يوافق اليوم ذكرى انتفاضة الخبز، في الـ 18 من يناير 1977 أثناء حكم السادات، ولا يُحكى عن تلك الأحداث دون ذكر اسم الراحل المستشار حكيم منير صليب، الذي قضى ببراءة جميع المتهمين في انتفاضة الخبر، واتهم نظام السادات بأنه السبب في اندلاع هذه الأحداث.. في السطور القليلة القادمة نورد من هو المستشار حكيم منير صليب.

1- هو رئيس محكمة أمن الدولة العليا الذي نيط بدائرته محاكمة 176 متهمًا في قضية شهيرة من قضايا الرأي العام، أطلق عليها حينذاك قضية الشيوعية والتحريض على أحداث 18 و19 من يناير سنة 1977 ، المعروفة بانتفاضة الخبز.

2- بدأت المحاكمة يوم أول أبريل سنة 1978، واستمرت جلساتها في الانعقاد على مدى سنتين.

3- كان ينظر القضية معه المستشار أحمد حسن بكار، الذين أكدوا آنذاك أنه "ليس من سلطان علينا سوى سلطان القانون".

4- يقول عنه رفيقه بنظر هذه الجلسة، أن المستشار صليب رحل في 10 فبراير 2004 بعد صراع مع المرض، وكان يحزنني صوته الواهن، وسألت الله أن يعيده إلى الوطن سالمًا، غير أن الله سبحانه غالب على أمره، وفاضت روحه إلي بارئها، تاركًا في قلوب زملائه وأحبائه ذكراه العطرة جزاء مودته وخلقه الكريم.

5- حين توفى نعته الأهرام في الصفحة الأولى تحت عنوان "رحيل قاض جليل".

6- جلس المستشار حكيم منير صليب على منصة المحكمة، قاضيًا في قضية من أخطر القضايا، بتهمة موجهة لـ  176 متهمًا.

7- أعتقد السادات أن قرار المحكمة سيكون في صالحه وأن المحكمة ستنحاز ولو قليلا إلى جانب رئيس الجمهورية وتصدر أحكامًا قاسية في حق المتهمين، لكن المستشار حكيم منير صليب حكم لهم بالبراءة.

8- قال المستشار حكيم منير صليب في حيثيات الحكم "والذي لا شك فيه وتؤمن به هذه المحكمة ويطمئن إليه ضميرها ووجدانها، أن تلك الأحداث الجسام التي وقعت يومي 18 و 19 يناير 1977 كان سببها المباشر والوحيد هو إصدار القرارات الاقتصادية برفع الأسعار، فهي متصلة بتلك القرارات اتصال المعلول بالعلة والنتيجة بالأسباب، ولا يمكن في مجال العقل والمنطق أن ترد تلك الأحداث إلي سبب آخر غير تلك القرارات، فلقد أصدرت علي حين غرة وعلي غير توقع من أحد، وفوجئ بها الناس جميعًا بمن فيهم رجال الأمن، فكيف يمكن في حكم العقل أن يستطيع أحد أن يتنبأ بها ثم يضع خطة لاستغلالها ثم ينزل إلي الشارع للناس محرضًا ومهيجًا".

9- لم يبرئ القاضي "حكيم صليب" المتهمون في القضية فقط، بل اتهم حكومة السادات بأنها السبب وراء تلك الأحداث.

10- وكان الرئيس قد وصف تلك الانتفاضة بـ انتفاضة الحرامية وأطلق عليها القاضي "انتفاضة الخبز" وهو اسمها التي تعرف به حتى يومنا هذا.