بقلم: د. رأفت فهيم جندى
سأل فيصل: هل حقيقى أن البابا شنودة بعد ان اعتذر للمسلمين فى التلفزيون عاد وسحب اعتذاره فى برنامج آخر بعده بيوم كما قال العوا؟
قلت: البابا شنودة وضّح انه لم يقدم اعتذارا فى البرنامج الأول لأنه لم يخطئ فى احد، ولكنه ابدى اسفه على شعور المسلمين بالأهانة وقال "انا آسف على جرح مشاعر اخوتنا المسلمين" فهو هنا يتأسف على احساسهم بالأهانة ولا يوجد خطأ منه يعتذر عنه, فعندما ارى شخصا حزينا واقول له اننى آسف على هذا فأنا لم اخطأ واعتذر ولكنى اتأسف على مشاعره.
فيصل: لماذا العوا قال ما قاله اذا؟ 
قلت: العوا جزء من خطة الدولة هذه الأيام، لشغل الناس عن الأنتخابات القادمة والغلاء الشديد وسير خطة توريث جمال مبارك. أنت ترى ان المظاهرات ضد التوريث يفرقها البوليس بكل عنف، ولقد تم منع برنامج القاهرة اليوم لعمرو اديب بسبب معاداته للتوريث، ويُظن ايضا ان اقالة ابراهيم عيسى من الدستور بسبب هذا ايضا.
فيصل: ولكن مخطط تأليب المسلمين ضد المسيحيين هو مخطط خطير و سيؤدى لحرب اهليه.
قلت: نعم انه خطير وهو مستمر لأكثر من 30 عام فى تعبئة نفوس المسلمين ضد المسيحيين ولكن الدولة تعلم ان المسيحيين عزل من السلاح وسلاحهم هو الصلاة فالدولة لا تخاف من حرب اهليه ولكن كل ما سوف يحدث هو قتل وتشريد المسيحيين، ولكن الرب الإله يرى ويسمع ويعرف.
فيصل: لقد ظننت اول الأمر ان المسيحيين حقيقة يعدون السلاح للدفاع عن أنفسهم، ولكن هل العوا يعرف أكثر من اجهزة الأمن فى وجود اسلحة فى الكنائس والأديرة؟
قلت: ها انت ترى وانت المتعلم والمثقف الك قد ُخدعت أول الأمر فى كلام العوا فما بالك بهؤلاء السذج والجهلة الذين يقودونهم فى المظاهرات، فهم لا يعقلون.
فيصل: ولكن الأنبا بيشوى اهان المسلمين عندما قال أنهم ضيوف على المسيحيين فى مصر، وعندما قال أن بعض الآيات القرآنية وضعت ايام الخليفة عثمان.
قلت: لقد قال قداسة البابا انه لا علم له أن الأنبا بيشوى حقيقة قد قال هذه الأشياء، ولنفرض انه قد قال هذا، هل عبارة قيلت تسبب كل هذا الارتباك؟! وعلى الجانب الآخر يقول زغلول الفشار وهذا العواء ان الكتاب المقدس محرف وان.. وان ...ولم نفعل اى شئ من هذه المظاهرات التى نراها.
فيصل: ألا تعترضون على التجريح فى الكتاب المقدس؟
قلت: بالطبع نعترض، ولكننا لا نفعل شرا، ولا نحطم ولا نقول سنجعلها بركة دم كما قال هؤلاء المتظاهرين، وهؤلاء الذين يتكلمون عن تحريف الكتاب المقدس يقولوه فى القنوات التلفزيونية والجرائد التابعة للدولة.
فيصل: اذا كان المسيحيون يعترضون على اهانة الكتاب القمدس فلماذا تلوم المسلمين على نفس الشئ؟
قلت: المسيحيون يعترضون بأسلوب راقى مسيحى، وهذا الهدوء يحمل ثقة فى الكتاب المقدس ولكن هذه الجمهرة والعنف يدل على عدم ثقة هؤلاء الأسلاميين انفسهم فى القرآن، ودعنى اقول لك انه كلما كان الشخص غير واثق من نفسه كلما كان عنيفا فى تصرفاته، وايضا هناك مقولة أنه "كلما زادت هشاشة الأفكار كلما زاد عنف من يدافعون عنها".
فيصل: لقد آلمتنى العبارات التى قيلت على البابا شنودة وانا احمل له كل احترام وتوقير وهذه اول مرة تحدث فى مصر.
قلت: البابا شنودة له تقدير عالمى ولا يؤثر فيه شخصيا ما حدث، ولكن اهانته آلمت المسيحيين جدا لأنه الأب الروحى لهم، ولكن ماذا تنتظر من هؤلاء فى هذا الفراغ والبطالة والروح الشريرة التى تقود هذه الجموع.
فيصل: افهم انهم يوجد لديهم فراغ وهم لا يعملون مثل المجتمعات الغربية، ولكن ماذا تقصد بالروح الشريرة؟
قلت: الا ترى سحنتهم الشيطانية وهم ممتلئون بالغضب والحقد والكراهية بعد خروجهم من صلاة الجمعه، من يا ترى كان حاضرا وقت صلاتهم هل هو روح الرب الاله ام روح الشيطان؟
فيصل: هل تقصد أن هذه الصلاة التى يؤدونها قبل التظاهر كان بها روح شيطان؟
قلت: نعم، ولو اردت أن تعرف ملامح روح الله على شخص ما فسوف تجده وديعا، هادئا، محبا، مبتسما، مسارعا لعمل الخير، ويبعد عن النميمية والشر والكراهية والحقد. هل ترى هذه الأشياء فى  اشكال هؤلاء المتظاهرين؟
فيصل: اتمنى ان يتحرك الآن العقلاء فى مصر.
افترقنا على عودة
 
رئيس تحرير جريدة الأهرام الجديد الكندية

كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها

تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :