الأقباط متحدون | "الغرباوي": جماعات التطرف الديني تستغل النصوص الدينية لتشعل نيران الفتنة والطائفية بين أبناء المجتمع الواحد
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٧:٠٠ | السبت ١٦ اكتوبر ٢٠١٠ | ٦ بابة ١٧٢٧ ش | العدد ٢١٧٧ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

"الغرباوي": جماعات التطرف الديني تستغل النصوص الدينية لتشعل نيران الفتنة والطائفية بين أبناء المجتمع الواحد

السبت ١٦ اكتوبر ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

* رئيس مؤسسة المثقف العربى:
- التسامح بديل ضروري للفكر الأحادي، ولما نعانيه اليوم من إقصاء الآخر والتطاحن الطائفي.
- علينا التخلص من الروح الإقصائية حتى نستطيع النهوض.
 
كتب: محمد بربر - خاص الأقباط متحدون

أكد الكاتب والباحث "ماجد الغرباوي" أن التسامح الذى هو أساس استقرار أى مجتمع متعدد، يُعد تسامحًا غير حقيقي بسبب وجود فجوات واسعة سرعان ما تنفجر لأدنى احتكاك بين الطوائف والأديان، مشيرًا إلى طرحه مفهومًا مختلفًا للتسامح جاء فى كتابه  "التسامح ومنابع اللا تسامح ـ فرص التعايش بين الثقافات والأديان"، حيث يرى أن التسامح يجب أن يقوم على أساس الاعتراف الحقيقي بالآخر، باعتبار وحدة الحقيقة وتعدد الطرق إليها.
 
وأشار الباحث فى كتابه "التسامح ومنابع اللا تسامح" إلى أن التسامح يحمل قيمة أخلاقية تتناسب مع مضمون الكلمة لغة؛ لأن التسامح في اللغة هو التساهل والجود، ثم تطور هذا المفهوم ليتحول إلى جزء من واجب تفرضه الحرية الشخصية التي يُراد لها أن تكون متساوية بين الجميع؛ فلكل فرد حقه في الاعتقاد وفي التعبير عن رأيه، وليس هناك ما يبرِّر إحتكار هذا الحق لجهة دون أخرى، فقبول الآخر وفقًا لهذا الرأي ليس منّة، وإنما واجب تفرضه الحرية الشخصية حسبما يرى "الغرباوي".
 
وانتقد الباحث المجتمعات العربية والإسلامية التى تمتلأ بأبواق التعصب والعنف،  والاستبداد السياسي والديني، وإقصاء الآخر المختلف دينيًا أو مذهبيًا. مؤكدًا أن هذه السمات لم تكن موجودة من ذى قبل. واتهم جماعات التطرف الديني باستغلالها النصوص الدينية وفق أهواء تساعد على كراهية الآخر وتشعل نيران الفتنة والطائفية فى المجتمعات العربية والإسلامية، موضحًا حاجة الأمة العربية إلى التسامح كبديل ضرورى لما نعانيه من فكر أحادى وتقاتل وتطاحن طائفي.
 
وأعرب "الغرباوي" عن استياءه الشديد من القراءات الخاطئة للنصوص الدينية،  وبعض رجال الدين الذين يحرِّضون على الطائفية معتمدين فى ذلك على نصوص ذات شحنات تحريضية عالية. موضحًا أن الثقافات المختلفة هى تجليات لفكر عقائدي معين.  وتساءل: هل القيم والأخلاق قضايا مطلقة أم نسبية؟ وأكّد "ما نراه محرَّمًا قد لا تراه ثقافات أخرى كذلك، ويبقى كل إنسان وما يحمل من خلفية، وهناك من يقول بالفصل بينهما، وآخر لا يطيق ثقافة وفنونًا بعيدًا عن الأخلاق والقيم سواء الدينية أو الإنسانية والإجتماعية. وهناك من يتحدث عن الجنس أدبًا وثقافة وكأنه يلهو بملهاة، لا يهتم لأحد،  وآخر يتعفف في منطقه ويكتفي بالإيماء والرموز."
 
وقال "الغرباوي" فى كتابه: إن مشكلة الإنسان تتمثل في قوقعته فى حلبة الإيديولوجية،  ومن ثم يصبح الآخر بالنسبة له إما أن يشبهني وإلا فهو عدوي وإن لم أصرِّح. مدللًا على ذلك بانطباع كل دين عن دين، وكل مذهب عن آخر، وبالصراعات السياسية المستشرية. مشيرًا إلى أن لغة التكفير والتنابذ أصبحت سلاحنا في التفاهم حتى مع الأشقاء!!! وأضاف: "أتمنى أن نتخلص من الروح الإقصائية حتى نستطيع النهوض ونكون كتلة متماسكة في بنائها الثقافي والمعرفي. وهذا لا يتحقق ما لم تنتشر قيم التسامح، ويتبنى الجميع ثقافة قبول الآخر."
 
يُذكر أن تلك التصريحات جاءت ضمن حوار نشرته جريدة "تونس" مع الباحث العراقي "ماجد الغرباوي"، والذى يشغل منصب رئيس مؤسسة المثقف العربي، وله العديد من الإصدارات مثل: "تحديات العنف"، و"إشكاليات التجديد"، و"التسامح ومنابع اللا تسامح"،  وعمل رئيسًا للتحرير بمجلة "التوحيد".
 
المصادر:
- حوار جريدة تونس مع المؤلف عن كتبه ودراساته وأبحاثه.
- كتاب "التسامح ومنابع اللاتسامح"- بتصرف.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :