرسول": "الذي إذ شُتم لم يكن يشتم عوضًا، وإذا تألم لم يكن يهدد، بل كان يسلم لمن يقضي بعدل... غير مجازين عن شر بشر أو عن شتيمة بشتيمة بل بالعكس مباركين، عالمين إنكم لهذا دُعيتم لكي ترثوا البركة".

ولكن الذي يدهشني جدًا ويثير اهتمامي، كيف أن الكبير يحقد علي الصغير والقوي المدجَّج يخاف الضعيف الأعزل، والكثير العدد والعدة يهاب القليل الخالي الوفاض؟ أليس في هذا عجبًا؟ أكيد إنهم رأوا في الضعيف قوة ولكنها من نوع آخر، ووجدوا في الأعزل سلاحًا روحيًا أشد بأسًا، وتيقنوا أن عددهم الكثير "في الليمون"، لأنه "ليس بالكثرة الغلبة بل بقوة رب الجنود".     

حينما قبضوا علي السيد المسيح ليسوقوه للصليب اعترض التلاميذ واستل "بطرس" سيفه وضرب عبد رئيس الكهنة فقطع أذنه، فقال له يسوع: رد سيفك إلي مكانه لأن كل الذين يأخذون السيف بالسيف يهلكون، أتظن إني لا أستطيع الآن أن أطلب فيقدم لي أكثر من اثني عشر جيشًا من الملائكة؟

كأنني أسمع قداسة البابا "شنودة" يردد مع "بولس الرسول" في رسالته الأولي إلي كورنثوس ص4: "أسر بالضيقات والشتائم والضرورات والاضطهادات والضيقات لأجل المسيح؛ لأني حينما أنا ضعيف فحينئذ أنا قوي.

نعم ضعيف في نظر الناس ولكنه قوي في نظر الله الذي يشاركه آلامه وضيقاته واضطهاداته.. إن الرب حينما يقول لـ"شاول": لماذا تضطهدني؟ فإنه يعتبر آلام المؤمنين آلامًا له، واضطهادهم اضطهادًا له، فيقول: لماذا تضطهدني، مع أن  "شاول" لم يري يسوع بالعيان .

ماذا يقول الناس علي  الشتامين والمتطاولين؟؟ إنهم سفهاء وضعفاء..
وماذا يقول العقلاء عن الصامتين علي شتائمهم؟؟ إنهم عقلاء وأقوياء..




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :